ملخص
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مستعدون لإعادة شبه جزيرة القرم دبلوماسياً"، مضيفاً "لا يمكننا أن نضحي بعشرات الآلاف من شعبنا من أجل عودة شبه جزيرة القرم، ولا يزال من غير الممكن أن نستعيدها بالسلاح الذي بحوزتنا".
أكد المتحدث باسم الكرملين اليوم الخميس وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخاً باليستياً فرط صوتي على أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحاً أن موسكو تبقي قناة "تواصل دائمة" مع الولايات المتحدة في شأن الأسلحة النووية.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب إلى الأمة ألقاه بصورة مفاجئة مساء الخميس من أن النزاع في أوكرانيا اكتسب "عناصر ذات طابع عالمي"، من دون أن يستبعد ضرب الدول التي زودت كييف بالأسلحة المستخدمة أخيراً ضد أراضي روسيا.
وقال بوتين غداة تنفيذ أوكرانيا أولى ضرباتها على الأراضي الروسية مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية إن "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي".
وحذر الرئيس الروسي من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية.
وندد بوتين في الخطاب الذي استمر أقل من عشر دقائق، بضربتين أخيرتين نفذتهما أوكرانيا ضد الأراضي الروسية باستخدام صواريخ "أتاكمس" أميركية و"ستورم شادو" بريطانية.
وقال "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا. في حال تصاعد الأفعال العدوانية، سنرد بقوة موازية".
وأكد الرئيس الروسي أن الضربات الصاروخية التي نفذتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة ضد الأراضي الروسية باستخدام أسلحة غربية باءت بالفشل.
وقال "لقد صدت أنظمتنا الدفاعية الجوية هذه الهجمات. الأهداف التي حددها العدو بوضوح لم تتحقق".
وأكد بوتين أن بلاده "مستعدة لكل" السيناريوهات في النزاع مع أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وقال "كنا دائماً مستعدين ولا نزال لمعالجة كل المشكلات بسبل سلمية، لكننا أيضاً مستعدون لمواجهة أي تطور. إذا كان أحد ما لا يزال يشك، فذلك غير مفيد. سيكون هناك رد دائماً".
وأعلن أن قواته قصفت أوكرانيا رداً على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا، بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة إلى القصف الذي طاول مدينة دنيبرو.
وقال بوتين إن "مهندسينا أطلقوا عليه اسم (أوريشنيك)"، مشيراً إلى أن الصاروخ استهدف "موقعاً للمجمع الصناعي-العسكري الأوكراني" في مدينة دنيبرو "والذي ينتج (...) معدات للصواريخ وأسلحة أخرى".
وأكد بوتين أن هذا الصاروخ الفرط صوتي لا يقهر.
وقال "ليس هناك اليوم أي وسيلة للتصدي لأسلحة مماثلة. الصواريخ تهاجم أهدافاً بسرعة 2.5 إلى 3 كيلومترات في الثانية. إن أنظمة الدفاع الجوي المتوافرة حالياً في العالم وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ التي نصبها الأميركيون في أوروبا لا تستطيع اعتراض هذه الصواريخ، هذا غير وارد".
صاروخ باليستي
قال سلاح الجو الأوكراني اليوم الخميس إن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من منطقة أستراخان ضمن هجوم شنته صباح اليوم، إلا أنه لم يكن يحمل رأسا نووية.
تأتي الضربة الروسية بعدما استخدمت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية لضرب أهداف داخل روسيا هذا الأسبوع، وهو ما حذرت موسكو منذ أشهر من أنه سيُنظر إليه على أنه تصعيد كبير.
وقال سلاح الجو في بيان إن الهجوم الروسي استهدف مؤسسات وبنية تحتية حيوية في مدينة دنيبرو، في وقت تتسارع فيه التحركات في الحرب التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا قبل 33 شهراً.
ولم يتضح من البيان ما الذي استهدفه الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما إذا كان قد تسبب في أي أضرار، ولم يحدد سلاح الجو طراز الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي أُطلق.
في المقابل أكدت روسيا إسقاط صاروخين بريطانيين من طراز "ستورم شادو" أطلقتهما أوكرانيا، بينما رفض الكرملين التعليق على اتهام موسكو بإطلاق صاروخ عابر للقارات على أوكرانيا.
ويبلغ مدى مثل هذه الصواريخ آلاف الكيلومترات ويمكن استخدامها لحمل الرؤوس النووية الحربية، على رغم أنها يمكن أن تحمل أيضاً صواريخ تقليدية.
وذكر الجيش الأوكراني أيضاً أنه أسقط ستة صواريخ "كروز كيه إتش-101" أطلقتها روسيا خلال الهجوم.
سيطرة على بلدة صغيرة
من ناحية ثانية أكدت روسيا الخميس سيطرتها على بلدة صغيرة قرب كوراخوفي في شرق أوكرانيا في منطقة على الجبهة تحرز فيها قواتها تقدماً منذ أشهر عدة في وجه الجيش الأوكراني.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "حررت وحدات من تجمع قوات الجنوب بلدة دالنيه" الواقعة على مسافة خمسة كيلومترات جنوب كوراخوفي.
استعادة القرم
من جهة أخرى، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه لا يمكن استعادة شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا عام 2014 إلا من خلال الدبلوماسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال زيلينسكي في مقابلة مع "فوكس نيوز" على متن قطار في أوكرانيا أذيعت أمس الأربعاء إن بلاده لا تستطيع تحمل خسارة عدد الأرواح اللازم لاستعادة شبه جزيرة القرم بالوسائل العسكرية.
ورفض مرة أخرى أي حديث عن التنازل عن أي أرض تحتلها بالفعل قوات موسكو، قائلاً إن أوكرانيا "لا يمكنها قانوناً الاعتراف بأي أرض محتلة في أوكرانيا على أنها روسية".
وقال زيلينسكي لـ"فوكس نيوز" من خلال مترجم "لقد ذكرت بالفعل أننا مستعدون لإعادة شبه جزيرة القرم دبلوماسياً"، مضيفاً "لا يمكننا أن نضحي بعشرات الآلاف من شعبنا من أجل عودة شبه جزيرة القرم، ولا يزال من غير الممكن أن نستعيدها بالسلاح الذي بحوزتنا، فنحن ندرك أن شبه جزيرة القرم يمكن إعادتها دبلوماسياً".
استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وضمتها عام 2014 بعدما دفعت انتفاضة شعبية رئيساً موالياً لروسيا إلى الفرار من أوكرانيا واستولى وكلاء موسكو على مساحات شاسعة من الأراضي في شرق الجمهورية السوفياتية السابقة.
ومنذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022، استولت القوات الروسية على نحو خمس أراضي أوكرانيا وأعلنت ضم أربع مناطق، على رغم أن موسكو لا تسيطر سيطرة كاملة على أي منها.
واقترح زيلينسكي صيغة سلام و"خطة نصر" تقوم على انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، لكن دعواته الأخيرة شددت على ضرورة منح بلاده ضمانات أمنية ودعوة إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وهي فكرة سارعت موسكو برفضها.
المشاركة العسكرية الكورية
في سياق متصل، قال نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم سيون-هو اليوم الخميس إن إرسال كوريا الشمالية قواتها لروسيا لمساندتها في حربها على أوكرانيا "جريمة ضد الإنسانية".
وأضاف في اجتماع لوزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في لاوس أن بيونغ يانغ تدفع بالشباب في الهجوم غير القانوني الذي تشنه موسكو لاستخدامهم "وقوداً للمدافع".