قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاثنين، إن بلاده ليست مهتمة بإجراء محادثات مع واشنطن، لكن ينبغي أن تركز أي وساطة على إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه العام الماضي.
ويأتي تصريح ظريف، الذي كان يتحدث في فنلندا بعد لقائه وزير الشؤون الخارجية بيكا هافيستو، كرد على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن أن "إيران ترغب في الحوار"، مرجعاً ذلك إلى الظروف الاقتصادية في البلاد.
الناقلة الإيرانية
أبحرت ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة في جبل طارق منذ 4 يوليو (تموز)، وذلك بعد رفض سلطات المنطقة البريطانية طلباً أميركياً لاحتجاز الناقلة مجدّداً بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
وأظهرت بيانات أن ناقلة النفط الإيرانية التي كانت محور أزمة بين طهران والغرب غادرت جبل طارق يوم الأحد، بعد ساعات من رفض المنطقة طلباً أميركياً باحتجازها لفترة أطول.
ووفق بيانات ريفينيتيف غيّرت الناقلة وجهتها إلى كالاماتا في اليونان.
واحتجز مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة في جبل طارق في يوليو للاشتباه بنقلها النفط إلى سوريا، حليفة طهران الوثيقة، في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي. وأدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث التي سلطت الضوء على التوترات بشأن الطرق الدولية لشحن النفط عبر الخليج.
في الأثناء، أعلنت طهران أنها حذرت واشنطن من القيام بمحاولة أخرى لاحتجاز ناقلتها التي غادرت جبل طارق على الرغم من محاولة الولايات المتحدة احتجازها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مؤتمر صحافي"إيران أرسلت التحذيرات الضرورية للمسؤولين الأميركيين من خلال القنوات الرسمية ... بعدم القيام بمثل هذا الخطأ إذ سيكون له عواقب وخيمة".
صلات بالحرس الثوري
وانتهى احتجاز الناقلة الأسبوع الماضي لكن محكمة اتحادية في واشنطن أصدرت أمراً يوم الجمعة باحتجاز الناقلة والنفط الذي تنقله وقرابة مليون دولار.
وأعلنت منطقة جبل طارق، الأحد، أنها لن تمتثل لهذا الطلب لأنها ملتزمة بقانون الاتحاد الأوروبي.
وجاء في بيان لحكومة جبل طارق أن "نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران، والمتبع في جبل طارق، أضيق نطاقاً بكثير مما تفرضه الولايات المتحدة".
أضاف "السلطة المركزية في جبل طارق لا تستطيع أن تطلب من المحكمة العليا لجبل طارق" احتجاز الناقلة مثلما تطلب الولايات المتحدة.
وهي المرة الثانية التي ترفض فيها سلطات جبل طارق طلب المساعدة الأميركي في إطار الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران ولندن.
وسمحت سلطات جبل طارق الخميس للناقلة بالمغادرة بعد ضمان طهران أن حمولتها البالغة 2,1 مليون برميل نفط لن يتم تسليمها إلى سوريا.
وحاولت واشنطن احتجاز الناقلة "غريس1" قائلة إن هناك صلات تربطها بالحرس الثوري الإيراني الذي تعتبره منظمة إرهابية.
علم إيران
قالت طهران إنها مستعدة لإرسال أسطولها البحري إذا لزم الأمر لمرافقة الناقلة.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن الأميرال البحري حسين خانزادي القائد في القوات البحرية الإيرانية قوله يوم الأحد "عهد الكر والفر ولى... إذا طلبت السلطات العليا من البحرية فنحن مستعدون لمرافقة الناقلة أدريان".
وأظهرت لقطات فيديو وصور الناقلة وهي ترفع العلم الإيراني وعليها اسمها الجديد مكتوباً بطلاء أبيض على هيكلها فوق الاسم السابق (غريس1).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسبّب اعتراض الناقلة "غريس 1" بأزمة خطيرة بين لندن وطهران التي أكّدت أن وجهة الناقلة لم تكن سوريا. وقامت السلطات الايرانية بعد 15 يوماً على هذه الحادثة باحتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا ايمبيرو" في مضيق هرمز.
واحتجزت إيران أيضاً ناقلتي نفط أخريين ما زاد التوتر في منطقة تعرضت فيها بواخر عدة لاعتداءات أو تضررت بسبب ألغام، كما أسقطت ايران طائرة مسيرة اميركية، كل ذلك وسط تشديد متزايد للعقوبات الأميركية على ايران.
وكانت السفينة "غريس 1" ترفع العلم البنمي، ولتمكينها من مواصلة إبحارها تمت تسميتها "ادريان داريا" وباتت ترفع العلم الايراني الذي شوهد الأحد يرفرف عليها.
ولا تزال طهران تحتجز الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو.
وغرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر خلال زيارة للكويت يوم الأحد إن "اقتراح إيران منتدى للحوار الإقليمي ومعاهدة عدم الاعتداء أفضل من الاعتماد على عناصر خارجية".