نظريات المعجبين المجنونة قلبت أفلاماً شهيرة رأساً على عقب

كلما كان الفيلم أفضل، زادت قيمته بعد كل مشاهدة، إذ تكشف عن معان عميقة في كل مرة.

لكن ما الذي يحدث عندما يكون غرض المتابعين من المشاهدة هو خلق معنى خاص بهم؟

أصبح ما يسمى نظريات المعجبين نقطة نقاش مزدهرة في عصر الإنترنت، فغالباً ما يدقق عشاق الأفلام في أعمالهم المفضلة بحثاً عن تلميحات لشيء من السرد السري أو التحريف المظلم في الحكاية.

في حين أن عديداً من النظريات التي تتم مشاركتها - كتلك التي في منتدى "نظريات المعجبين" على موقع "ريدت" على سبيل المثال - مغالية في عدم واقعيتها وضعف الدلائل على إثباتها، يأتي شخص بين الحين والآخر قادر على طرح نظرية في فيلم ما تجبرك على التفكير فيها جدياً.

في بعض الأحيان تبدو النظريات سخيفة تماماً (مثل أن جار جار بينكس في "حرب النجوم" هو الشيطان متخفياً؟) لكن عندما تسمع الأدلة لاحقاً لا يسعك إلا أن تتساءل.

في ما يأتي 11 من نظريات المعجبين الأكثر شيوعاً وإثارة للاهتمام حول أفلام شهيرة.

وودي (توم هانكس) في فيلم "قصة لعبة" (بيكسار)

1- "نظرية بيكسار"

واحدة من أكثر نظريات المعجبين شهرة في السينما، تسعى هذه الفرضية المختلقة إلى وضع جميع الأفلام التي تنتجها بيكسار في كون سينمائي واحد. هناك ما يكفي من العناصر لدعم هذه الفكرة – الشخصيات التي تظهر باستمرار في أفلام أخرى، التلميحات الخفية التي لا يلاحظها الجمهور غير المتيقظ، وبالتأكيد، في عام 2017، شاركت بيكسار مقطع فيديو بدا وكأنه يؤكد صحة هذه النظرية. لكن على كل حال، تصبح النظرية أضعف بعض الشيء مع كل إصدار جديد.

2- حرب النجوم Star Wars - جار جار بينكس هو سيث لورد

تفترض هذه النظرية رديئة السمعة أن جار جار بينكس - الكائن الفضائي البرمائي الهزلي الذي أصبح شخصية مكروهة ضمن قاعدة جماهير "حرب النجوم" بعد إصدار فيلم "تهديد الشبح" The Phantom Menace - كان في الواقع شريراً بارعاً طوال الوقت. هناك عدد من الأدلة المقنعة بشكل غريب الداعمة لهذه النظرية. إن حركاته الفوضوية والمتعثرة التي تمكنت "بشكل صادم" من هزيمة الخصوم في معركة تشبه إلى حد ما أسلوب القتال بالقبضة السكرانة أو "الملاكمة تحت تأثير الخمر". إنه يومئ بيديه عندما يحاول إقناع الناس ببعض الأمور - هل هي خدعة ذهنية يلجأ إليها الجيداي؟ وينتهي به الأمر بالتسلل إلى منصب سياسي مرموق، مما أدى في النهاية إلى استيلاء بالباتين على الإمبراطورية. هل هذه نظرية مغالية في عدم واقعيتها؟ "أنا لا يظن ذلك" على حد تعبير جار جار بينكس.

3- "نظرية تارانتينو"

تماماً مثل نظرية بيكسار، تدور هذه الجدلية حول فكرة أن كل الأفلام التي أخرجها كوينتين تارانتينو تدور أحداثها في الواقع في عالم واحد. هناك تفاصيل تدعم هذه النظرية - فنسنت فيغا من "خيال رخيص" Pulp Fiction وفيك فيغا من "كلاب المستودع" Reservoir Dogs هما شقيقان، دوني دونوفيتز من "أوغاد مجهولون" Inglorious Basterds هو والد لي دونوفيتز في "رومانسية حقيقية" True Romance، كما أن جميع الشخصيات تدخن سجائر من الماركة الخيالية نفسها (التفاحة الحمراء).

تستند النظرية إلى فكرة أن أفلاماً مثل "كلاب المستودع" و"حدث ذات مرة في هوليوود" Once Upon a Time in Hollywood تجري أحداثها في واقع بديل – عالم شهد مقتل أدولف هتلر بوابل من الرصاص والنار في نهاية فيلم "أوغاد مجهولون". وأكد تارانتينو نفسه صحة النظرية جزئياً، لكنه شدد في الواقع على وجود ليس عالماً مشتركاً واحداً فقط، بل عالمان مشتركان تحتلهما أفلامه.

