Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

الشرق الأوسط في صدارة مناطق العالم الأكثر إنتاجا للهيدروجين بحلول 2040

يكفي المنطقة ضمها أكبر مشروع لإنتاج الطاقة النظيفة في "نيوم" فيما يرى متخصصون أن موقعها الاستراتيجي يخدم هذا التوجه

يركز التقرير الدولي على مشروع "نيوم" السعودي الضخم لإنتاج الهيدروجين (واس)

ملخص

تتجلى هذه الطموحات في بناء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة بمنطقة "نيوم" شمال السعودية

تمضي منطقة الشرق الأوسط اليوم نحو تموضع أسرع وأكثر أهمية على خريطة إنتاج الهيدروجين الأخضر العالمية، فمع تبني إنشاء ممر اقتصادي جديد يبدأ من الهند وصولاً إلى شمال أوروبا، ويعظم الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمنطقة الخليج، وبخاصة السعودية التي تضم بين جنباتها الجزء البري الأكبر من الممر، يأتي تقرير دولي حديث مستشرفاً مستقبل الصناعة، ومؤكداً قدرة المنطقة مضاعفة إنتاج الهيدروجين النظيف المخطط له على أساس سنوي، مع حصول المشاريع الإنتاجية الكبيرة الأولى على شارات البدء تمهيداً لسباق الصادرات بحلول عام 2030.

و كجزء من خطتها لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، تمتلك المنطقة العربية اليوم 83 مشروعاً لإنتاج الهيدروجين والأمونيا بإنتاج مشترك يبلغ تسعة ملايين طن سنوياً، من 37 مشروعاً فقط بقدرة 4.2 مليون طن في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وفقاً لبيانات "ستاندرد أند بورز كوموديتي إنسايتس"، وتبرز دولاً نفطية مثل السعودية كإحدى أكبر هذه الدول التي تراهن على هذه الصناعة بقوة، وهو ما يراه رئيس قطاع الأعمال في مجموعة حلول الطاقة النظيفة "آي سي أم أي"، أشواني دوديجا، "جزءاً من رؤية بلدان المنطقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا ضمن مبادراتها لإزالة الكربون".

وانعكست الطموحات الأكبر للمنطقة في إعلان مجموعة الـ"20" في التاسع من سبتمبر (أيلول) الجاري، عن ممر اقتصادي وتجاري مخطط له يشمل خطوط أنابيب الهيدروجين عبر الهند والشرق الأوسط وأوروبا، سيكون الرابط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج العربي وأوروبا، مع خط السكك الحديد الذي سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40 في المئة مع كابل الكهرباء وخط أنابيب الهيدروجين الأخضر لتعزيز تجارة الطاقة النظيفة.

الممر التجاري الجديد

وحل الهيدروجين، كلمة أساس في خطاب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حين قال خلال قمة الـ"20" الأخيرة التي استضافتها نيودلهي في وقت سابق الشهر الحالي، في معرض حديثه عن الممر الجديد إنه "مشروع حديث يشمل خطوط أنابيب للكهرباء، والهيدروجين وتطوير سكك حديدية، وسيسهم في أمن الطاقة الدولي".

وفي القاهرة، يراهن خالد نجيب، رئيس إحدى شركات إنتاج الهيدروجين الأخضر، على موقع السعودية المتميز لإنشاء مقر لشركته، إذ يقول إن الهدف هو الاستفادة من ذلك الموقع الذي يتيح تغطية احتياجات القارة الآسيوية، فيما ستتولى شركته في مصر العمل على تغطية جزء من احتياج قارة أوروبا، عبر أنابيب لتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر في الموقعين.

ويؤمن نجيب، بتعاظم إمكانات المنطقة كمقر رئيس لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، ويعبر عن اعتقاده بقدرتها على تغطية جانب كبير للغاية مما تحتاج إليه أوروبا من الهيدروجين الأخضر، وبخاصة مصر، إذ يرى أن بمقدورها تلبية نحو 30 في المئة من الطلب الأوروبي، بواقع ثلاثة ملايين طن، من بين 10 ملايين تستوردها أوروبا من الخارج كل عام، غير أن هذه القدرات الإنتاجية رهينة ضخ استثمارات ضخمة وفق ما يقول.

ويلفت تقرير "ستاندرد أند بورز" إلى الشرق الأوسط الذي بدأ فعلاً في شحن إنتاجه، وبخاصة السعودية، إذ قامت شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، بشحن الأمونيا الزرقاء إلى الصين في مايو (أيار) الماضي، كجزء من اتفاق لتصدير 25 ألف طن من الوقود النظيف إلى شركة "شينغهونغ" للبتروكيماويات.

أكبر مصنع في العالم

تتجلى هذه الطموحات، في بناء الرياض، أكبر مصنع في العالم لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، بمدينة أوكساجون، الواقعة بمنطقة "نيوم" شمال البلاد، ولدى السعودية بنية تحتية هائلة، وأكبر شبكة للكهرباء في المنطقة، إضافة إلى موقع استراتيجي يمنحها ركيزة إقليمية لتبادل الطاقة الكهربائية مع الدول الأخرى، وتأتي خططتها للمضي في صناعة الطاقة النظيفة ضمن استعداد مبكر ورؤية مستقبلية لمنح البلاد ما يكفي من المرونة للتحول في سوق الطاقة العالمية التي تحظى فيها بدور رئيس بالغ الأهمية.

