Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزياء "فيكتوريا سيكريت" أقل عريا مع شعارات تناصر المرأة

عادت عروضها الباذخة بعد توقفها خمس سنوات مع ألبسة بعري أقل وشعارات عن تمكين النساء

العارضة كانديس سوانبويل التي مثّلت "الملاك" الأصل لفيكتوريا سيكريت، ظهرت في عرض تجديدي شدد على تمكين المرأة (غيتي)

ملخص

اعتادت دار فيكتوريا سيكريت تقديم أزيائها للملابس النسائية الداخلية عبر عارضات فائقات النحول وينطبق عليهن تنميط جمالي محدد لكنها خالفت تلك القواعد في عرضها هذا العام

أجنحة ملائكة! اسمرار بشرة زائف! نحافة شديدة [أجسام بمؤشرات منخفضة لكتلة الجسم]! بالنسبة إلى نساء جيل الألفية، شكّل عرض دار الأزياء "فيكتوريا سيكريت" [متخصصة بالملابس النسائية الداخلية] تذكيراً سنوياً عن الطرق التي لا تعد ولا تحصى لفشلنا في الالتزام بمعايير الجمال الصارمة والمرهقة. حينما ألغي العرض في عام 2019، حزن قليلون على إلغائه. لكن الموضة تحب العودة، واليوم كشفت الشركة عن عرض أزياء "فيكتوريا سيكريت، الجولة 23" Victoria’s Secret: The Tour 23 الذي سيعرض عبر خدمة البث التدفقي "برايم فيديو" لشركة "أمازون". ويشكل العرض أول حدث متلفز لدار الأزياء تلك، منذ خمس سنوات.

ووفقاً للشركة، يمثل العرض نوعاً من "التعبير المطلق" عن جهودهم المستمرة لإعادة تأهيل تلك العلامة التجارية الغارقة في الفضيحة. إلى جانب الانتقادات الطويلة الأمد بشأن الترويج لصورة غير واقعية للجسم، لطالما اتُهم إد رازق، مدير التسويق التنفيذي السابق للشركة، بالتصرف بشكل غير لائق مع عارضات الأزياء وفق تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" (وصف رازق تلك الادعاءات بأنها "غير صحيحة على الإطلاق، أسيء فهمها، أو أُخرِجَتْ من سياقها"). إضافة إلى ذلك، كشف فيلم وثائقي جديد على شبكة "هولو" Hulu بعنوان "ملائكة وشياطين"، عن الروابط المقلقة بين دار الأزياء ومرتكب الإساءات الجنسية المُدان [المنتج الهوليوودي الشهير] جيفري إبستين.

وبحسب رئيس "فيكتوريا سيكريت"، جريج يونيس، "من الناحية البصرية والاستراتيجية، كل ما يتعلق [بالعرض] تجسيد لما تتجه إليه العلامة التجارية". بدلاً من التصميم المعتاد للعرض والمتمحور بشكل مباشر حول مشي العارضات على منصة مرتفعة، جرى تقسيم "الجولة 23" تقريباً إلى أربعة اقسام، يركز كل منها على واحد من أربعة مواقع توزعت على لاغوس في نيجيريا، وبوغوتا في كولومبيا، وطوكيو في اليابان، ولندن في المملكة المتحدة. في كل مدينة، ابتكر مصمم محلي مجموعة أزياء خاصة به كي تُعرض من خلال أمثال نعومي كامبل، إميلي راتاجكوفسكي، أدوت كيش، وجيجي حديد، واللاتي نهضن بعمل مزدوج باعتبار أنهن حكين قصة العرض [إضافة إلى عملهن كعارضات].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في لندن، اختيرت مصممة الأزياء ميكايلا ستارك التي تهدف تصاميمها في مشدّات الجسم إلى الاحتفاء بأشكال الجسم المتنوعة، بدلاً من تضييقها. وقد أشارت تلك المصممة إلى أنها وافقت على المشاركة في العرض الجديد كي تتمكن من مواجهة الرسائل المضرة التي تنشرها عروض الأزياء الأصلية. وتتذكر أنها أثناء مراهقتها "شكل هذا الأمر [عروض الأزياء] أحد الأشياء الكبيرة. في المقابل، هناك تلك الثقافة المحيطة به، المتمثلة في عدم الرغبة في تناول الطعام بعد مشاهدته".