4- حراس المجرة – الجميع يتلفظون بالشتائم (باستثناء بيتر كويل)

هذه النظرية التي نشرها على موقع "ريدت" شخص يحمل حسابه اسم "فري لانس أسترونوت" تفسر لماذا تلعن وتشتم جميع الشخصيات في "حراس المجرة" Guardians of the Galaxy كما لو كانت في فيلم للأطفال. في الفيلم، لا يتحدث عديد من الشخصيات الفضائية الإنجليزية في الواقع، لكن تتم ترجمة لغتها لبيتر كويل (يؤديه كريس برات) والجمهور من خلال مترجم كويل العالمي.

على كل حال، كان كويل اختطف من الأرض لما كان طفلاً صغيراً - مما يعني أن نوع الكلمات النابية التي يستخدمها هؤلاء المحتالون الخشنون الكبار ليست ببساطة ضمن قاموسه.

5- تشارلي ومصنع الشوكولاتة - ليست مكافأة، بل عقوبة

ويلي ونكا شخص غير طبيعي. هذا لا يخفى على أحد بالطبع - إذ إن الرجل يقضي معظم الوقت في فيلم "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" Charlie and the Chocolate Factory  في توزيع عقوبات مصممة خصيصاً على مجموعة من الأطفال الصغار. في النهاية، يكافئ البطل تشارلي باكيت نقي القلب بتوريثه مصنع الشوكولاتة السحري الخاص به.

ما تفترضه هذه النظرية، التي طرحها مستخدم يدعى "ماستر لولز" على "ريدت"، هو أن النهاية ليست سعيدة على الإطلاق. بدلاً من ذلك، من خلال منح المصنع لتشارلي الصغير، فإن ونكا ينزل به أسوأ عقوبة على الإطلاق: حيث يحكم عليه بقضاء عمره كشخص منعزل مختل وانتقامي. تلقي النظرية بظلالها المظلمة على حكاية تم تعقيدها وإساءة فهمها بالفعل.

6- علاء الدين - أمنية واحدة متبقية

في بداية فيلم الرسوم المتحركة الكلاسيكي "علاء الدين" Aladdin  الذي أنتجته "ديزني" (وأعتقد أن الأمر ينطبق كذلك على النسخة المؤنسنة الجديدة الرهيبة من الفيلم)، يكتشف علاء الدين الفقير سيئ الحظ المصباح السحري ويستخدم أمنيته الأولى ليطلب من الجني (أداه صوتياً روبن ويليامز في نسخة الرسوم المتحركة/وويل سميث شخصياً في النسخة المؤنسنة) أن يجعله أميراً. يتم تحقيق أمنيته بالطبع ويتحول إلى: "أمير أبابوا" الساعي إلى خطب ود الأميرة ياسمين. عندما تنحرف الخطة عن مسارها، يتعين عليه استخدام أمنيته الثانية لإنقاذ حياته.

بعد استخدام الرغبة الثالثة والأخيرة لتحرير الجني، نصل إلى النهاية السعيدة: يسمح السلطان لعلاء الدين وياسمين بالزواج على أية حال، الأمر الذي يجعله أميراً. وبالنظر إلى أن الجني لديه القدرة على رؤية المستقبل قبل قرون من الزمن، فمن الممكن تماماً أن كل ما يحدث بعد الأمنية الأولى كان مجرد وسيلة غير مباشرة لتحويل علاء الدين إلى أمير - وهو ما يعني أيضاً أنه لا تزال لديه أمنية واحدة لم تتحقق في نهاية القصة. هل سمعت أحداً يتحدث عن جزء تتمة؟

7- قصة لعبة - طلاق والدي آندي

لم تكن أفلام "قصة لعبة" Toy Story على الإطلاق تدور حول البشر: يوجد آندي وعائلته على هامش الأفلام الثلاثة الأولى، على رغم أهمية البشر الهائلة بالنسبة إلى الدمية وودي ورفاقه. بغض النظر عن ذلك، فقد زعم المعجبون أصحاب النظرة الثاقبة أنهم يتتبعون قصة تروى من خلال اللحظات التي نلمحها من حياة آندي - وهي ليست قصة سعيدة تماماً. صحيح أنها ليست حالة واضحة ومحسومة، لكن هناك بعض الأدلة القوية إلى حد معقول: حقيقة أننا لا نرى والد آندي على الإطلاق وأن والدته لا ترتدي خاتم زواج.