ويعتقد محلل الهيدروجين في "ستاندرد أند بورز"، ماثيو هودجكينسون، أن هناك كثيراً من النشاط الإنتاجي في الشرق الأوسط في ما يتعلق بسوق التصدير، وهو ما يتضح من الشحنات التجريبية للأمونيا النظيفة، إذ تذهب نسبة صغيرة من صادرات الطاقة النظيفة إلى أوروبا والشرق الأقصى، بينما تتطلع الدول المنتجة إلى إرسال الأمونيا الزرقاء والخضراء على حد سواء.

وينظر اليوم إلى الشحنات المبكرة من الوقود النظيف المنتج في الشرق الأوسط، باعتباره اختباراً للمستقبل، فأسواق الوجهة المحتملة مشغولة بالعمل على مواصفات الهيدروجين النظيف من أجل إنشاء إطار للتجارة، ومن ذلك ما أصدره الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من العام الحالي، من قواعد لإنتاج الهيدروجين المتجدد، وفي الشرق الأوسط، يحظى المطورون برأس مال كبير، وبمجرد إصدار القواعد المتعلقة بالمواصفات مثل مطابقة الهيدروجين والطاقة المتجددة، يمكنهم جعل مشاريعهم متوافقة مع الأسواق التي يتطلعون إلى بيع المنتجات إليها، كما يرى الخبراء.

مشروع "نيوم" السعودي

ويركز التقرير الدولي، على مشروع "نيوم" السعودي الضخم لإنتاج الهيدروجين. ويلفت إلى نجاح المشروع في الإغلاق المالي خلال الربع الأول من عام 2023، إذ قدم نحو 23 بنكاً وشركة استثمارية تمويلات بقيمة 8.4 مليار دولار، للمشروع الذي يستهدف إنتاج 240 ألف طن سنوياً من الهيدروجين المتجدد بحلول نهاية عام 2026، كما يتناول انتهاء سلطنة عمان، من المرحلة الأولى من مشروع لإنتاج الأمونيا المتجددة بطاقة إنتاجية تصل 100 ألف طن في الدقم يوليو (تموز) الماضي، باستثمارات بلغت 487 مليون دولار.

ويرى الأستاذ في الجامعة اللبنانية حبيب البدوي، أن إنتاج الهيدروجين، هو حجر الزاوية في مشروع الممر الاقتصادي الجديد، إذ يستهدف نقل الهيدروجين الأخضر، في ظل مساعٍ سعودية إلى أن تصبح منتجاً رئيساً للهيدروجين الأخضر، من خلال مصنع بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 طن يومياً في "نيوم" بحلول عام 2026، في تأكيد على أهداف الاستدامة الخاصة بالرياض.

ويعتقد البدوي، أن المشروع الذي سيضم بنية تحتية كاملة للنقل، تضم شبكة للسكك الحديد وموانئ لربط الهند بأوروبا عن طريق الخليج، سيحفز على تطوير سلاسل التوريد والخدمات اللوجيستية الفعالة، اعتماداً على مشروع السعودية المعروف باسم "الممرات الخضراء" العابر للقارات، الذي يقوم على أساس من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية الصادرة منتصف عام 2021، والعمل على تسهيل النقل الفعال لمصادر الطاقة المتنوعة، بما في ذلك النفط والغاز والهيدروجين النظيف والطاقة المتجددة.

وخلال العام الحالي، حصلت تسعة مشاريع لإنتاج الهيدروجين في الشرق الأوسط على قرارات استثمارية نهائية وفقاً لقاعدة بيانات الهيدروجين التابعة لـ"ستاندرد أند بورز" برأس مال قدره 50.02 مليار دولار، ومنها على سبيل المثال، ما أبرمته شركة "إنتركونتيننتال للطاقة" وشركاؤها، بما في ذلك "شل" و"أوكيو"، الذين يقومون بتطوير مشروع الطاقة الخضراء عمان  (GEO)، في يونيو (حزيران) الماضي، من اتفاقية تمنح الكونسورتيوم الحق في تطوير مرافق لإنتاج الهيدروجين في منطقة الوسطى بسلطنة عمان.

تبدو "ستاندرد أند بورز" أكثر تفاؤلاً اليوم بإمكانات الشرق الأوسط، إذ تتوقع له إنتاج نحو 18.15 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، وتصدير مليون طن متري من الهيدروجين المنخفض الكربون والمتجدد في الغالب، بحسب ما تظهر بيانات الوكالة، على أن تحظى المنطقة بحلول عام 2040، بالصدارة أمام جميع المناطق الأخرى من حيث الإنتاج المقدر له أن يصل إلى 28 مليون طن من الهيدروجين النظيف، مع صادرات تبلغ 6.28 مليون طن.

المزيد من البترول والغاز