Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطات في ليبيا: لا نملك الخبرة في التعامل مع تداعيات الكارثة

البحر يلقي جثثاً إلى الشاطئ مع إحصاء 5300 ضحية والسيول تشرد 30 ألفا في درنة وعودة 87 جثمانا لمصريين من ليبيا قضوا في الإعصار

ملخص

سقط آلاف القتلى ولا يزال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين في ليبيا إثر السيول والفيضانات التي محت ما يقرب من ربع مدينة درنة الواقعة شرق البلاد.

قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن 30 ألف شخص شرّدوا بعدما اجتاحت الفيضانات مدينة درنة الليبية مخلّفة آلاف القتلى بحسب السلطات.

وأوضحت في تقرير حول الوضع في شرق ليبيا بعدما تعرضت للعاصفة "دانيال" ليل الأحد الاثنين أن "30 ألف شخص على الأقل شرّدوا في درنة".

ويلقي البحر بجثث إلى الشاطئ في شرق ليبيا ليزيد من محصلة قتلى عاصفة دمرت تماما أحياء بأكملها على الساحل مع ورود أرقام مؤكدة بمقتل الآلاف واعتبار آلاف آخرين في عداد المفقودين.

ودمرت السيول، الناجمة عن إعصار قوي ليل الأحد أدى إلى انهيار سدين، نحو رُبع مدينة درنة على ساحل البحر المتوسط وجرفت مبان متعددة الطوابق بالعائلات التي كانت تنام داخلها.

وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات لرويترز عبر الهاتف "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار".

ضحايا ومشردون

وأضاف أنه تم إحصاء أكثر من 5300 جثة في مدينة درنة وإنه من المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير وربما يتضاعف بعد أن تعرضت المدينة لفيضانات كارثية.

وصرح أبو شكيوات لوكالة رويترز بأن إعادة الإعمار ستتكلف مليارات الدولارات. وطلب الوزير المساعدة الدولية قائلاً إن بلاده لا تملك الخبرة في التعامل مع تلك الكارثة.

من جهة أخرى، أفادت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا بأن 30 ألفاً على الأقل شردوا في درنة بسبب العاصفة، في حين أشارت تقارير إلى أن الأمم المتحدة خصصت 10 ملايين دولار لمساعدة متضرري السيول والفيضانات التي اجتاحت شرق ليبيا.

في غضون ذلك، تحصي مدينة درنة المدمرة في شرق ليبيا ضحاياها اليوم الأربعاء، فيما يتوقع بأن ترتفع أكثر حصيلة ضحايا السيول الناجمة عن العاصفة "دانيال". وانفجر سدان هناك بعد ظهر يوم الأحد بعدما ضربت العاصفة، لتتدفق المياه في المدينة جارفة معها الأبنية وأي أشخاص بداخلها.

تزامناً، أعلنت شركة العمران المتحدة للخدمات البحرية واللوجستية اليوم الأربعاء إن أربعة موانئ نفطية رئيسة في ليبيا أعيد فتحها بعد إغلاقها يوم السبت في أعقاب العاصفة. وأوضحت أن "موانئ البريقة والسدرة ورأس لانوف بشرق البلاد فتحت أمس الثلاثاء فيما فتح ميناء الزويتينة صباح اليوم". 

وفي وقت متأخر أمس الثلاثاء، بلغت الحصيلة الأولية للضحايا الصادرة عن السلطات الليبية 2300 وفاة على الأقل.

وأفادت أجهزة الطوارئ بأن أكثر من 5000 شخص فقدوا وأصيب حوالى 7000 بجروح.

وقال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تامر رمضان إن "حصيلة الوفيات ضخمة وقد تصل إلى الآلاف".

ونقلت تقارير إعلامية عن ناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لحكومة شرق ليبيا قوله إن "أكثر من 5200 شخص" قضوا في درنة وحدها.

من جانب آخر، أعلن الاتحاد أمس الثلاثاء، أن ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي لقوا حتفهم وهم يساعدون ضحايا الفيضانات.

وقال وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة عثمان عبد الجليل مساء الإثنين، إن "الأوضاع في درنة تزداد مأسوية ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا... كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف".

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، إن بلاده تقوم بتقييم عروض المساعدات الدولية لتحديد المطلوب وفقاً لما تقتضيه الضرورة ولضمان التنسيق في جهود الإنقاذ في أعقاب السيول والفيضانات.

وأضاف أن هناك عروضاً عديدة للمساعدة، لكن بلاده لن تقبل إلا المساعدات الضرورية.

وسقط آلاف الضحايا ولا يزال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين في ليبيا إثر السيول والفيضانات التي جلبتها عاصفة عاتية هبت من البحر المتوسط وأدت لانهيار سدود وجرفت في طريقها بنايات ومنازل ومحت ما يقرب من ربع مدينة درنة الواقعة شرق البلاد.