وبصورة محتمة، تثير تعليقاتها سؤالاً يلوح في أفق الإنتاج بأكمله، هل يمكنك حقاً إزالة السموم من علامة تجارية مبنية أساساً على شعور عدم الأمان لدى جيل كامل من النساء؟ [إشارة إلى أن التشديد على الأجساد النسائية الملتزمة بمعايير جمال تنميطية صارمة، يحرك شعوراً بالنقص لدى كل من لا تنطبق تلك المعايير على جسدها].

تذكيراً، تأسست "فيكتوريا سيكريت" على يد روي ريموند في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وقد شعر بالحرج لدى شراء الملابس الداخلية لزوجته من متجر محلي. وبدأت "فيكتوريا سيكريت" كمتجر للملابس الداخلية النسائية يستهدف الرجال على وجه التحديد. في عام 1982، باع ريموند ذلك المتجر إلى مؤسس شركة "ليميتد ستورز" Limited Stores ليز ويكسنر، مقابل مليون دولار. واصل ويكسنر تطوير العلامة التجارية، مع رؤية خاصة بها تعتبرها نسخة أقل تكلفة من العلامة التجارية الأوروبية الفاخرة "لا بيرلا" La Perla. وفي عام 1995، حينما واجهت "ليميتد ستورز" منافسة من شركة "وندربرا" Wonderbra، أقيم أول عرض أزياء لدار "فيكتوريا سيكريت" في فندق "بلازا" بمدينة نيويورك.

أثبت العرض نجاحه بما يكفي كي يصبح مناسبة سنوية. وفي عام 1999، بُثَّ العرض على الإنترنت للمرة الأولى مما أدى إلى تعطل الموقع بعدما حاول 1.5 مليون مستخدم مشاهدته. وبعد عامين، احتفل عرض "فيكتوريا سيكريت" ببثه التلفزيوني الافتتاحي الذي شهد تظاهرة احتجاج من "المنظمة الوطنية للمرأة"  National Organization for Women، اختصاراً "ناو"  NOWخارج فرع المتجر في نيويورك. وحينها، ذكرت نائبة رئيس منظمة "ناو" للمعلومات العامة، سونيا أوسوريو، أن "بعض الناس يشعرون بسعادة غامرة بشأن هذا الأمر، لكن ليس بالشأن الكبير، ويجب علينا الاعتياد على هذا النوع من الجنسانية اليومية". وأضافت "لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الاستمرار في التشكيك في جنسنة [إضفاء الطابع الجنسي] النساء في وسائل الإعلام". في العام الذي تلاه، وصفت "ناو" المناسبة بأنها "إعلان تجاري إباحي".

مع حلول ذلك الوقت، وُضِعَتْ الملامح الأساسية لعروض "فيكتوريا سيكريت" المستقبلية. وتبيّن أن مجموعة من العارضات سترتدي حمالات صدر مرصعة بمجوهرات تبلغ قيمتها ملايين الجنيهات الاسترلينية وملابس داخلية مُصممة لإثارة الإحراج (لا تنسوا أبداً الزي الفظيع الذي ارتدته كارا ديليفين في عام 2013، وهو نوع من البدلة المصغرة التي يحتمل أنها برزت أثناء اجتماعات إدارية باعتبارها [بدلة] "مشجعة كرة قدم مثيرة"). وخلال العرض، يظهر بين العارضات مغنٍ/ مغنية من المشاهير، بغية إداء عرض قصير. وفي حالة ظهور مغنية، فسيجري تزيينها بأزياء من "فيكتوريا سيكريت" خاص بها (حصلت تايلور سويفت على صفقة قاسية بشكل خاص في عام 2013 أيضاً، حينما اضطرت إلى ارتداء زي مستوحى من علم الاتحاد البريطاني، مع قبعة صغيرة باللون الأحمر، الأبيض والأزرق).

