الإضرابات تهدد أرباح شركات أميركية كبرى بارتفاع في بند الأجور

حذر مزيد من الشركات الأميركية الكبرى من أن الارتفاع في كلفة الوقود وأجور الموظفين سيؤثران في أرباحها للربع الثالث من عام 2023.

ويستوعب اليوم مزيد من شركات تصنيع الطيران وكذلك شركة "يو بي أس" العملاقة لتوصيل الطرود صفقات العمل الجديدة الكبيرة، وفي الوقت نفسه تضغط النقابات من صناعة السيارات إلى هوليوود من أجل تعويضات أفضل، وتتعرض شركات الطيران، التي تتمثل أكبر نفقاتها في وقود الطائرات والعمالة، لضربة قوية بشكل خاص.

خطوط دلتا الجوية

الخميس الماضي شهد قيام "خطوط دلتا الجوية" خفض توقعاتها المعدلة للأرباح للربع الثالث إلى ما بين 1.85 دولار و2.05 دولار للسهم، بانخفاض عن توقعات سابقة قدرها 2.20 دولار إلى 2.50 دولار، وقالت إنها تدفع في مقابل الوقود أكثر مما توقعت، وكلفة الصيانة كانت أيضاً أعلى من المتوقع.

وبلغ متوسط سعر وقود الطائرات في المطارات الرئيسة في الولايات المتحدة 3.42 دولار للغالون الواحد حتى الثلاثاء الماضي، بزيادة 38 في المئة عما كان عليه قبل شهرين، وفقاً لمجموعة الخطوط الجوية الأميركية، وقلصت أيضاً "الخطوط الجوية الأميركية" توقعات أرباحها، بعد المراجعات في خطوط "آلاسكا" الجوية، و"ساوث إيرلاين"، وتوقعت الشركة بحسب شبكة "سي أن بي سي" أن تراوح أرباح السهم المعدلة بين 20 سنتاً و30 سنتاً في الربع الثالث، بانخفاض عن توقعات سابقة تصل إلى 95 سنتاً للسهم، مستشهدة بالوقود الأكثر كلفة.

وتوقعت شركة الطيران أن تصل المصروفات 230 مليون دولار للعقود الجديدة، التي تتضمن زيادات فورية بنسبة 21 في المئة للطيارين، وزيادة التعويضات بأكثر من 46 في المئة خلال مدة العقد الممتد لأربع سنوات، بما في ذلك مساهمات 401 (ك) وهي عبارة عن خطة مدخرات واستثمار للتقاعد يقدمها أصحاب العمل، وتمنح الخطة للموظفين إعفاء ضريبياً على الأموال.

ضغطت النقابات العمالية من ديترويت إلى هوليوود

وفي أماكن أخرى ضغطت النقابات العمالية من ديترويت إلى هوليوود بقوة، من أجل زيادة العلاوات وتحسين المزايا والجداول الزمنية في العقود الجديدة.

كما توصلت "يو بي أس" ونقابة سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة التي تمثل نحو 340 ألف عامل في يوليو (تموز) الماضي، إلى اتفاق عمل جديد يتضمن زيادات لكل من العاملين بدوام كامل وجزئي، كما تجنبوا بصعوبة إضراباً محتملاً.

وصدق عمال "يو بي أس" على الاتفاق الشهر الماضي، وقالت الشركة إنه بحلول نهاية العقد الذي يمتد لخمس سنوات، يمكن للسائق أن يحصل على أجر ومزايا قدرها 170 ألف دولار.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع حددت شركة التوصيل العملاقة التكاليف المرتبطة بالصفقة، وقالت إن النفقات المستمدة منها ستزيد بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 3.3 في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال المدير المالي للشركة بريان نيومان "تكلف السنة الأولى أكثر مما توقعنا في الأصل"، وأضاف أن الكلفة ستزيد بمقدار 500 مليون دولار في النصف الأخير من عام 2023 عما كان متوقعاً.

واعتباراً من منتصف نهار الخميس الماضي كان اتحاد عمال السيارات المتحدون في الولايات المتحدة الأميركية (UAW)، وصانعي السيارات في ديترويت لا يزالون متباعدين في المحادثات في شأن صفقات العمل الجديدة، فيما دعا الاتحاد إلى زيادة الأجور بنسبة 40 في المئة تقريباً في الساعة مقارنة بالعقود الجديدة، إضافة إلى خفض أسبوع العمل لمدة 32 ساعة وتحسينات أخرى.

وتطالب نقابات أخرى أيضاً بتعويضات أعلى، إذ بدأ إضراب الكتاب والممثلين في هوليوود في مايو (أيار) الماضي ومنتصف يوليو الماضي على التوالي، حين طالب الأعضاء بأجور أفضل لمواكبة ديناميكيات الصناعة المتغيرة في عصر البث الترفيهي.

وعرضت الخطوط الجوية الأميركية على المضيفات زيادة في الراتب بنسبة 11 في المئة في تاريخ بدء العقد الجديد، وزيادة بنسبة اثنين في المئة بعد ذلك، لكن رابطة مضيفي الطيران المحترفين قالت إن النقابة تريد زيادات بنسبة 35 في المئة في بداية الصفقة الجديدة، تليها زيادات سنوية بنسبة ستة في المئة.

وجادلت النقابات بأن العمال لم يحصلوا على زيادات خلال التضخم المرتفع في السنوات الأخيرة منذ أن أدت جائحة كوفيد إلى خروج المحادثات عن مسارها.

وساعد الطلب القوي على السفر شركات الطيران الكبرى في تغطية نفقاتها المرتفعة، لكن بعض شركات النقل تشهد بطئاً في المبيعات مع بدء فترة سفر أبطأ.

وقالت خطوط "سبيريت" الجوية الأربعاء الماضي إنها تتوقع خسارة أعمق من التوقعات السابقة وانخفاضاً في الإيرادات، فيما حذرت شركة "فرونتير إيرلاينز" من أنه "في الأسابيع الأخيرة كانت المبيعات تتجه إلى ما دون الأنماط الموسمية التاريخية"، وتوقعت خسارة معدلة لهذا الربع.