Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قره باغ" يفرغ من سكانه وينتظر بعثة أممية نهاية الأسبوع

استمرار النزوح الجماعي للأرمن يرفع عدد المغادرين إلى 93 ألفاً من بين 120 ألفاً يسكنون الإقليم

ملخص

غادر 93 ألف شخص، أي أكثر من ثلاثة أرباع سكان جيب ناغورنو قره باغ البالغ عددهم 120 ألفاً، منازلهم.

يستمر نزوح الأرمن الجماعي من جيب ناغورنو قره باغ غداة الإعلان عن حل الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، وعلى رغم دعوات أذربيجان إليهم بالبقاء.

وخرج أكثر من ثلاثة أرباع السكان الأرمن البالغ عددهم 120 ألف نسمة بحلول أمس الجمعة.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الجمعة أن بعثة لتقييم الحاجات الإنسانية، هي الأولى من نوعها منذ نحو ثلاثة عقود، ستصل إلى المنطقة نهاية هذا الأسبوع.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك إن "حكومة أذربيجان والأمم المتحدة اتفقتا على إرسال بعثة إلى المنطقة ستصل نهاية الأسبوع"، مضيفاً "لم نتمكن من دخول هذه المنطقة منذ نحو 30 عاماً بسبب الوضع الجيوسياسي المعقد، لذا من الأهمية بمكان أن نتمكن من الدخول".

وأتى الإعلان عن البعثة مع نزوح عشرات آلاف السكان الأرمن عن الإقليم، وخلال فرارهم على الطريق الجبلي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا قتل 170 شخصاً في انفجار مستودع للوقود الإثنين الماضي، وفقاً لحصيلة جديدة نشرتها الشرطة التابعة للقوات الانفصالية الجمعة.

مواجهات وإصابات

وقالت الشرطة الانفصالية إنه "عثر حتى الآن على رفات 170 شخصاً سلمت إلى الطب الشرعي"، وسيتم إرسالها إلى أرمينيا لتحديد هويات أصحابها.

وبسياراتهم المملوءة بالمؤن القليلة الباقية بعد أشهر من حصار باكو، توقف كثير من السائقين في المحطة الواقعة على مشارف العاصمة ستيباناكيرت، وهي واحدة من المحطات القليلة التي لا تزال في الخدمة، وأدت الحادثة أيضاً إلى إصابة 349 شخصاً معظمهم يعانون حروقاً خطرة.

وقال الناجي الجريح سامفيل هامباردسيوميان (61 سنة)، وهو أب لتسعة أطفال، لوكالة الصحافة الفرنسية بينما كان يتلقى الرعاية في بلدة غوريس الحدودية الأرمنية داخل خيمة للصليب الأحمر نتيجة إصابته بحروق في وجهه وقد لفت يداه بضمادات، إنه كان يسير نحو المحطة لجلب البنزين عندما حدث الانفجار وألقاه على الأرض.

مضيفاً، "كان تسعة أشخاص أمامي في الطابور ولو لم يكونوا هناك لاحترقت تماماً، ولا أحد يعرف بالضبط ما حدث، يقول بعضهم إن شخصاً ما أشعل النار، ويقول آخرون إن قنبلة يدوية ألقيت".

وفي المجموع أفيد عن مقتل نحو 600 شخص في أعقاب الهجوم العسكري الخاطف الذي شنته باكو وأدى إلى استسلام الانفصاليين في الـ 20 من سبتمبر (أيلول) الجاري، كما أدى إلى مقتل نحو 200 جندي من كل جانب.

وأصدرت سلطات ناغورنو قره باغ الانفصالية أمس الخميس مرسوماً يأمر بحل "جميع المؤسسات في الأول من يناير (كانون الثاني) 2024"، مؤكدة أن الجمهورية المعلنة من جانب واحد قبل أكثر من 30 عاماً "ستزول من الوجود".

بدوره أعلن الكرملين الجمعة أن روسيا ستقرر مع أذربيجان مستقبل مهمة حفظ السلام في هذه المنطقة الانفصالية التي نشرت فيها قوات منذ عام 2020.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين "بما أن المهمة موجودة الآن على الأراضي الأذربيجانية فإن هذه النقطة ستكون موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني".

وخلال أيام قليلة غادر 93 ألف شخص، أي أكثر من ثلاثة أرباع سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفاً، منازلهم وفقاً لآخر إحصاء نشرته يريفان، بينما طلب الصليب الأحمر ما يزيد على 20 مليون يورو (21.13 مليون دولار) لتلبية الحاجات المتنامية مع النزوح.

وقام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتفعيل خططه للحالات الطارئة، واستنفر مئات الموظفين والمتطوعين.

