Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل و"حماس" تقتربان من مواجهة عسكرية

مدعومة بتصاعد احتجاجات الشباب الفلسطيني وقصف الجيش لقطاع غزة بالمروحيات والمسيرات

كل المؤشرات تدل على أن جولة التصعيد العسكري بين "حماس" وإسرائيل مسألة وقت فقط (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

البالونات المتفجرة تدفع الجيش الإسرائيلي لخوض مواجهة عسكرية في غزة فيما وصل مبعوث الأمم المتحدة للقطاع في زيارة عاجلة لاحتواء التصعيد

بشكل سريع تتدهور الأوضاع الأمنية في غزة، ومع تزايد نشاط فعاليات الإرباك على الحدود تقترب حركة "حماس" وإسرائيل من مواجهة عسكرية، على الرغم من تكثيف الوسطاء اتصالاتهم من أجل احتواء الموقف ومعالجته من دون تصعيد مسلح جديد.

ومنذ ثلاثة أسابيع، دفعت الفصائل الفلسطينية بالشباب الثائرين نحو الحدود الفاصلة مع إسرائيل، للمشاركة في احتجاجات غاضبة من تشديد تل أبيب حصارها لغزة، ورفضاً للانتهاكات التي تجري في الضفة الغربية وبحق الأسرى في السجون.

أنشطة مزعجة

ونفذ المشاركون في الاحتجاجات أنشطة مزعجة للجنود الإسرائيليين، حيث حرقوا الإطارات المطاطية، وأطلقت مجموعات متخصصة البالونات الحارقة والمتفجرة نحو البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، وتسببت في اندلاع سلسلة حرائق في مدن إسرائيل القريبة من غزة، وأكثر من مرة تركتها فرق الإطفاء تشتعل من دون أن تتدخل، وذلك بإيعاز من الأجهزة العسكرية التي قدرت ذلك خشية من إطلاق نيران من القناصة أو صواريخ مضادة أو وجود أجسام متفجرة.

وقال الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم إن "حالة الغضب هذه بسبب الحصار الإسرائيلي، من حقنا العيش بكرامة، والضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات في القدس والضفة الغربية، هذه الفعاليات مستمرة ولن تتوقف لأنها سلمية وواجب وطني".

 

 

وشملت الأنشطة المزعجة، تطوراً أمنياً خطيراً في أساليبها، إذ فجر المحتجون عبوات ناسفة بالقرب من الجنود الإسرائيليين، كما أطلقوا النار من فتحات صغيرة نحو حرس الحدود، ولم يقتصر الأمر على تسخين الحدود بين غزة وإسرائيل، بل أيضاً أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ تجريبية نحو البحر.

توتر تدريجي

وعلى خلفية هذه الأنشطة، رد الجيش الإسرائيلي بقصف تدريجي لغزة كانت البداية قصف نقاط عسكرية لحركة "حماس" بواسطة الدبابات المتمركزة على الحدود، ومع تزايد إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة أغار على مراصد عسكرية باستخدام الطائرات المسيرة، وفي اليومين الماضيين مع اشتداد الحرائق تم قصف غزة بمروحيات حربية.

واعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي باستخدام القوة ضد المتظاهرين وقال "في المواجهات أطلقوا نار على القوات وجرى تفجير عبوات ناسفة، حاول البعض التسلل للحدود، وبهذا لم تعد تظاهرات سلمية، لذلك أطلقت قواتنا النار على فلسطيني وأصابته، ولنفس السبب أغارت طائرة مسيرة على مواقع عسكرية لحماس".

ويرى المتخصص في العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة "ما يحدث على الحدود كان في البداية يبدو أنه تصعيد محسوب بدقة من الطرفين، لكن من الواضح أن هناك تدرجاً أمنياً خطيراً يحدث، إذ قرر الجيش الإسرائيلي الرد على إطلاق كل بالون حارق، بقصف مواقع للفصائل، وهذا قد يتطور في أي لحظة".

وأضاف أبوسعدة "بحسب متابعة سجلات التصعيد، فإن جزءاً منها بدأ بالاحتجاجات على الحدود وتدرج لجولة تصعيد، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يريد أن يبدي أي تراجع أو ضعف في التعاطي مع جبهة غزة، لأن التهاون في هذا المجال، يمكن أن يوفر للمعارضة الإسرائيلية مزيداً من المساحة لاستهداف الائتلاف الحكومي اليميني، خصوصاً في ظل الصراع الداخلي على تمرير الإصلاحات القضائية".