لقد سلط هذا المشهد الساطع والمبالغ فيه، الذي بدا أقرب إلى مسابقة ملكة الجمال منه إلى عرض أسبوع الموضة، الضوء على أجمل نساء العالم. إنّهن محظوظات وراثياً، إضافة إلى اجتهادهن في العمل أيضاً، بحسب ما قيل لنا تكراراً إلى حد الغثيان. لقد استعددن لذلك العرض كأنهن من رياضيي التحمُل، إذ التزمن بنظام غذائي مصمم بعناية وجداول تدريب مكثفة. ولقد باعت تلك "الملائكة" اللواتي ارتدين أجنحة حلماً يفترض أننا نقدر نحن البشر على الوصول إليه من خلال شراء بعض الملابس الداخلية من أقرب فرع لدار "فيكتوريا سيكريت". وفي المقابل، تركز محور الاهتمام الحقيقي على أنظمة اللياقة البدنية المضنية، وليس الملابس التي ارتدينها. وفي مقابلات لا نهاية لها، طُلب من العارضات تقديم تفاصيل دقيقة عن كيفية تقليص أنفسهن إلى مقاس "مناسب لفيكتوريا سيكريت"، كي نتمكن نحن من محاولة تقليدهن.

بغية مكافحة الانتقادات الموجهة حول التسليع [للمرأة]، اعتمدت "فيكتوريا سيكريت" على عارضات أزيائها بهدف التعبير عن مدى "التمكين" في كل ذلك السيرك الاستعراضي، وعرضت وجهة نظرها بشأن النسوية بالاختيار [تيار ضمن النسوية يركز على المنحى الفردي فيها، إذ يعتبر أن كل قرار تتخذه امرأة ما يكون بالضرورة نسويّاً لأنها اختارته لنفسها. ولا يتوافق ذلك مع تيارات أخرى كثيرة في الحركة النسوية].

وروّجت عارضة الأزياء كارلي كلوس لفكرة مفادها بأن "هناك شيئاً قوياً حقاً في المرأة التي تتحكم بحياتها الجنسية"، عبر وسائل الإعلام في أواخر عام 2018. ووفق كلماتها، "عرض مثل هذا [لدار فيكتوريا سيكريت] يحتفي بذلك، ويتيح لنا جميعاً بأن نكون نسخة أفضل من أنفسنا. وسواء تعلق بارتداء الكعب العالي أو وضع الماكياج أو ارتداء قطعة ملابس داخلية جميلة، إذا كنت مسيطراً على نفسك وتستلهم القوة من نفسك، فهذا أمر مثير". وبطبيعة الحال، فمن المريح جداً أن تتماشى هذه "النسخة الأفضل من أنفسنا" مع المعيار التقليدي الضيق للغاية للجاذبية [الجنسية] التي كانت تبيعها "فيكتوريا سيكريت".

 

ولكن، مع حلول أواخر العقد الأول من الألفية الثانية، حينما بدأت صناعة الأزياء في معالجة مشكلة التنوّع (ببطء)، شرعت "فيكتوريا سيكريت" في أن تبدو أكثر فأكثر كأنها غير متوافقة مع روح العصر. فبينما اتخذت العلامات التجارية الأخرى خطوات صغيرة في تسليط الضوء على عارضات بأجسام من الوزن الزائد على منصات عروض الأزياء وفي حملاتها الإعلانية، ظل عرض "فيكتوريا سيكريت" حكراً على النحيفات جداً.

 

"لقد استعددن للعرض كأنهن من رياضيي التحمُل، إذ التزمن بنظام غذائي مصمم بعناية وجداول تدريب مكثفة"

 

واستطراداً، أدى وضع عارضات الأزياء من صاحبات البشرة البيضاء في ملابس تفتقد إلى مراعاة البعد الثقافي (كأن تسير العارضة كلوس على منصة العرض مرتدية غطاء رأس مستوحى من الأميركيين الأصليين)، إلى زيادة مشكلة العلاقات العامة الصارخة والتي تفاقمت لاحقاً حينما أدلى مدير تسويق العلامة التجارية إد رازق بتعليقات مثيرة للجدل حول الأشخاص المتحولين جنسياً وعارضات الأزياء لديهن وزن زائد، لمجلة "فوغ" Vogue في عام 2018. وأثناء تذكره أسئلة النقاد، ذكر رازق "يبدو الأمر كسؤال لماذا لا يفعل عرضك هذا؟ ألا ينبغي أن يكون لديك متحولون جنسياً في عرضك؟". وأضاف [في رده على ذلك السؤال] "لا. لا، لا أعتقد أنه ينبغي لنا ذلك. حسناً لمَ لا؟ لأن العرض نوع من الفنتازيا الخيالية". وفي مكان آخر، ادّعى رازق أنه "لم يكن لدى أحد أي اهتمام" برؤية أجساد أكبر على منصة عرض "فيكتوريا سيكريت". واعتذر رازق لاحقاً، معترفاً بأن "ملاحظته بشأن إدراج عارضات متحولات جنسياً في عروض أزياء فيكتوريا سيكريت بدت غير حساسة". في المقابل، لم تجرِ معالجة تعليقاته حول العارضات اللواتي لديهن أجسام بحجم زائد.

