في حديث يستهدف تقديم خريطة للمشهد السياسي الراهن، التقت "اندبندنت عربية" الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ووزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، وطرح عليه الملفات الشائكة عربياً وعالمياً، ليقدم السياسي المخضرم رؤيته في ما يجري حولنا من وقائع وأحداث ومدى تأثيرها على دائرة صناعة القرار عالمياً، واسقاطاتها وتداعياتها على الشرق الأوسط، وشملت المحاور التي تحدث عنها موسى الصراع العربي- الإسرائيلي ، ومخاطر تركيا وإيران في المنطقة، وقطر، وعن أبرز ما سيحمل الجزء الثاني من مذكراته.
ملفات شائكة
الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية سلط الضوء على تداعيات وخطورة المساعي الإسرائيلية الأميركية لاستغلال وهن العالم العربي بعد ما سمي بـ"الربيع العربي" لتحقيق مكاسب لإسرائيل، من بينها التخطيط لضم هضبة الجولان ومجريات القضية الفلسطينية، وكواليس صفقة القرن، التي يُخطط لتحقيقها على أرض الواقع وموقف السيادة المصرية منها.
مخاطر إيران وتركيا
موسى تحدث عن مخطط إيران الطامع والمتربح من أزمات المنطقة العربية، مؤكداً أن الدور التركي لا يقل خطورة بأي حال من الأحوال عن مساعي إيران في الشرق الأوسط، ويكشف عن العلاقة الوطيدة بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين منذ زمن بعيد.
قطر وعلامة الاستفهام
تطرق الوزير والدبلوماسي المخضرم عمرو موسى إلى نشاط دور قطر في المنطقة العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، وعلامات الاستفهام المطروحة بشأنها. وأكد أنه "لا يمكن لقطر أن تمتلك مقاليد السيطرة في المنطقة مهما أوتيت من قوة لأسباب جيواستراتيجية واضحة".
ترامب والشرق الأوسط
وانتقد موسى سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المنطقة العربية، ووصفها بـ"الغموض"، خصوصاً ما يتعلق بشأن دعوة ترامب لإنشاء حلف (ناتو عربي)، وسأل: "ماذا يعني حلف ناتو عربي؟ والعرب أنفسهم لا يعلمون عنه شيئًا؟!".
أسرار مع الأمير سعود الفيصل
يروى موسى للمرة الأولى أسرار علاقته الخاصة بوزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل على مدار عقدين، وكشف عما دار بينهما في مكالمة هاتفية بشأن تيران وصنافير.
الربيع العربي... شتاء عاصف
وصف موسى ما سمي بالربيع العربي بأنه "لم يكن ربيعاً بل كان شتاءً عاصفاً". ورفض في الوقت ذاته مُصطلح المؤامرة الذي يصفه به البعض. وأشار إلى أن "أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة أعلنوا تفاصيلها، ولم يخفوها منذ سنوات قبل اندلاعها".
مخطط الشرق الأوسط الجديد لايزال قائماً
أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية أن العالم العربي قدم كثيراً من المعطيات التي ساعدت على تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد" ، مثل الدور التركي والإيراني والقطري، وملف الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن السياسة السعودية الحالية وظهور نظرة جديدة وتوجهات مغايرة عن سابقاتها هي تجربة جيدة، وسيكون لها تأثير في منطقة الخليج برُمتها.
وأكد موسى أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" لايزال قائماً، وإن كانت المتغيرات المعاصرة في المشهد السياسي العالمي ستصعب من تنفيذه.
الإرهاب لن ينتهي
لدى سؤاله عن نهاية الإرهاب كظاهرة عالمية أعلن العالم الوقوف أمامها صفاً واحداً للتخلص منها، ومعاقبة داعميها، قال موسى إن الإرهاب لن ينتهي من العالم، مادام وراءه تمويل مستمر، وتتوافر له خلايا نائمة كثيرة جداً، هذا بالإضافة إلى أن "الطريقة التي تتبعها السياسة العالمية والإقليمية تؤدي إلى إثارة مزيد من الإحباط والغضب وبالتبعية العنف والإرهاب، وفي مثل هذا المناخ سيظل التطرف موجوداً ولن ينتهي".
الجزء الثاني من المذكرات
أخيراً، أخبرنا عن الصدور المرتقب للجزء الثاني من مذكراته التي حملت عنوان "كتابيه" خلال فبراير (شباط) المقبل، وكشف لنا عن رصدها للأحداث التي دارت أثناء توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على مدار عشر سنوات كاملة بين 2001 و2011 وهي فترة ثرية بكثير من التفاصيل عن الجامعة العربية وتطورها وكواليس القضايا التي خاضتها.
وستنشر "اندبندنت عربية" الحوار في حلقات بدءاً من الأسبوع المقبل.