قبل أربع سنوات بدأ برنامج سناب شات يحصل على اهتمام كبير من قبل المستخدمين حتى من قبل الشركات إذ حاولت شركات كثيرة مثل غوغل وفيسبوك الاستحواذ عليه بمبالغ تفوق 17 مليار دولار. ولم يتم الاستحواذ عليه. البرنامج نما بشكل كبير وحصد عدداً كبيراً من المستخدمين. ولكن هذا النمو وصل إلى طريق مسدود بسبب تخبطات الشركة وقرارتها المفاجئة التي أدت إلى عزوف المستخدمين عن استخدام البرنامج.
إن لم تكن تعرف البرنامج فهو بدأ في سنة 2011 تقريباً وفكرة البرنامج اعتماده على مشاركة المستخدم يومياته مع أصدقائه المقربين بالصور والفيديو وبإمكان أصدقائه مشاهدة المقاطع لمرة واحدة فقط. بعدها تطور البرنامج وأصبح يسمح بأن يكون هناك متابعون لك وتشارك معهم القصة العامة التي بإمكان الجميع مشاهدتها لمدة 24 ساعة. ومن التحولات التي حصلت للبرنامج خاصية الفلاتر المرتبطة للمكان حيث تسابق المستخدمون إلى تصميم فلاتر تستطيع إستخدامها حال وصولك للحي أو الدولة. بعدها تطور البرنامج وأضاف ميزة الخريطة التي بإمكان المستخدمين إضافة محتوى للخريطة. والجميل أنه بإمكان المستخدم قبل ذهابه لأي مكان معرفة معلومات عنه ومشاهدة ما تم نشره عن المكان. مثلا كنت تنوي الذهاب إلى باريس بإمكانك الدخول وأخذ تصور عن المكان من خلال مشاهدة المقاطع التي جرى نشرها عن المكان من قبل المستخدمين وأيضا في حال وجود إحتفالية كبيرة. مثلاً حفل جوائز الأوسكار بإمكانك الدخول إلى الخريطة ومشاهدة ما نشره المستخدمون. لاحقاً تطور البرنامج وأضاف العدسات التفاعلية والألعاب وعدسات الواقع المعزز وأيضا ميزة القنوات للصحف والقنوات العالمية التي نستطيع القول إنها هي السبب الرئيسي في مشاكل البرنامج بسبب إهتمام الشركة بها بشكل كبير.
البرنامج مر بمرحلة سببت أزمة كبيرة وعزوف من المستخدمين وهي تغيير واجهة التطبيق حيث عزف العديد من المستخدمين عن إستخدام البرنامج بسبب عدم تقبلهم واجهة التطبيق وتبعت ذلك تغييرات كثيرة بالبرنامج، أهمها الاهتمام بالقنوات والمجلات العالمية التي تعتبر من أدوات الدخل الرئيسة للبرنامج ولكن بسبب إهتمام البرنامج الكبير بها أدى إلى إغفال جانب مهم وهو القصص اليومية التي يشاركها المستخدمون، والتي تعتبر عامل الجذب الأهم في البرنامج. وأدى ذلك إلى عزوف المستخدمين عن استخدام البرنامج والانتقال إلى منصات أخرى.
ومن العوامل التي سببت مشاكل للتطبيق إقتباس العديد من البرامج فكرة سناب شات نفسها. فعلى سبيل المثال لا الحصر جرت إضافة ميزة القصص اليومية في الإنستغرام وأيضا الواتس اب واليوتيوب والتأثير الكبير كان من الإنستغرام إذ في فترة وجيزة وصل عدد مستخدمي ميزة القصص اليومية في الإنستغرام إلي ضعفَيْ العدد وأدى ذلك إلى انتقال عدد ليس بسيطاً إلى تطبيق الإنستغرام و إستخدام هذه الميزة.
يبقى عامل القوة في سناب شات وهو الخصوصية وميزة مشاركة المحتوى مع أصدقائك المقربين لمرة واحدة. لكن هل نستطيع القول إن البرنامج إنتهى. طبعا لا. لا يزال البرنامج يمتلك قاعدة كبيرة من المستخدمين وتجدر الإشارة إلى أن تطبيق تويتر قبل سنتين كان يعاني صعوبات وعزوفاً من المستخدمين. ولكن أجرى العديد من التعديلات أدت إلى عودة المستخدمين إليه. الأمر نفسه ينطبق على إنستغرام الذي مر بفترة ركود من سنة 2015 حتى 2017. ثم بدأ البرنامج باستعادة بريقه بسبب العديد من التحسينات التي وصلت للتطبيق. لم يزل هناك الكثير أمام التطبيق وإذا عدّل العديد من الأمور أجزم أن البرنامج سيعود بقوة إلى الساحة.