8- الصخرة - جزء تتمة خفي لأفلام بوند

في فيلم "الصخرة" The Rock المثير الصادر عام 1996 للمخرج مايكل باي ويتناول قصة هرب من السجن، نرى تجسيد شون كونري شخصية جاسوس سابق تم التخلي عنه محكوم بالسجن لسنوات في سجن شديد الحراسة. ووفقاً لهذه النظرية، فإن شخصية كونري، التي يشار إليها باسم جون ميسون، هي في الواقع نسخة أكبر سناً من جيمس بوند. يدعم الإطار الزمني للفيلم النظرية، كما يرد فيه أن جون ميسون ليس اسمه الحقيقي. من المؤكد أن هذه النظرية مقنعة، ولكنها ربما لم تكن مقصودة: فقد نفى المنتج جيري بروكهايمر أن تكون الفكرة خطرت ببال الكتاب.

9- داخل ليوين ديفيس - مايك هو غورفين

في هذه المرثية الشعبية الرائعة للأخوين كوين "داخل ليوين ديفيس" Inside Llewyn Davis نرى الحزن غير المعلن يطارد شخصية الموسيقي الشائكة التي يجسدها أوسكار آيزاك بعد انتحار صديقه وشريكه في الغناء مايك تيملين (يؤديه صوتياً ماركوس مامفورد). بينما نرى ليوين في الفيلم يتنقل بين منازل أشخاص يعرفهم بالكاد باحثاً عن مأوى، فإنه يعود مرات عدة لميتش وليليان غورفين (إيثان فيليبس وروبن بارتليت على التوالي)، اللذين لم يتم شرح علاقتهما به أبداً.

ومع ذلك، هناك تلميحات عديدة دقيقة تشير إلى أنهما في الواقع والدا مايك: يقع منزلهما بالقرب من الجسر الذي قفز منه، تشير ليليان إلى الشخصية الراحلة باسم "ميكي"، وتعرف ألحانه، وتتم الإشارة إلى أن "تيملين" سيكون اسماً فنياً معقولاً لمغن طموح يدعى غورفين. بطبيعة الحال، لم يوضح الأخوان كوين المعروفان بكراهيتهما للتفسير ما إذا كانت هذه النظرية صحيحة أم لا.

صانع الشوكولاتة الغامض: ربما كان لجين وايلدر ونكا نوايا شريرة​​​​​​​ (وارنر برذرز)

10- ماد ماكس - هناك قصة واحدة فقط

من الصعب أن تفهم التسلسل الزمني لامتياز "ماد ماكس" Mad Max. هل "طريق الغضب" Fury Road هو نسخة جديدة من "ماد ماكس"؟ يبدو أن العالم يتغير بين فيلم وآخر، تماماً كما يفعل ماكس نفسه. ما تدعيه هذه النظرية المثيرة للاهتمام هو أن جميع الأفلام تحكي في الواقع القصة عينها، عن الرجل نفسه - يرويها أشخاص مختلفون فقط. وفقاً لهذا التفسير، تبدو قصة "ماد ماكس" بمثابة أسطورة شعبية، حكاية تتم إعادة مشاركتها باستمرار من منظور مختلف.

11- سكاي فول – إعادة نظر في بوند

نظرية جماهيرية أخرى متعلقة بالعميل السري 007، كما أنها شائعة. تقول هذه الفرضية إن كينكيد، الرجل الاسكتلندي المنعزل المسلح الذي لعب دوره ألبرت فيني في فيلم "سكاي فول" Skyfall الصادر عام 2012، كان في الحقيقة دوراً كتب لشون كونري - مما يجعل الشخصية في الواقع إعادة إحياء لنسخة أكبر في السن من جيمس بوند الذي لعبه كونري.

أكد هذه التكهنات جزئياً المخرج سام مينديز، الذي اعترف أن المنتجين أجروا "مناقشة محددة" في لعب كونري هذا الدور. ما معنى كل هذا؟ بشكل أو بآخر يربط "سكاي فول" الأفلام التي مثلها كل من دانييل كريغ وشون كونري في عالم واحد - ويمكن القول، ببقية أفلام بوند الأخرى بالتبعية. إذا أخذنا هذا على محمل الجد، فإنه يؤكد النظرية القائلة إن "جيمس بوند" ليس أكثر من اسم رمزي - فقد كانت هناك سلسلة من العملاء بوند المختلفين الذين تعاقبوا على المهمة الواحد تلو الآخر.