ملخص
زعماء دول مشوا حفاة الأقدام احتراماً لغاندي وأوكرانيا منزعجة والـ"يوغا" في كل مكان... لقطات قمة الـ20
هناك من وصفوها بالناجحة جداً على رغم غياب الرئيسين الصيني والروسي، ويرون أنها دانت استخدام القوة لتحقيق مكاسب جغرافية في إشارة إلى الحرب الروسية – الأوكرانية، أما منتقدوها فيذهبون إلى أنها لم تنجز كثيراً، فإعلاناها الختامي تجنب التنديد صراحة بروسيا وهجماتها على أوكرانيا، كما أنها لم تفعل سوى الترويج للهند كلاعب عالمي جديد، ولولاية أخرى لرئيس الوزراء الهندي ناهيندرا مودي في الانتخابات المرتقبة العام المقبل.
لكن ما بين مؤيد ومنتقد لقمة الـ"20" في نيودلهي، سيكون هناك إجماع على أنها قد أحرزت إنجازين، الأول الإعلان عن شراكة سعودية - أميركية تربط آسيا وأوروبا بـ"ممرات خضراء"، والثاني ضم الاتحاد الأفريقي إلى عضوية مجموعة الـ"20"، ليتحقق هدف الهند التي نصبت نفسها زعيمة للعالم النامي في محاولة لانتزاع هذه الزعامة التي تقلدتها الصين وشرعت في تنفيذها عبر بوابة مبادرة "الحزام والطريق" التي يتصدى لها الغرب اليوم كونها محاولة لإحكام السيطرة على ثروات العالم النامي من بوابة الديون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قمة الـ"20" في نيودلهي لم تسدل الستار بعد، على رغم مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرين اليوم الأحد متجهين إلى فيتنام للقاء زعيم الحزب الشيوعي الذي يتولى السلطة في البلاد نغوين فو ترونغ، بهدف مواجهة نفوذ الصين في المنطقة أيضاً، ويتوقع أن يشهد اليوم الثاني والأخير للقمة اجتماعات ثنائية مكثفة بين قادة المجموعة، بعضها سيكون معلناً بطبيعة الحال والآخر سري.
وما بين مراسيم استقبال زعماء العالم في نيودلهي، والساعات التي تجولوا فيها لزيارة النصب التذكارية في العاصمة، وداخل أروقة المركز الإعلامي، رصدت "بلموبيرغ" أهم اللقطات التي لفتت أنظار وسائل الإعلام التي تغطي الحدث الضخم.
بهارات ماندابام
هو المكان الرئيس الذي استضاف قمة مجموعة الـ"20"، ويعد مركز المؤتمرات الذي تم تجديده لاستيعاب الحدث، أكبر من دار أوبرا سيدني الأسترالية، وصممته شركة "إيداس" الدولية التي أنشأت مارينا باي ساندز في سنغافورة، في حين استغرقت عملية التجديد بأكملها أربع سنوات ونصف السنة بكلفة 27 مليار روبية (325 مليون دولار).
يقع "بهارات ماندابام" بالقرب من نهر يامونا، على بعد نحو 16 كيلو متراً شمال شرقي المطار، وقد افتتح المركز المذهل في يوليو (تموز) الماضي.
زعماء حفاة الأقدام
قام مندوبو مجموعة الـ"20" بخلع أحذيتهم كدليل على الاحترام قبل الاقتراب من النصب التذكاري للمهاتما غاندي الزعيم السياسي والروحي للهند، في حين ارتدى بايدن وعدد قليل من الزوار النعال، وكان ريشي سوناك من المملكة المتحدة والأسترالي أنتوني ألبانيز من هؤلاء الذين مشوا حفاة الأقدام، وعندما اقتربوا من المنصة كانت إحدى تراتيل المهاتما المفضلة (فايشنافا جاناتو) تعزف في الخلفية، وقد كتبت المعزوفة في القرن الـ15، وكانت تغنى في اجتماعات الصلاة اليومية لغاندي.
"اليوغا" لتوحيد العالم
قامت الهند بالترويج لـ"اليوغا" في قمة مجموعة الـ"20" هذا العام، وتوضح رسالة إخبارية أخرى جرى توزيعها في المركز الإعلامي للمجموعة كيف يمكن لهذه الممارسة أن توحد العالم.
وكان مودي دعا في وقت سابق العالم إلى استخدام قوة "اليوغا" لبناء جسور الصداقة وعالم سلمي ومستقبل أنظف. وتزين وضعيات "اليوغا" أيضاً جدران "بهارات ماندابام". وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت عام 2014 قراراً بقيادة الهند يعلن يوم 21 يونيو (حزيران) من كل عام يوماً عالمياً لـ"اليوغا".
