Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضحايا زلزال المغرب تحت رحمة الإنقاذ والإيواء

صعوبات في الوصول إلى القرى الجبلية المنكوبة وارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 2100

ملخص

أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر إلى 2122 قتيلا

أعلنت وزارة الداخلية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شاسعة جنوب مراكش المغربية ليل الجمعة، إلى أكثر من 2100 قتيل إلى حدود عصر الأحد.

وأعلنت الوزارة في بيان "في حصيلة موقتة، إلى حدود الساعة الرابعة مساء (15,00 ت غ)، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2122 شخصاً". وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز حيث بلغ عددهم 1351 جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.

ليلة في العراء 

وفي السياق، يكابد الناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود للحصول على الطعام والماء اليوم الأحد، مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها، ويبدو أن عدد الوفيات الذي يزيد على ألفي شخص من المرجح أن يرتفع.

وقضى كثيرون ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من الجمعة الماضي، ويواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار كثير من المنازل فيها.

وذكرت وسائل إعلام مغربية أن مسجداً تاريخياً يعود للقرن الـ12 انهار، مما يسلط الضوء على الأضرار التي يتعرض لها الإرث الثقافي للبلاد بسبب الزلزال، كما ألحق الزلزال أضراراً أيضاً بأجزاء من مدينة مراكش القديمة وهي ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط.

وقال ياسين (36 سنة) وهو من سكان مولاي إبراهيم "فقدنا منازلنا وذوينا أيضاً وننام مذ نحو يومين في الخارج".

وأضاف "لا طعام ولا ماء، فقدنا الكهرباء أيضاً"، مضيفاً أنه لم يتلق سوى القليل من المساعدات الحكومية حتى الآن، متابعاً "نريد فقط أن تساعدنا حكومتنا"، معرباً عن إحباط أبداه آخرون.

إنقاذ وإيواء

وفي وقت لاحق، أُفرغت حمولة شاحنة أغذية قال مسؤول محلي يدعى محمد الحيان، إن الحكومة ومنظمات مجتمع مدني رتبت وصولها.

واستقبلت الوحدة الصحية الصغيرة لمولاي إبراهيم 25 جثة، وفقاً لما قاله موظفون هناك، وحذروا من أنهم بدأوا يواجهون نقصاً في بعض إمدادات الإسعافات الأولوية.

ومع بناء كثير من بيوت المنطقة من الطوب اللبن والأخشاب، انهارت بنايات المنطقة بسهولة.

وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفاً جراء زلزال، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

ونصبت خيام مؤقتة في ملعب ترابي لكرة القدم، فيما تدثر بعض السكان ببطانيات بعد أن قضوا الليل في العراء.

 

 

وقال رجل يحاول استخراج حشايا وملابس من تحت أنقاض منزله، إنه يعتقد أن جيرانه لا يزالون تحت أنقاض منزلهم.

وفي قرية أمزميز التي تبعد 27 كيلومتراً إلى الغرب من مولاي إبراهيم يكافح السكان أيضاً للحصول على الطعام، وقال أحدهم "استخدمنا أغطية لعمل خيام، لأن الخيام التي وزعتها الحكومة ليست كافية".

وقالت الحكومة أمس السبت، إنها تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الكارثة تشمل تعزيز فرق البحث والإنقاذ وتقديم مياه الشرب وتوزيع الأغذية والخيام والأغطية.

جاهزية المساعدة

وقالت فرنسا اليوم الأحد، إنها مستعدة لمساعدة المغرب، وإنها تنتظر طلباً رسمياً لذلك، حين قال الرئيس إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة "الـ20" في نيودلهي "فرنسا مستعدة لتقديم مساعدات للمغرب إذا قرر المغرب أن ذلك مفيد".

وأضاف ماكرون "السلطات المغربية تعرف بالضبط ما يمكن تقديمه وطبيعته وتوقيته، نحن في خدمتها، لقد جهزنا كل ما في وسعنا، في اللحظة التي يطلبون فيها هذه المساعدات، سنرسلها".

وتركيا من الدول الأخرى التي عرضت المساعدة بعد أن تعرضت لزلزال مدمر في فبراير (شباط) أودى بحياة أكثر من 50 ألفاً، لكن الفريق التركي لم يغادر بعد إلى المغرب بحلول اليوم الأحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن إسبانيا قالت إنها تلقت اليوم طلباً رسمياً من المغرب لتلقي المساعدة وسترسل فرقاً للبحث والإنقاذ.

بدورها أعلنت قطر هي الأخرى أن فريقاً للبحث والإنقاذ غادر متجهاً إلى المملكة المغربية.

وقالت مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كارولين هولت، لوكالة "رويترز" "سيكون اليومان أو الثلاثة المقبلة بالغة الأهمية في ما يتعلق بإنقاذ الأرواح من خلال العثور على المحاصرين تحت الأنقاض".

وأضافت هولث أن نظام الإغاثة الدولي ينتظر مبادرة من المغرب لتقديم المساعدة، مشيرة إلى أن هذا ليس أمراً مستغرباً في وقت لا تزال فيه الحكومة تقييم احتياجاتها.

ولم يرد متحدث باسم حكومة المغرب بعد على مكالمات من الوكالة تطلب التعليق.

 

 

 إعلانات ودعوات

ووضعت أحدث بيانات لوزارة الداخلية صدرت في وقت متأخر من مساء أمس السبت، عدد الوفيات عند 2012، مع تسجيل 2059 مصاباً بينهم 1404 في حالة حرجة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة، فيما أعلن البابا فرنسيس أنه يصلي من أجل الضحايا ويقدم التعازي لأسرهم.

وأعلنت المغرب الحداد ثلاثة أيام، كما دعا الملك محمد السادس إلى إقامة صلاة الغائب من أجل المتوفين في مساجد المملكة اليوم.

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش التي يعشقها المغاربة والسائحون الأجانب لما تتمتع به من مساجد وقصور ومبان دينية تعود للقرون الوسطى، يزينها بلاط الفسيفساء الزاهي وسط تداخل الأزقة الوردية.

ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال متحدث باسم صندوق النقد رداً على سؤال بشأن الاجتماعات المقررة "تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة".

وفي السياق، أعلن المرصد الأورومتوسطي للزلازل، أنه سجل اليوم الأحد هزة أرضية قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كيلومتراً جنوب غربي مراكش، مشيراً إلى أن هذا الزلزال هو التاسع الذي يشعر به المغرب خلال الـ35 ساعة الماضية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات