هل انتهت عزلة الرياضيين الروس؟

بعد ما يزيد قليلاً على 19 شهراً مرت على انطلاق الحرب الروسية - الأوكرانية وما تبعها من حصار دولي للرياضة الروسية على جميع الصعد، يبدو أن عزلة الرياضيين الروس والبيلاروس أوشكت على الانتهاء تماماً لتعود الأوضاع كما كانت عليه قبل الـ20 من فبراير (شباط) 2022.

وخلال الساعات الماضية قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عقب اجتماع لجنته التنفيذية في ليماسول بقبرص، إنه سيبحث الخيارات المتاحة أمام عودة فرق الشباب الروسية إلى المنافسات للمرة الأولى منذ بدء موسكو ما سمته "عملية عسكرية خاصة" على أوكرانيا.

وكان "يويفا" قرر في فبراير 2022 إيقاف جميع الفرق الروسية، سواء الوطنية أو الأندية عن المشاركة في مسابقاته، كما ألغى الاتحاد القاري شراكته مع شركة الطاقة الروسية "غازبروم".

وقال "يويفا"، في بيان، إنه "يدرك أنه لا ينبغي معاقبة الأطفال على أفعال تقع مسؤوليتها حصرياً على البالغين... ولهذه الأسباب، قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم إعادة الفرق الروسية التي تضم لاعبين صغاراً إلى مسابقاتها خلال هذا الموسم".

"طلبت اللجنة التنفيذية من إدارة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اقتراح حل فني من شأنه السماح بإعادة منتخبات روسيا تحت 17 عاماً (سواء الفتيات أو الشباب) حتى بعد إجراء القرعة بالفعل".

أضاف "يويفا" أن مباريات الفرق الروسية ستقام خارج روسيا ولن تتضمن رفع علم البلاد أو عزف نشيدها الوطني أو ارتداء الزي الوطني.

وقال رئيس "يويفا" ألكسندر تشيفرين "من خلال منع الأطفال من المشاركة في مسابقاتنا، فإننا لا نفشل فقط في الاعتراف بحقوقهم الأساسية ودعمها في إطار تطورهم الشامل، ولكننا نمارس التمييز بشكل مباشر ضدهم".

ورداً على قرار "يويفا" قالت أوكرانيا، إنها لن تلعب في أي بطولة تشارك فيها فرق روسية، وفي بيان صدر، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، حث الاتحاد الأوكراني لكرة القدم "يويفا" على إعادة النظر في قراره كما دعا الدول الأخرى إلى عدم اللعب أمام الفرق الروسية.

وقال الاتحاد الأوكراني لكرة القدم "يدين الاتحاد الأوكراني بشدة قرار الاتحاد الأوروبي في شأن عودة المنتخب الروسي تحت 17 عاماً إلى المسابقات الدولية"، وحث "يويفا" على الالتزام بالحظر الشامل الذي فرضه على الفرق الروسية.

أضاف "يؤكد الاتحاد الأوكراني أنه لن يلعب في أي مسابقة تشارك فيها فرق روسية ويناشد الاتحادات الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مقاطعة المباريات المحتملة بمشاركة فرق روسية".

وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إن منتخب الشباب الإنجليزي لن يلعب ضد روسيا، وشدد اتحاد الكرة الإنجليزي على أنه لا يتفق مع قرار الاتحاد الأوروبي.

وأضاف متحدث باسم الاتحاد الإنجليزي لوكالة "رويترز" "نحن لا نؤيد موقف إعادة روسيا إلى مسابقات الفئات العمرية الصغيرة للاتحاد الأوروبي، ويظل موقفنا هو أن الفرق الإنجليزية لن تلعب ضد روسيا".

ولم يأت موقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمعزل عن الاتجاه العام لإعادة الرياضة الروسية تدريجاً إلى المنافسات الدولية ولو وفق شروط محددة، فبعد أن فرضت اللجنة الأولمبية الدولية عقوبات على رياضيي روسيا وبيلاروس في فبراير، لكنها تراجعت خلال الأشهر الأخيرة وباتت عازمة على السماح بعودتهم للمنافسات في كل الألعاب ومنحهم فرصة التأهل لأولمبياد باريس 2024.

وفي الـ29 من مارس (آذار) الماضي، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس، إن المجلس التنفيذي للجنة أوصى بعودة الرياضيين من روسيا وبيلاروس إلى المنافسات الدولية.

وأضاف باخ في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع "يجب أن تكون مسؤولية الاتحاد الرياضية الوحيدة تحديد الرياضيين الذين يمكنهم المشاركة في المنافسات الدولية بناء على جدارتهم الرياضية لا لأسباب سياسية أو بسبب جوازات سفرهم".

ووضعت اللجنة مساراً للرياضيين من روسيا وبيلاروس للتأهل للألعاب الأولمبية 2024 في باريس عن طريق المشاركة في تصفيات آسيا بدلاً من أوروبا والتنافس كمحايدين من دون الاستعانة بالعلم أو النشيد الوطني لكل من الدولتين، لكنها واجهت معارضة شديدة بقيادة أوكرانيا التي هددت بمقاطعة الأولمبياد حال السماح لهم بالمنافسة حتى كمحايدين.

وتراجعت بطولة "ويمبلدون" للتنس عن قرارها السابق بمنع لاعبي روسيا وبيلاروس من المشاركة في البطولة الكبرى بعد نحو عام من منعهم من المشاركة في نسخة 2022.

وناشدت الأولمبية الدولية، في الـ22 من يونيو (حزيران) الماضي، أوكرانيا منح رياضييها فرصة التأهل لأولمبياد باريس 2024 على الرغم من المنع الجزئي للتنافس مع رياضيين من روسيا وبيلاروس.

وقال باخ إن مؤسسته ستدعم "كل رياضي أوكراني" يريد المشاركة في التصفيات الأولمبية عبر رياضته، وأضاف "سنؤازر كل رياضي أوكراني في الاستعداد والمشاركة في أي منافسات ليجعل الشعب الأوكراني فخوراً".