إعادة تسمية الهند
وسط تكهنات بإمكانية إعادة تسمية الهند باسم "بهارات"، تتحدث مجلة "بهارات أم الديمقراطية" التي يتم توزيعها في المركز الإعلامي لمجموعة الـ"20" عن القيم الديمقراطية التي تمارس في البلاد منذ 6000 قبل الميلاد.
وتقول المجلة "في بهارات (الهند) كانت وجهة نظر أو إرادة الناس في الحكم هي الجزء المركزي من الحياة منذ أقدم تسجيل لها في التاريخ".
ومن الجدير بالذكر أن البيان يقلب الطريقة التي يشير بها الدستور إلى الأمة "الهند، هذه هي بهارات". لكن المجلة تقول أيضاً إن الدستور "يتطور باستمرار ليتوافق مع نبض الشعب".
وكانت التكهنات بدأت بتغيير الاسم بعد أن أشارت دعوة عشاء مجموعة الـ"20" إلى رئيسة الدولة دروبادي مورمو باسم "رئيسة بهارات". كما استخدم مودي في اليوم الأول من القمة لوحة تحمل اسم "بهارات" بدلاً من الهند.
مفاوضات التجارة الحرة
يعد حدث قمة مجموعة الـ"20" في نيودلهي مهماً لجمع المجتمع الدولي والسماح للدول بإحراز التقدم في مختلف القضايا، فعلى سبيل المثال ناقش رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطط إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي على هامش محادثات الأمس.
إجراءات أمنية مشددة
تم تشديد الإجراءات الأمنية في كل أنحاء نيودلهي على رغم الترتيبات التي اتخذها أهم زعماء العالم، فقد وصل بايدن إلى نصب غاندي التذكاري في سيارته المميزة (الوحش)، كما تم وضع سياج لحماية كبار الشخصيات، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البلاد واجهت عديداً من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك أزمة الرهائن عام 2008 في محطة السكك الحديدية الرئيسة في مومباي وفندقي "تاج" و"أوبروي". كما أصبحت أجهزة الكشف عن المعادن والكلاب البوليسية بمثابة الدعامة الأساسية في معظم فنادق الخمس نجوم في الهند حتى عندما لا يكون زعماء مجموعة الـ"20" في المدينة.
هندوسي وأفتخر
كان الترحيب الهندي برئيس الوزراء البريطاني من أصول هندية ريشي سوناك واضحاً للغاية في قمة الـ"20"، حين رحب به نظيره الهندي ناهيندرا مودي بحرارة (بما في ذلك العناق المتعدد)، وكانت وسائل الإعلام المحلية تراقب تحركاته هو وزوجته أكشاتا مورتي أثناء وجودهما في نيودلهي.
وقام سوناك ومورتي، والدها المؤسس المشارك لشركة التكنولوجيا الهندية "إنفوسيس" ورجل الأعمال الثري في وقت سابق من اليوم الأحد بزيارة معبد "أكشاردام" الهندوسي، وهو مجمع ديني عملاق على ضفاف نهر يامونا في نيودلهي، وقال سوناك لوسائل الإعلام الهندية عندما وصل إلى هناك إنه "هندوسي فخور".
وكانت معركة غاندي بالأساس ضد الإمبريالية البريطانية، وهي الدولة التي يقودها سوناك اليوم كرئيس لوزرائها، كما أنه يؤيد اتفاقية التجارة الحرة مع الهند، في حين تمرد غاندي على الروابط التجارية عندما كانت الهند تحت الحكم البريطاني.
مع ذلك، فإن سوناك هو أيضاً هندوسي متدين، وهي عقيدة قريبة من المهاتما غاندي، ومتزوج من هندية، وعندما كان وزيراً للخزانة في حكومة بوريس جونسون كشف عن عملة معدنية بقيمة خمسة جنيهات إسترلينية (6.23 دولار) تحتفل بحياة وإرث المهاتما غاندي.
"الخادي" هدية مودي
في قمة الـ"20" التي استضافتها بالي العام الماضي، منح المندوبون قمصان "الباتيك" التقليدية. ويبدو أن "الخادي" الهندي (أو الوشاح المنسوج) الذي قدمه مودي في ذلك الصباح هو النسخة الهندية من هذا القميص.