وقالت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوروبا بريجيت بيشوف أيبيسن إن "الوضع على الأرض كارثي، ونرى عائلات يعاني أطفالها ضعفاً شديداً إلى درجة يغشى عليهم بين أذرع ذويهم، وهذه الظروف تتطلب دعماً نفسياً فورياً وكبيراً".

وتسود خشية من الانتقام سكان المنطقة ذات الغالبية المسيحية التي انفصلت عن أذربيجان ذات الغالبية المسلمة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وخاضت على مدى أكثر من ثلاثة عقود مواجهات مع باكو، لا سيما خلال حربين بين عامي 1988 و1994 وخريف عام 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث لاجئون في غوريس عن وحشية هذه الحرب الأكثر تدميراً بكثير من سابقاتها، فضلاً عن الرعب الذي خبروه مع وصول جنود باكو.

وقال معظم الأشخاص في هذه المنطقة التي يتمتع فيها جميع الرجال بخبرة عسكرية وقتالية إنهم أحرقوا زيهم الرسمي ووثائقهم العسكرية وغيرها.

وقالت الشابة لاريسا، "الصور العائلية وذكرياتنا، وكتب تاريخ أبطالنا، ليس هناك شك في أن الأذربيجانيين سيدنسونها".

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي"، معتبراً أنه لن يكون هناك أرمن في الجيب خلال الأيام المقبلة.

غير أن باكو رفضت الاتهام مؤكدة أن "السكان الأرمن يغادرون قره باغ بمحض إرادتهم"، فيما دعتهم إلى "عدم مغادرة منازلهم وأن يكونوا جزءاً من مجتمع متعدد الأعراق"، ولكن هذا الاحتمال يصعب تصوره.

إمكان التعايش 

وقال الباحث في معهد العلوم السياسية في فرنسا بيرم بالجي إنه "لا أحد يؤمن بإمكان التعايش بين الطائفتين، فلا الأرمن ولا الأذربيجانيون مستعدون لهذا الخيار".

وأضاف بالجي أن الأرمن "غادروا بإرادتهم، وأجد أن الأمر أكثر إثارة للقلق مما لو تم طردهم"، مقدراً أن " ما بين 5 و 10 آلاف نسمة فقط ربما سيبقون هناك".

وقالت يريفان إن مخاوف السكان تأججها سلسلة من "الاعتقالات غير القانونية" للمدنيين الفارين على رغم التزام سلطات باكو السماح للانفصاليين الذين سلموا أسلحتهم بالمغادرة.

وأعلن جهاز الأمن الأذربيجاني الجمعة أنه اعتقل قائداً كبيراً في ناغورنو قره باغ للاشتباه في تورطه بأنشطة إرهابية، وقال إن الموقوف الذي عرف عنه على أنه دافيت مانوكيان رُقي إلى رتبة ميجور جنرال في الجيش الأرميني قبل أن يصبح النائب الأول لقائد القوة الانفصالية.

ويتنامى شعور بالغضب في أرمينيا التي يتدفق إليها اللاجئون، إذ أعلن معارضو باشينيان المتهم بالوقوف متفرجاً أمام هجوم باكو الخاطف، تنظيم مسيرة غداً السبت.

وتلقي يريفان باللوم على روسيا، الحليف التقليدي الذي لم يتدخل، في حين يفترض به أن يضمن الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار المبرم عام 2020.

قبرص تدرس استضافة بعض النازحين الأرمن

من جانبها، قالت قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة إنها تدرس سبل استضافة بعض الأرمن إذا اقتضت الحاجة بعد فرارهم من ناغورنو قره باغ.

وتتمتع قبرص تقليدياً بعلاقات وثيقة مع أرمينيا، وبها أقلية من السكان المسيحيين الأرمن لهم تمثيل في البرلمان.

وقالت وزارة الخارجية القبرصية في بيان "تُبقي الحكومة القبرصية على ممر مفتوح للأرمن وهي مستعدة في هذا الإطار لتقديم مساعدات إنسانية على الفور".

وجاء في البيان "قبرص تدرس، من بين أمور عدة، سبل استضافة عدد من النازحين الأرمن في بلادنا إذا اقتضت الحاجة".

ويعيش أرمن في قبرص منذ قرون. وتعود جذور كثير منهم إلى الأرمن أو الأيتام الذين اضطروا إلى الفرار من عمليات القتل الجماعي التي وقعت خلال حكم الإمبراطورية العثمانية في عام 1915 والتي تعتبرها بعض الحكومات اليوم "إبادة جماعية".

وتقر تركيا بأن كثيراً من الأرمن قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى لكنها تنفي أن تكون عمليات القتل قد نُظمت بشكل منهجي أو تشكل إبادة جماعية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات