هل يمكن استعمال اختبارات "كورونا" بعد انتهاء صلاحيتها؟

بعد ارتفاع شهدته الولايات المتحدة في عدد الإصابات بـ"كورونا" منذ أسابيع، يحث الخبراء الجمهور على أخذ موجة الصيف على محمل الجد.

وأعرب الدكتور أنتوني فاوتشي، الرئيس السابق للمعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أخيراً في مقابلة مع "سي إن إن" عن قلقه في شأن رد فعل الأميركيين تجاه ارتفاع عدد الحالات. وقال "أنا قلق حيال عدم تقيد الناس بالتوصيات - ونحن لا نتحدث عن فرض التدابير أو إجبار أي شخص - لكن عندما يصل عدد الإصابات في المجتمع إلى مستوى مرتفع بشكل معقول. سيكون كبار السن والأشخاص الذين يعانون حالات صحية متصلة أكثر عرضة وضعفاً إذا أصيبوا بالعدوى، والأرجح أن يصابوا بمرض شديد يؤدي إلى دخول المستشفى".

ليس الدكتور فاوتشي الوحيد الذي أعرب عن القلق، إذ إن الدكتورة ديبورا بيركس، التي شغلت منصب منسقة فريق العمل المعني بالاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب آنذاك، قالت أخيراً في مقابلة مع "أي بي سي نيوز" ABC News إنه من خلال تجاهل "كوفيد"، يعيش الأميركيون في "عالم خيالي". مضيفة "نحن نتظاهر بأن ’كوفيد‘ لا أهمية له، لكن يمكنني أن أقول لكم. أنت تعرف شخصين أو ثلاثة أشخاص مصابين بـ’كوفيد‘، هذا يعني أن خمسة إلى 10 في المئة من أصدقائك مصابون بالفعل بالفيروس".

وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" (CDC)، في الفترة من الـ27 من أغسطس (آب) إلى الثاني من سبتمبر (أيلول)، ارتفع عدد حالات دخول المستشفيات بسبب الفيروس بنسبة 8.7 في المئة مقارنة مع الأسبوع الماضي، وقفزت الوفيات الناجمة عن الفيروس بنسبة 10.5 في المئة خلال الفترة الزمنية نفسها.

مع انتشار المتحورات الجديدة "أي جي 5" (EG.5) والمعروفة باسم "إيريس" Eris و"بي أي.2.86" والمعروفة أيضاً باسم "بيرولا" Pirola، يحث الخبراء الأميركيون على بذل كل ما في وسع الناس للحد من انتشار الفيروس، بما في ذلك البقاء على اطلاع دائم على اللقاحات. وفي الـ12 من سبتمبر، أصدر مركز مكافحة الأمراض بياناً قال فيه إن كل شخص يبلغ من العمر ستة أشهر فما فوق سيكون مؤهلاً للحصول على اللقاحات المحدثة، الذي صمم لاستهداف أحدث المتحورات.

إضافة إلى الحصول على الجرعة ووضع الكمامة عند اللزوم، توصي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يواصل الجمهور إجراء فحوص "كوفيد-19" للحد من الانتشار، وأصدرت الوكالة إرشادات محددة حول متى وكيف تراقب نفسك.

وإذا كانت لديك أعراض، يوصي مركز مكافحة الأمراض بإجراء الفحص على الفور. فإذا كنت ستجري فحصاً واحداً فقط، فاختر اختبار "بي سي أر" PCR، بدلاً من الاختبار المنزلي، نظراً إلى أنه أكثر موثوقية. إذا كنت تستخدم فحصاً منزلياً بدلاً من ذلك وكانت النتيجة سلبية، فستحتاج إلى إجراء فحص آخر خلال 48 ساعة أو إجراء اختبار الـ"بي سي أر" على الفور لتأكيد النتيجة.

وفي حال أصبت بـ"كوفيد" ولكن لم تظهر لديك أعراض، يوصي مركز مكافحة الأمراض بالانتظار لمدة خمسة أيام كاملة على الأقل قبل الفحص، وإذا كنت تود الفحص لمرة واحدة، عليك إجراء اختبار البي سي أر، لأنه أكثر موثوقية. وإذا كنت تستخدم فحصاً منزلياً بدلاً من ذلك وكانت النتيجة سلبية، فستحتاج إعادة الفحص في غضون 48 ساعة، وإذا ظهرت نتيجة الفحص الثاني سلبياً، فيجب عليك الانتظار لمدة 48 ساعة أخرى والفحص مرة ثالثة. وبحسب الخبراء فإن اتباع هذه التعليمات هو أفضل طريقة لضمان دقة الاختبار.

وإذا انتهت صلاحية الاختبار في المنزل، فلا يجب عليك استخدامه ما لم تمدد "إدارة الغذاء والدواء" FDA تاريخ انتهاء الصلاحية، وقدمت الإدارة الأميركية قائمة بالمنتجات التي منحت هذا التصنيف على موقعها على الإنترنت، إذ تتضمن القائمة أسماء المنتجات وأرقام مجموعات وتواريخ انتهاء الصلاحية الأصلية وتواريخ انتهاء الصلاحية الممددة.

ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، إذا لم يكن اختبارك مدرجاً في هذه القائمة وانتهت صلاحيته بالفعل، فقد لا يمنحك نتيجة دقيقة. لذلك لا توصي الإدارة الأميركية باستخدام اختبار "كوفيد-19" المنزلي بعد تواريخ انتهاء الصلاحية المصرح بها. وبحسب الوكالة، فإن اختبارات "كوفيد-19" والأجزاء المصنوعة منها قد تتحلل بمرور الوقت.

وبحسب الخبراء فإن الاستمرار في الاختبار سيكون أمراً حاسماً في الحفاظ على سلامة الأشخاص المعرضين للخطر خلال موسم البرد والإنفلونزا. وتقول مديرة مراكز المكافحة على الأمراض الدكتورة ماندي كوهين في بيان الوكالة في الـ12 من سبتمبر "نملك أدوات أكثر من أي وقت مضى لمنع أسوأ النتائج من ’كوفيد-19‘".

ويقول كثيرون إن الحكومة يجب أن تستمر في تقديم اختبارات وعلاج "كوفيد" مجاناً للشعب الأميركي. إذ نفدت أخيراً اختبارات قدمها برنامج مدعوم من "معاهد الصحة الوطنية الأميركية" (NIH) بعد إعلان أنه يمكن أن يمنح الأشخاص الذين ليس لديهم تأمين صحي ستة مجاناً. ومن جانبه، كتب الدكتور لاكي تران، مدير الاتصالات العلمية والعلاقات الإعلامية في جامعة كولومبيا، على منصة "إكس" X، المعروفة سابقاً باسم "تويتر" Twitter "نأمل أن تستأنف قريباً، لكن هذا يدل على استمرار الطلب على الوصول إلى مزيد من اختبارات كوفيد". مضيفاً "على الحكومة أن تفعل مزيداً لتوفيرها".