ملخص
منصة تأجير الغرف عبر الإنترنت تقول إنه لا يوجد دليل يدعم مزاعم "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات"
وجهت "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات" Royal Society for the Prevention of Cruelty to Animals (RSPCA) (وهي مؤسسة خيرية تُعنى بتعزيز الرفق بالحيوان وتنشط في إنجلترا وويلز)، اتهاماً إلى عصابات قاسية تنشط في مجال تهريب جراء الكلاب في المملكة المتحدة، بأنها تستغل خدمات تأجير الشقق "الفاخرة" قصيرة الأجل - مثل منصة "إير بي أن بي" Airbnb - بهدف خداع المشترين، وجعلهم يعتقدون بأن الحيوانات الأليفة جاءت من منازل نظيفة أصحابها ودودون.
وتزعم الجمعية الخيرية لرعاية الحيوان أن هذا التكتيك بات يُستخدم بشكل متزايد من جانب عصابات إجرامية منظمة كبيرة، عند قيامها ببيع كلاب تأتي بها من مزارع الجراء، وهي الأماكن التي تتم فيها تربية كثير من الكلاب باستمرار، وغالباً ما يتم إبقاء تلك الحيوانات تحت ظروف سيئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شركة "إير بي أن بي" ردت على مزاعم "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات" قائلةً إنها "لم تلمس أي دليل يدعم تلك الادعاءات".
لكن مفتشة الجمعية الخيرية كيرستي ويذنال قالت: "لقد شهدنا حدوث ممارسات من هذا النوع خلال الأعوام القليلة الماضية. وقد أقدمت على تلك الأفعال بعض العصابات الأكبر حجماً والأكثر تنظيماً. إنه عملٌ مخادع للغاية، وعلى رغم أنه ليس شائعاً إلا أننا نراه يحدث".
وأضافت: "يعمل المجرمون في العادة على استخدام عقار واحد لكل عملية بيع جرو، وعند إتمام عملية البيع ينتقلون إلى عقار آخر".
وتشير "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات" إلى أن هذه التكتيكات تساعد المجرمين على جني مبالغ ضخمة من المال، من خلال تهريب وبيع سلالات كلاب مشهورة مثل كلاب "كافابو" Cavapoo و"كوكابودل" Cockapoodle (كلاب اجتماعية للغاية تتميز بارتباطها القوي بأصحابها وبالأشخاص من حولهم، وهي محبة جداً للأطفال وللمحيط الأسَري).
الحكومة البريطانية ألغت هذه السنة قانوناً جديداً كان من المقرر أن يحظر تصدير حيوانات حية، ويفرض إجراءات صارمة على تهريب الجراء، الأمر الذي أثار استياء ناشطين في مجال رعاية الحيوان.
وتوضح "الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات" أن مزارع الجراء في دول مثل رومانيا وبولندا تقوم بتربية الكلاب لبيعها، وغالباً ما يكون ذلك في ظل ظروف مزرية، ثم تفصلها عن أمهاتها عندما تكون صغيرةً للغاية، بحيث لا تستطيع السفر، ما يعني أن أجهزتها المناعية لا يمكنها تحمل الإصابة بأي نوع من أنواع العدوى المرَضية.
وتقول المنظمة الخيرية إنه يُصار بعد ذلك إلى استصدار شهادات تطعيم مزيفة للكلاب، لكنها غالباً ما تصاب بالمرض بعد وقت قصير من بيعها لمشترين بريطانيين يعتقدون أنهم يحصلون على حيوانات سليمة ومحصنة. حتى أنه يُخشى، مع عدم تلقي جراء الكلاب التطعيمات اللازمة، من أن يعود داء الكلَب إلى الظهور في المملكة المتحدة.
وتشير المجموعة الخيرية إلى أن أصحاب العقارات والشركات المؤجرة للمنازل المستخدمة في الإيجار قصير الأمد، لا يعرفون في الحقيقة ما يحدث.
وكانت "الجمعية الاسكتلندية لمنع القسوة على الحيوانات" Scottish Society for the Prevention of Cruelty to Animals قد وضعت يدها في عام 2021، على ثمانية جراء كانت موجودة في عقار مدرج على منصة "إير بي أن بي" في مدينة غلاسكو. وكان المالك يقوم بتأجير مبانيه - من دون علم - لتجار عديمي الضمير.
وقد هلكت أربعة حيوانات بسبب مشكلات صحية، نتيجة إصابتها بعدوى مثل "فيروس بارفو" Parvovirus - وهو فيروس قاتل للكلاب (يسبب أعراضاً حادة في الجهاز الهضمي للجراء في عمر 6 إلى 20 أسبوعاً، ويؤدي إلى نفوقها).
ويمكن بعد شراء الحيوانات من مزارع الجراء، أن يُصاب أصحابها بحال من الحزن والكآبة، عندما يتبين لهم أن حيوانهم الأليف الجديد مصاب بمرض خطير قد يودي بحياته. ويضطرون أيضاً لدفع فواتير ضخمة للعلاج في الحالات الطارئة.
متحدث باسم شركة "إير بي أن بي" أصر على القول إن المؤسسة لم تقع على "أي دليل يدعم تلك المزاعم". وأكد التزام المنصة رعاية الحيوانات قائلاً: "إننا نتعاون مع “الجمعية العالمية لحماية الحيوان” World Animal Protection (منظمة لديها 14 مكتباً حول العالم، تُعنى بحماية الحيوانات من حالات معاناة لا داعي لها) لتقديم الخبرة والمشورة في شأن سياساتنا".
وختم بالقول: "إن بوابتنا الإلكترونية المصممة لإنفاذ القانون تتيح لوحدات الشرطة الاتصال بنا لدى نشوء أي مشكلة تكون موضع اشتباه، فيما يمكن للمقيمين في شققنا أن يقوموا باستخدام "خط دعم الأحياء السكنية" Neighbourhood Support Line الذي خصصناه للإبلاغ عن المخاوف العاجلة".
© The Independent