وقدم مودي، الذي ينحدر من الولاية نفسها التي ينتمي إليها غاندي، لقادة مجموعة الـ"20" شالات "الخادي" المنسوجة يدوياً، وقد تبنى رئيس الوزراء الهندي أيضاً بعض عناصر الاعتماد على الذات في الهند المستقلة، لكن هذه المرة لتشجيع التصنيع المحلي وكبح جماح الواردات من الصين.
لقاء صيني - أوروبي مهم
دعا وزير الخارجية الصيني لي تشيانغ إلى توثيق العلاقات بين الصين وأوروبا خلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس السبت، وقال إنه يتعين على الجانبين تعميق الثقة وتعزيز التعاون، مضيفاً أن "الاعتماد المتبادل لا ينبغي أن يعني انعدام الأمن"، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
وقال لي "يجب على الدول ألا تبالغ في مفهوم الأمن وتسييس القضايا الاقتصادية"، مضيفاً أن الصين مستعدة لاستضافة قمة مع الاتحاد الأوروبي في غضون العام.
ووصفت فون دير لاين الحوار مع لي بـ"الصريح"، وكتبت على منصة "إكس" قائلة إن "للصين دوراً رئيساً تلعبه في المشكلات العالمية بما في ذلك تأثير حرب روسيا في أوكرانيا"، مضيفة "نأمل أن تتمكن الصين من لعب دور إيجابي في تحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا".
اتفاق السكك الحديدية والبحرية
كان التطور الكبير الذي حدث بالأمس هو التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند ودول الشرق الأوسط لربطها عبر خطوط السكك الحديدية والبحرية.
والاتفاق ينافس مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي مولت مئات المليارات من الدولارات من البنية التحتية في الأسواق الناشئة، ووسعت نفوذ بكين العالمي.
والصين بطبيعة الحال ليست سعيدة بذلك، فقد وصفت صحيفة "غلوبال تايمز"، وهي صحيفة شعبية مملوكة للدولة، الولايات المتحدة بأنها "مقلدة"، وقالت إنها "يجب أن تركز على إصلاح بنيتها التحتية المحلية".
لافروف وانزعاج أوكرانيا
مع غياب فلاديمير بوتين عن القمة، أصبح من واجب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يمثل بلاده في نيودلهي باعتبار أن روسيا عضو في مجموعة الـ"20".
وترك البيان الذي صدر بالأمس عن القمة أوكرانيا منزعجة وروسيا سعيدة، ففي نهاية المطاف لم تنجح الولايات المتحدة وحلفاؤها في إدراج صياغة أكثر صرامة ضمن بيان المجموعة في شأن الحرب.
وأشادت كبيرة المفاوضين الروس سفيتلانا لوكاش، بالنص المتفق عليه في شأن أوكرانيا، ووصفته بأنه "متوازن، وجاء نتيجة مفاوضات صعبة للغاية"، وفقاً لمقطع فيديو بثته وكالة أنباء "تاس" الرسمية.
ترودو وذكريات سيئة
باعتبار اقتصادها أصغر حجماً، ترى كندا نفسها بمثابة جسر بين قوى مجموعة السبع وبقية العالم، لكن في الاجتماع الأخير للمجموعة في اليابان، الذي حضره زعماء الهند والبرازيل وإندونيسيا، كانت نتيجة هذا التواصل مختلطة بكل تأكيد.
وتثير زيارة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو للهند بعض الذكريات السيئة، إذ تحولت رحلته الأخيرة إليها عام 2018 إلى كارثة دبلوماسية، بخاصة عندما تبين أن انفصالياً من السيخ حاول ذات مرة اغتيال سياسي هندي على الأراضي الكندية، انتهى به الأمر بطريقة أو بأخرى على قائمة الضيوف الكنديين لحضور حدث ما.
ويتعرض ترودو لضغوط من أجل إحداث انطباع أفضل على المسرح العالمي هذه المرة، بخاصة أن استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الصيف أظهرت أن شعبيته بين الكنديين تتراجع.
بايدن يطير إلى فيتنام
على رغم رحيل بايدن عن قمة مجموعة الـ"20"، لا تزال أعمالها مستمرة لليوم الثاني، وسيجتمع الزعماء في جلسة رسمية ثالثة تسمى "مستقبل واحد"، ومن المقرر أن تركز على قضايا المناخ والاستدامة.
وكما هي الحال دائماً فإن العمل الحقيقي يجري على الهامش، مع توقعات بعدد كبير من اللقاءات الثنائية، فضلاً عن المؤتمرات الصحافية من معظم الاقتصادات الكبرى، ومن بينها سيجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الصحافة عند الظهر تقريباً بالتوقيت المحلي.