ملخص
تعهد كل من البنك الدولي وصندوق النقد تشكيل شراكة أقوى لمساعدة البلدان في صراعاتها المتعلقة بالديون
قال البنك الدولي، إن زعماء العالم دعوا إلى توسيع المؤسسة الدولية لتعزيز قدرتها على الإقراض، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث من دون تمويل من القطاع الخاص.
لم يعد البنك الدولي يركز فقط على القضاء على الفقر، ولكن أيضاً على التحديات العالمية الوشيكة الأخرى، مثل الأوبئة وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، بحسب ما صرح رئيس البنك أجاي بانجا لتانفير جيل، على قناة "سي أن بي سي"، أول من أمس السبت.
وأضاف بانجا "من المستحيل أن يكون هناك ما يكفي من الأموال في بنك التنمية المتعدد الأطراف أو حتى في الحكومات التي يمكن أن تدفع هذا النوع من التغييرات التي نحتاج إليها لهذه الأزمات المتعددة".
وأضاف في مقابلة حصرية لشبكة الأخبار على هامش قمة قادة "مجموعة الـ20"، التي اختتمت أعمالها، أمس الأحد، في نيودلهي، "إن الحصول على رأس مال القطاع الخاص وإيداعه في اللعبة سيكون أمراً مهماً للغاية".
وقال بانجا في قمة زعماء "مجموعة الـ20"، "إننا نبذل قصارى جهدنا لتعزيز قدرتنا على الإقراض، لكننا نذهب إلى أبعد من ذلك، وننشئ آليات جديدة من شأنها أن تسمح لنا بعمل المزيد".
وأضاف "نحن نعمل على توسيع التمويل الميسر لمساعدة مزيد من البلدان منخفضة الدخل على تحقيق أهدافها، مع التفكير بشكل إبداعي في كيفية تشجيع التعاون عبر الحدود ومعالجة التحديات المشتركة".
بايدن وزيادة تمويل البنك الدولي بـ25 مليار دولار
واتفق الزعماء في القمة على أن هذا ليس بالأمر الذي يستطيع البنك الدولي معالجته بمفرده، ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن قادة "مجموعة الـ20" إلى مواصلة دعم البنك الدولي وغيره من بنوك التنمية المتعددة الأطراف خلال العام المقبل من أجل زيادة قدرة المؤسسة على دعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وطلب من الكونغرس زيادة تمويل البنك الدولي بأكثر من 25 مليار دولار، وهي خطوة ستمكن البنك من مساعدة الدول النامية بشكل أكبر على تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية.
وقال البيت الأبيض، "ستجعل هذه المبادرة من البنك الدولي مؤسسة أقوى قادرة على توفير الموارد بالحجم والسرعة اللازمين لمواجهة التحديات العالمية وتلبية الحاجات الملحة لأشد البلدان فقراً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تم إنشاء البنك الدولي في عام 1944 للمساعدة في جهود إعادة البناء في أوروبا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأ البنك بـ38 عضواً فقط ولكنه يضم اليوم معظم دول العالم.
وسبق أن قال بايدن، إن "الدول النامية في حاجة إلى مزيد من خيارات التمويل لتقليل اعتمادها على الصين، ومساعدتها على التعافي من آثار حرب روسيا على أوكرانيا".
وقال البيت الأبيض في أغسطس (آب) الماضي "من الضروري أن نقدم بديلاً موثوقاً للإقراض القسري وغير المستدام الذي تنفذه الصين ومشاريع البنية التحتية للدول النامية في جميع أنحاء العالم".
وبصرف النظر عن توفير مزيد من الموارد لمساعدة البلدان النامية على الحد من الفقر، فإن توسع البنك الدولي يهدف أيضاً إلى مساعدة هذه الدول في تحولها إلى الطاقة المتجددة.
وقال بانجا، "لدي فكرة مفادها أنه إذا كان بإمكاني الحصول على مبلغ معين من المال في البنك لاستخدامه في الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، فهل يمكنني إقناع القطاع الخاص بوضع مبدأ واحد إلى واحد أو اثنين إلى واحد؟ أو ثلاثة إلى واحد؟" تساءل.
وشدد بانجا على أن المستثمرين حريصون على الاستثمار في الطاقة المتجددة في البلدان النامية، وهم واثقون من أن مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية "يمكن بناؤها لكسب المال".
25 في المئة من ديون الأسواق الناشئة
وتعهد كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تشكيل شراكة أقوى لمساعدة البلدان في صراعاتها المتعلقة بالديون وتحقيق أهداف الاستدامة والتحول الرقمي.
وفي مقابلة منفصلة مع "سي أن بي سي" خلال قمة "مجموعة الـ20"، قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورجييفا، "لقد تغير العالم، كما أن أفق عدد المقرضين المختلفين والظروف المختلفة التي يقدمون فيها مواردهم، أصبح أوسع بكثير مما كان عليه قبل 10 سنوات".
وقالت غورجييفا "نحن في حاجة إلى هذه المحادثة لأنه إذا لم تجريها، فلن يكون لدينا حلول ومشكلة الديون ملحة للغاية، كما أن 25 في المئة من ديون الأسواق الناشئة تسير في المنطقة المتعثرة، ولدينا الآن أكثر من نصف البلدان المنخفضة الدخل إما في تلك المحنة أو بالقرب منها".
وأكدت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، من جديد أن البنك الدولي والصندوق يجب أن يعملا على تكامل بعضهما البعض وتعزيز التآزر.
وأضافت، "يتمتع البنك بخبرة قطاعية عميقة للغاية". وأوضحت: "نحن لا ولن ندخل أبداً في الاستثمارات القطاعية، وما نأتي به هو كيف يمكنك استخدام السياسات المالية لتعزيز التحول إلى الاقتصاد الرقمي، وكيف يمكنك استخدام السياسة النقدية لتقييم الأنواع الجديدة من الأخطار، بما في ذلك الأخطار الناجمة عن العملات المشفرة والمناخ، وكيف يمكنك استخدام البيانات لتغطية ما يهم صناع السياسات اليوم وفي المستقبل".
وأضافت، "أن العالم يحتاج إلى مؤسسات تعمل معاً"، متعهدة أن يعمل كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مع الآخرين "لضرب المثال الصحيح لما يعنيه أن يكون الكل أكبر من مجموع الأجزاء الفردية".