وقال أحد كبار المسعفين في درنة لـ "رويترز" إن أكثر من ألفي شخص لقوا حتفهم في حين وصلت تقديرات مسؤولين في شرق ليبيا نقلها التلفزيون المحلي لعدد الضحايا عند أكثر من خمسة آلاف.

اجتاحت العاصفة "دانيال" عبر البحر الأبيض المتوسط البلد الذي يشهد انقساماً وانهياراً بعد أكثر من عقد من الصراع.

وتحولت أحياء في درنة، التي يقطنها نحو 125 ألف نسمة، لحطام بعد أن جرفت السيول المباني، وسيارات انقلبت على جوانب الطرق المغطاة بالطين والركام وأشجاراً اقتلعت من جذورها ومنازل مهجورة تغمرها المياه بعد انهيار سدود في المنطقة.

وقالت وزارة الهجرة المصرية اليوم الأربعاء إنها أعادت 87 جثة لمواطنين توفوا في ليبيا بسبب الإعصار دانيال، مضيفة أن الجيش المصري أعاد للوطن الجثث التي ستصل إلى المحافظات المنتمي أصحابها إليها لدفنهم هناك.

يذكر أن ليبيا تستضيف عدداً كبيراً من المصريين في الشتات والذين عادة ما يعبرون الحدود البرية إلى الشرق، حيث تقع معظم المناطق المتضررة من العاصفة.

عدد الوفيات سيكون ضخماً

وقال محمد القابسي مدير مستشفى الوحدة في مدينة درنة إن 1700 شخص لقوا حتفهم في واحد من الحيين الرئيسين بالمدينة و500 شخص في الحي الآخر.

وقال هشام أبو شكيوات وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في حكومة شرق ليبيا "عُدت من هناك (درنة)... الأمر كارثي للغاية... الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، وفي الأودية، وتحت المباني".

وتابع "ليس لدي عدد إجمالي للوفيات، لكن هو كبير كبير جداً... عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف... لا أبالغ عندما أقول إن 25 في المئة من المدينة اختفى. وعديد من المباني انهارت".

 

ونقلت قناة "المسار" التلفزيونية الليبية عن وزير الداخلية في إدارة الشرق القول، إن أكثر من 5000 شخص لقوا حتفهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضربت العاصفة مدناً أخرى في شرق البلاد، منها بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وقال تامر رمضان رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، إن عدد القتلى سيكون "ضخماً".

وأضاف للصحافيين عبر دائرة تلفزيونية "يمكننا أن نؤكد من مصادر معلوماتنا المستقلة أن عدد المفقودين يقترب من عشرة آلاف حتى الآن".

تعبئة فرق الطوارئ

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في منشور على منصة "إكس"، إنه يجري الآن تعبئة فرق الطوارئ لتقديم المساعدة على الأرض.

وبينما سارعت تركيا ودول أخرى إلى تقديم المساعدات إلى ليبيا وتزويدها بمركبات للبحث والإنقاذ وقوارب للإغاثة ومولدات كهربائية ومواد غذائية، هرع مواطنو درنة إلى منازلهم بحثاً عن ذويهم وهم في حالة ذعر.

تحذير من السيول والفيضانات

يقسم مدينة درنة الواقعة على ساحل البحر المتوسط ​​في شرق ليبيا نهر موسمي يتدفق من المناطق المرتفعة في اتجاه الجنوب، ونادراً ما تضرب السيول المدينة بسبب السدود الموجودة فيهاا.

وأظهر مقطع مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أجزاء متبقية من أحد السدود المنهارة على بعد 11.5 كيلومتر من المنبع في المدينة، حيث يلتقي واديان نهريان تحيط بهما الآن برك ضخمة من المياه المختلطة بالطين.

وفي ورقة بحثية نشرت العام الماضي، قال عبد الونيس عاشور الخبير في علوم المياه من جامعة عمر المختار في ليبيا، إن درنة معرضة لخطر السيول المتكررة عبر الوديان الجافة واستشهد بوقوع خمسة سيول منذ عام 1942، ودعا وقتها لاتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في المنطقة.

وأضاف في الورقة البحثية تحذيراً من مغبة وقوع سيول عارمة إذ قال، إنها ستكون كارثية على السكان في الوادي والمدينة.

وكان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان من بين زعماء العالم الذين عبروا عن حزنهم البالغ بسبب الوفيات والدمار في ليبيا، وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تعازيه وقال إن واشنطن ترسل أموالاً طارئة لمنظمات الإغاثة.

وليبيا منقسمة سياسياً بين الشرق والغرب وانهارت الخدمات العامة منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011، وأدت إلى صراع استمر سنوات بين الفصائل المسلحة.

والحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس لا تسيطر على المناطق الشرقية، لكنها أرسلت مساعدات إلى درنة وغادرت طائرة إغاثة واحدة على الأقل مدينة مصراتة في غرب البلاد أمس الثلاثاء.

المزيد من متابعات