قال رئيس تحالف "قوى نداء السودان" المعارض وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي يوم الجمعة إن "الوضع في البلاد تأزم"، وإن الرئيس عمر البشير أمام "فرصة تاريخية للتنحي، استجابة للمطالب الشعبية وتجنيب البلاد المخاطر المتوقعة كافة".
وأعلن المهدي، مساندته رسمياً لموجة التظاهرات في السودان، وتأييده و"مباركته" الحراك السلمي المطالب بـ "تنحي النظام" وتشكيل حكومة انتقالية، مجدداً رفضه قتل المتظاهرين.
وذرف المهدي الدموع خلال خطبة الجمعة، بعدما أدى صلاة الغائب على "أرواح الشهداء" الذين سقطوا في الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ 37 يوماً.
واستخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من أنصار المهدي، في أم درمان، الذين خرجوا في تظاهرة عقب صلاة الجمعة للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير، مرددين شعارات مناهضة للحكومة، منها "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب" و "لا نصادق غير الصادق" في إشارة إلى الصادق المهدي. كما اعتقلت بعض المتظاهرين، وطاردت آخرين داخل الأحياء السكنية.
وقال المهدي، أمام الآلاف من أنصاره، إن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ حتى الآن 50 قتيلاً. وأضاف "نحن نؤيد الحراك الشعبي، وندعو إلى تجنب أي مظاهر للعنف المادي أو اللفظي". وطالب المهدي "قوى بلادنا العسكرية والنظامية بألا تُستغل في سفك دماء الأبرياء، إذ إن شرفهم المهني وحقوق المواطنة يمنعان ذلك".
وقال المهدي إن 20 مجموعة سياسية ومدنية حقوقية ستوقع على إعلان الحرية والتغيير، أو ما سمي بـ "ميثاق الخلاص". وتتمثل أهم مطالب الميثاق في رحيل النظام وتشكيل حكومة انتقالية قومية تهدف إلى تحقيق السلام العادل واحترام حقوق الإنسان والحريات، وتطبيق برنامج اقتصادي إسعافي لرفع المعاناة عن الشعب وتطبيق برامج الإصلاح البديلة، وعقد مؤتمر قومي دستوري لصياغة دستور جديد للبلاد.
وأوضح أن 100 شخص يمثلون المجتمع السوداني سيسلمون إعلان الحرية والتغيير إلى البرلمان، كاشفاً عن تسيير 100 مظاهرة داخل السودان وخارجه للمطالبة برحيل النظام.
وأدان المهدي العنف واستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، محملاً النظام مسؤولية ما حدث، وحثّ القوات الحكومية على ضرورة الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن "النظام يجب أن يرحل بكل تنظيماته، مع تشكيل حكومة انتقالية شاملة في القريب العاجل".
وأوضح أن التظاهرات الحالية عمت كل مُدُن السودان، وأن عمادها هو جيل الشباب الذي نشأ في عهد هذا النظام ووجد أن حقوقه مهدورة، مشيراً إلى أن "الثوار أثبتوا سلمية تحركهم ورفضوا العنصرية"، وأنهم "ثابروا وأبدعوا في حراكهم بمساندة ربات البيوت".
وقال عضو تجمع المهنيين السودانيين صالح عبد العظيم " إن الاحتجاجات لن تتوقف حتى رحيل النظام الحاكم، مؤكداً أنهم لن يساوموا ولن يدخلوا في حوار مع الحكومة لأنهم لا يثقون بها، خصوصاً أن الأوضاع لم تعد قابلة للإصلاح.
وكشف عبد العظيم أن الاحتجاجات ستتجه، خلال المرحلة المقبلة، إلى الإضرابات والاعتصامات المدنية لإجبار النظام على الرحيل. وطالب المجتمع الدولي بإدانة الحكومة لاستخدامها القوة المفرطة، وتسببها بمقتل 50 شخصاً.
وكانت الشرطة السودانية أعلنت، فجر اليوم الجمعة، إحصائية جديدة بأعداد القتلى والإصابات والبلاغات في الاحتجاجات التي شهدتها مدن وقرى البلاد الخميس.
وأعلن اللواء هاشم علي عبد الرحيم، المتحدث الرسمي بإسم الشرطة، تسجيل حالتي وفاة في ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى وقوع إصابات بين المواطنين ورجال الشرطة، لتصبح بذلك الحصيلة الرسمية للقتلى 30 قتيلاً.
وقال عبد الرحيم إن الشرطة أوقفت عدداً من الأشخاص، الجمعة، بينما ألقت القبض على شخص كان "يحمل مسدساً داخل تظاهرة"، وأوقفت "سيارة تحمل وسائل اتصال بعيدة المدى".
من جهة أخرى، حدد تجمع المهنيين السودانيين برنامجاً جديداً "للحراك الجماهيري" خلال الأسبوع المقبل. وقال التجمع، عبر صفحته الرسمية في فايسبوك، اليوم الجمعة، إن اتساع "الانتفاضة" من حيث الكم والكيف من شأنها أن تشكل ضمانة للإسراع في إعلان العصيان المدني والاضراب السياسي العام.
وطلب التجمع "التوقيع على دفتر الحضور الثوري للأحياء والمدن" الراغبة في المشاركة في التظاهرات المسائية غداً السبت. ودعا إلى المشاركة في اعتصامات يوم الأحد، في ميادين سيعلن عنها لاحقاً، مع تنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات السودان ومقار الأمم المتحدة.
وأعلن تجمع المهنيين عن تنظيم مواكب للريف السوداني واعتصامات الإثنين المقبل، فضلاً عن مواكب الشهداء التي تحيي ذكرى شهداء السودان الثلاثاء المقبل.
ودعا إلى اعتصام يوم الأربعاء، محدداً موعد "الزحف الأكبر من كل مدن وقرى السودان" الخميس المقبل.
وتشهد السودان منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018 احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية، في الخرطوم ومدن أخرى. وقدرت منظمات حقوقية دولية أن أعداد القتلى في المواجهات بين المتظاهرين والشرطة السودانية فاقت الـ 40 شخصاً منذ بدء الاحتجاجات.