ملخص
كان من المفترض أن يكون اليوم الذي اكتشفت فيه أنني حامل عام 2004 من أسعد أيام حياتي وأكثرها حماسة، ولكن عوضاً عن ذلك كل ما شعرت به كان الخوف والغثيان من إحضار طفل إلى الوضع الذي وجدت نفسي فيه
كان من المفترض أن يكون اليوم الذي اكتشفت فيه أنني حامل عام 2004 من أسعد أيام حياتي وأكثرها حماسة، ولكن عوضاً عن ذلك كل ما شعرت به كان الخوف والغثيان من إحضار طفل إلى الوضع الذي وجدت نفسي فيه.
لماذا؟ كنت أعيش في اليابان، متزوجة حديثاً من رجل ياباني اكتشفت أخيراً (قبل أسبوعين من إجراء اختبار الحمل) بأنه كان يعيش حياة سرية ويخونني برفقة رجال.
كنت ما زلت أحاول استيعاب الوضع وأدرس إمكان هجره ومغادرة اليابان عندما اكتشفت أنني سأرزق بطفل.
كان يجب أن أشعر بسعادة عارمة لأنني عندما كبرت لطالما أدركت أنني أريد أن أصبح أماً، ولكنني علمت أيضاً في هذه المرحلة أن زواجي لن يدوم للأبد.
وعلى رغم احتجاجه ووعوده بأنه "سيبقى وفياً" وبأنه يحبني، عرفت بأن خيانة زوجي ستستمر. وكنت محقة في ذلك، لأنها استمرت بالفعل.
كما أدركت أنه على رغم أن طفلي (الذي أصبح اليوم شاباً رائعاً يبلغ 18 سنة) سيحصل على جنسيتين في حال حصل الطلاق، فإن المحاكم اليابانية لن تحكم مطلقاً لصالحي. وعرفت أنني سأخسر حضانة طفلي لصالح زوجي في حال أراد إبقاءه هناك. إنها طريقة سير النظام في اليابان، تذهب الحضانة لصالح ولي الأمر الياباني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشعرت أنه لا يمكنني هجر من كان زوجي آنذاك والسفر إلى المملكة المتحدة للولادة هناك لأنه كان علي المحاربة بكل قوتي لأقنع عائلتي بأنني فعلت الصواب بزواجي به من الأساس. كان الأمر ليبدو محرجاً للغاية بأن أعود للديار والاعتراف بأنهم كانوا محقين في شأنه عندما قالوا إنه ليس الشخص المناسب لي.
ولهذا، عندما ولد طفلي في أبريل (نيسان) 2005، بدأت بتنفيذ ما شكل عامين من التخطيط والتحضير. عندما كتبت هذه السطور، علمت بأن قصتي قد تصنع مسلسلاً مذهلاً يوماً ما. أعلم أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق، ولكنه حصل بالفعل.
أثناء حملي، استمر زوجي بمواعدة رجال ولم يكن بارعاً في إخفاء ذلك حتى. وأصبح من الواضح بشكل متزايد بأن زوجته البريطانية تشكل "غطاء" رائعاً له.
ولكنني كنت عالقة. لم يكن بإمكاني مغادرة اليابان لأنها لم تكن من الدول الموقعة على اتفاق لاهاي في ذلك الوقت [في شأن الجوانب المدنية للاختطاف الدولي للأطفال. وهي معاهدة دولية تحدد إجراءات الإعادة الفورية للأطفال المختطفين لوطنهم. ويهدف إلى حماية الأطفال من الاختطاف الدولي من أحد الوالدين أو الوصي والتأكد من حل مسائل الحضانة من خلال القنوات القانونية]، وفي حال غادرت من دون الحصول على إذن، سأعتبر بأنني خطفت ابني.
في هذه الحالة، كانت المملكة المتحدة ستعيد ابني لليابان، ولكن في حال حدوث العكس وقيام زوجي بأخذ ابني بعيداً مني، لم تكن اليابان ستعيده لحضني، حتى لو اتفقنا على أنني سأحظى بالحضانة.
في نهاية المطاف، اتفقنا في يونيو (حزيران) 2007 بأن أعود للمملكة المتحدة لفترة قصيرة مع ابني لقضاء "عطلة". لم يكن لدي نية بالعودة أبداً بعد هبوطنا في لندن ولكن لم يكن أحد سواي يعرف ذلك. ولا حتى زوجي الذي لم يكن يعلم بأنني كنت أجمع الأدلة عن خيانته على مر العامين الماضيين التي كنت سأقدمها للمحكمة (في حال لزم الأمر).
أنا أجيد الاحتفاظ بالأسرار للغاية، ولكن لكي أحمي ابني كان يجب أن أتوخى الحذر الشديد. ما زلت أذكر اليوم الذي غادرت فيه اليابان، كنت أشعر بالذعر من أن يكتشف أحد ما خططت له ومن أن يجري توقيفي عند نقطة الجوازات. حملت ابني قريباً من جسمي وصليت لكي تسير الأمور على ما يرام.
لا ينبغي لأحد أن يشعر بما شعرت به أو أن يمضي عامين في زواج تعيس، ولكن للأسف عندما تتزوج شخصاً من بلد آخر، فأنت تخاطر بعدم القدرة على العودة للديار برفقة أولادك في حال ساءت الأمور بينكما.
لهذا، لدى سماعي بالتقارير الأخيرة حول نزاع صوفي تيرنر مع جو جوناس في شأن عودة أولادهما للمملكة المتحدة (يقال إن جوناس رفض تسليمها جوازات سفرهم)، شعرت بألم في معدتي من شدة التوتر. أدرك تماماً ما تشعر به، وفيما كانت حالتي مختلفة للغاية وغير مكشوفة في الإعلام، فإن العواطف والانفعالات تبقى نفسها. ما زلت أشعر بالامتنان أنني تمكنت من الاحتفاظ بابني بجانبي وبناء الأسرة التي أملكها اليوم في المملكة المتحدة مع زوجي الحالي، ولكنني أعرف حق المعرفة أنني كنت من بين الأشخاص المحظوظين.
عندما بلغ ابني 18 سنة في أبريل (نيسان) من هذا العام، تنفست الصعداء لأنه أصبح راشداً بالقانون في المملكة المتحدة (في اليابان، يصبح راشداً بشكل قانوني عندما يبلغ (20 سنة) ولهذا لم يعد بوسع أحد إبعاده عني الآن.
أفكر في بعض الأيام عما كانت الحياة ستؤول إليه لو أنني بقيت في اليابان. بصريح العبارة: لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من النجاة لو لم أحضر ابني إلى المملكة المتحدة معي.
© The Independent