في عام 2019، على خلفية انخفاض معدلات المشاهدة التلفزيونية وتدني المبيعات، أكدت "فيكتوريا سيكريت" إلغاء عروضها. وذُكر أن الشركة ستركز بدلاً من ذلك، على "تطوير" تسويقها. جاءت هذه الأخبار بعد أشهر قليلة من الكشف عن أن جيفري إبستاين قدم المشورة المالية لويكسنر، مؤسس دار "فيكتوريا سيكريت"، واستغل علاقته الشخصية بتلك العلامة التجارية كوسيلة لجذب النساء الشابات. وأخبر ويكسنر المستثمرين، "أن استغلالي من قبل شخص مريض للغاية، وماكر للغاية، ومنحرف للغاية، أمر يجعلني أشعر بالحرج لأنني كنت على صلة به". وأضاف، "لكن ذلك حدث في الماضي"، غادر الشركة في العام التالي.

ومنذ ذلك الحين، انخرطت "فيكتوريا سيكريت" ببعض المحاولات البارزة بهدف تصحيح أخطاء الماضي. إذ جعلت الشركة غالبية أعضاء مجلس إدارتها من النساء. وتخلوا عن فكرة "الملائكة" لمصلحة فكرة "فيكتوريا سيكريت الجماعية" VS Collective الجديدة التي تضم في صفوفها الممثلة [الهندية] بريانكا شوبرا، ونجمة كرة القدم الأميركية ميغان رابينو، وعارضة الأزياء صاحبة الوزن الزائد بالوما إلسيسر. في العام الماضي، أطلقت الشركة حملة إعلانية ضمت مجموعة أكثر تنوعاً من النساء مصحوبة بشعار "لقد تغيرنا"، ويفترض [أن التغيّر] إلى شيء "يتطور باستمرار" و"حقيقي".

ما مدى "التغيير" الذي طرأ على "فيكتوريا سيكريت" بالفعل؟

يتميز العرض الأخير بمجموعة من العارضات صاحبات الوزن الزائد، بما في ذلك إلسيسر، لكن عديداً من عارضات "فيكتوريا سيكريت" السابقات بقينَ موجودات، بما في ذلك كانديس سوانبويل، وليلي ألدريدج، وأدريانا ليما. وبالتالي، من المحتم أن تلك الإيماءات إلى تنوع أشكال الأجسام تبدو سطحية بعض الشيء فيما لا تزال الرؤية المهيمنة متجسدة في نساء نحيفات بشكل مبالغ به يستعرضن ذهاباً وإياباً على المدرج، على رغم أن المدرج بات يلتف الآن حول مبنى في برشلونة بدلاً من مبنى فندق فاخر في مدينة نيويورك. وكذلك أصبحت الملابس أيضاً تحمل طابعاً فنياً أكثر وفاضحة بشكل أقل هذه المرة. ومن حسن الحظ أنه لم تظهر تلك القصص الإعلامية المعتادة حول التمارين الرياضية الشديدة والنظام الغذائي القاسي في الفترة التي سبقت الحملة، لكن هذا لا يعني أن تلك الممارسات قد انتهت تماماً.

واستكمالاً، صرح راؤول مارتينيز، المدير الإبداعي للعلامة التجارية، قبل إطلاق الفيلم، "لم ننس ماضينا، لكننا نتحدث أيضاً إلى الحاضر". في عصر تتسيد فيه علامات الملابس الداخلية الأكثر ديناميكية وشمولاً في التنوع، على غرار العلامة التجارية للمغنية ريهانا "سافيج إكس فينتي" "Savage x Fenty"، لا يمكن لعرض "فيكتوريا سيكريت" إلا أن يبدو كأنه من الماضي. وطالما أن إرثها المتمثل في معايير الجسم المستحيلة ما زال حياً بالنسبة إلى كثيرين منا، فإن كل محاولة لإضفاء طابع التمكين على ذلك المشهد، تبدو جوفاء للغاية بالفعل.

© The Independent

المزيد من منوعات