الجيش يستعد

ومع تزايد الأنشطة المزعجة على الحدود، أعلنت المؤسسة الأمنية في تل أبيب حالة طوارئ، وعلى خلفية هذه الأحداث وصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى غلاف غزة على رأس وفد أمني وعسكري رفيع في زيارة مفاجئة، لمحاولة تقييم التطورات الميدانية لإجراء تقدير موقف يتناسب مع التوتر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد هذه الزيارة، عزز غالانت قواته على الحدود، حيث قال أدرعي "استعد الجيش لتصعيد عسكري جدي وحاسم ونحن جاهزون لأي سيناريو، وقرر المستوى العسكري بحشد الجنود على حدود غزة بناء على تقييم الوضع الأمني".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" في تقرير لها أن "المؤسسة الأمنية ترى أن جميع المؤشرات تدل أن جولة القتال مع غزة مسألة وقت فقط وساعة التصعيد تتحرك نحو الأمام بسرعة، خصوصاً بعد زيادة حماس الاحتكاك على الحدود"، وأوردت "ما هو مقرر لدى المنظومة العسكرية ضرب العمق في غزة في مواجهة مفتوحة لإعادة حالة الردع، لأنه من غير المسموح لـ(حماس) كلما تردى وضعها المالي أن تطلق العنان للشباب على الحدود التي يبدو أنها حصلت على إذن ضمني بمواصلة التظاهرات وإلقاء العبوات الناسفة".

نوافذ محصنة

وفعلياً، أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتصعيد مع غزة، وبحسب القناة "13" العبرية، فإن سكان مدن غلاف القطاع تلقوا تعليمات أمنية تفيد بضرورة قضاء وقتهم قرب الملاجئ، وذكرت أنه" خلال ليلة الأربعاء" نام الإسرائيليون في الملاجئ وأغلقوا النوافذ المحصنة.

وقالت القناة إن "جنود العدو يتحدثون أنه جن جنون أهل غزة، ولذلك بدأ العد التنازلي، في غلاف القطاع يستعدون لجولة تصعيد ومغادرة المنطقة في حال بدء جولة قتال جديدة، كل المؤشرات تدل على أن الجولة مسألة وقت فقط".

وقال المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إيتاي بلومنتال لـ"اندبندنت عربية"، إن الجيش في حالة تأهب قصوى، والمعركة المقبلة ضد "حماس"، لكن هناك تقديرات تفيد أنه طالما لم تبدأ الفصائل بإطلاق الصواريخ لن تتفاقم ردود الجيش تجاه غزة.

 

 

وجاء تحرك إسرائيل العسكري بعد انتقادات المعارضة، إذ قال عضو الكنيست أفيغادور ليبرمان، إن حكومة نتنياهو تواصل سياسة الاستسلام والصمت، بينما "حماس" تشعل المنطقة، كما أن "سياسة التراخي والاستسلام التي تنتهجها الحكومة هي ببساطة وصمة عار وضربة قاتلة للردع الإسرائيلي".

تحرك للوسطاء

تحرك الوسطاء سريعاً، ودخل غزة مبعوث الأمم المتحدة تور وينسلاند، الذي لم يصل للقطاع منذ فترة طويلة جداً، وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنه نقل رسالة إسرائيلية مفادها أن "فتح معبر إيرز للعمال من القطاع مرهون بالهدوء على الأرض، وأن تل أبيب مستعدة لزيادة حصة العمال مقابل عدم التصعيد في هذه الفترة".

وانتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية تحرك إسرائيل العسكري ضد غزة وإعلان نيتها شن عملية عسكرية، حيث أشار الوزير رياض المالكي إلى أن تل أبيب تكرس الحلول العسكرية في التعامل مع سكان القطاع بدلاً من الحلول السياسية، وبذلك تفشل تحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.

ومن جهة "حماس" أكد المتحدث باسمها عبداللطيف القانوع أن الفصائل الفلسطينية جاهزة لأي تصعيد، وأنهم في حالة اشتباك دائم ومتصاعد مع إسرائيل رداً على جرائمها تجاه غزة والأراضي المحتلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير