Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة سرية تعارض خطوة سوناك بإلغاء نظام السكك الحديدية العالي السرعة

"اندبندنت" اطلعت على تفاصيل تكشف العواقب الوخيمة التي ينطوي عليها هذا الإجراء فيما يقول بوريس جونسون إن سوناك يكون قد "فقد عقله" إذا أقدم على هذا القرار

مخاوف من أن إيقاف خط السكة الحديد الجديد العالي السرعة في ضواحي غرب لندن من شأنه أن يفاقم الضغط على خط إليزابيث الجديد في العاصمة، (غيتي)

ملخص

وثيقة مسربة تفيد أن رئيس الوزراء على علم بتداعيات التوقف خط السكة الحديد.

يتجه ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، إلى إلغاء جزء من نظام السكك الحديدية العالي السرعة، أو "أتش أس 2" HS2 اختصاراً، في بلاده على رغم أن دراسة سرية أمرت بها الحكومة قد نبهته إلى أن هذه الخطوة ستفضي إلى حال من الارتباك والفوضى في حركة السفر والركاب، بحسب ما كشفت "اندبندنت".

الوثيقة المسربة، التي جاء إعدادها قبل انعقاد محادثات في شأن نظام السكة الحديد السريع بين رئيس الوزراء ووزير الخزانة جيريمي هانت، والمصنفة على أنها ملفات حكومية "رسمية حساسة"، أمرت وزارة النقل بإعدادها هذا العام في إطار سعيها إلى استكشاف تدابير لتوفير التكاليف بعدما تفاقمت ميزانية إعادة بناء محطة "يوستون"، عند الطرف الجنوبي لخط السكة الحديد السريع، بمقدار 2.2 مليار جنيه استرليني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الوثيقة المسربة، التي اطلعت عليها "اندبندنت"، وجدت أن عدم إعادة إنشاء مركز السكة الحديد المزدحم على النحو المخطط له في إطار المرحلة الأولى من المشروع البالغة كلفتها 45 مليار جنيه استرليني سيؤدي إلى حال من الفوضى في السفر، بما في ذلك طوابير الركاب الطويلة التي لا تنتهي والاكتظاظ الذي سيترتب عنه "تجاوز صارخ لمستويات راحة الركاب المعروفة". كذلك حذرت من أن إغلاق المحطات ربما يصبح إجراء "شائعاً" خلال العقد المقبل.

وذكرت مصادر في قطاع السكة الحديد في بريطانيا أنه سيتعين على الأرجح إغلاق محطة "يوستون"، التي تعتبر المحطة الأكثر ازدحاماً في مترو الأنفاق في بريطانيا، في أوقات الذروة، وذلك "بصورة يومية تقريباً" شأن بعض المحطات في مترو أنفاق لندن التي يصار إلى إغلاقها لتلافي حوادث التصادم.

ويجيء ذلك في وقت يستعد رئيس الوزراء البريطاني لإلقاء خطاب في مؤتمر يعقده "حزب المحافظين"، الأسبوع المقبل، بعدما كشفت "اندبندنت" أنه يعتزم وقف جزء من مشروع السكة الحديد العالي السرعة، ووسط وابل من الانتقادات وجهها كبار رجال "حزب المحافظين"، وشركات عدة، وعدد من رؤساء بلديات المناطق.

وكان بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، آخر الشخصيات البارزة التي تحذر من أن سوناك وهانت يكونان قد "فقدا عقلهما" إذا ما تخليا عن مشروع السكة الحديد السريع، منضماً بموقفه هذا إلى أمثال وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن واللورد والوزير السابق مايكل هيسيلتاين، اللذين انتقدا عدم التزام الحكومة بناء الشبكة كاملة.

جونسون الذي كان ألغى بدوره جزءاً من المشروع [من برمنغهام] إلى ليدز عندما كان رئيساً للوزراء وكان سوناك مستشاراً له، قال إن القرار في شأن إنشاء السكة الحديد شكل "نقطة محورية" بالنسبة إلى المملكة المتحدة "في وقت نحتاج فيه إلى إظهار أننا كبلد ما زلنا نملك الشجاعة والطموح المطلوبين".

في الحقيقة، يزداد إقبال الركاب على محطة "يوستون"، حتى من دون وجود خط السكة الحديد العالي السرعة، وكان مخططو النقل يعولون على "تقلص الازدحام" في المبنى الضيق والمكتظ الذي يعود تاريخه إلى ستينيات القرن الـ20 من طريق التحديث المقترح للمحطة، الذي كان من المقرر تنفيذه كجزء من مشروع السكة الحديد العالي السرعة.

يرد في الورقة المسربة، التي تبين النتائج الواردة في النمذجة الحاسوبية، إنه يبدو "واضحاً بقدر معقول أن مناطق متعددة في محطة "يوستون" تصل إلى سعتها الاستيعابية" حتى من دون أن تنقل خدمة السكة الحديد العالي السرعة ركابها الإضافيين إلى المحطة.

ويأتي هذا التحذير بعدما أثار عمدة لندن صادق خان ومخططو النقل مخاوف من أن إيقاف خط السكة الحديد الجديد العالي السرعة في ضواحي غرب لندن من شأنه أن يفاقم الضغط على خط إليزابيث الجديد في العاصمة، الذي على رغم اكتظاظه أصلاً، سيتعين الاعتماد عليه في نقل الركاب إلى وسط لندن.

وقال مصدر في قطاع السكة الحديد، إننا إزاء "مثال آخر على عدم إدراك الحكومة البريطانية عواقب أفعالها. من دون إعادة الإنشاء المخطط لها في إطار نظام خط السكة الحديد العالي السرعة، سـ[تنجر يوستون إلى] فوضى عارمة في غضون عقد من الزمن، وليس مستبعداً أن تضطر إلى الإغلاق كل يوم تقريباً من أجل سلامة الركاب. أي شخص قصد المحطة، أخيراً، يعرف أنها مكتظة جداً خلال فترات الذروة، ولا ينفك الوضع يزداد سوءاً".

وأضاف المصدر نفسه أن "محطة مترو الأنفاق تعاني نقصاً شديداً في سعتها الاستيعابية لحجم حركة المرور اليوم، فما بالكم ببدء تشغيل خط السكة الحديد العالي السرعة. هذه الأسباب تحملنا على تنفيد العمل بشكل صحيح، وليس التخلي عنه.

وكانت الوثيقة الأخيرة التي اطلعت عليها صحيفة "اندبندنت" ترمي إلى دراسة بدائل عن خطط إعادة الإنشاء الحالية، ولكنها خلصت إلى وجود مشكلات كبيرة في جميع الخيارات البديلة.

واعتبر أن الإجراء الأقل ضرراً لتوفير التكاليف المضي قدماً في المقترحات الحالية، ولكن بتقسيمها إلى مرحلتين، على رغم أن صحيفة "اندبندنت" تدرك أن مسؤولي النقل يعتريهم القلق من أن هذا ربما يتسبب بمشكلات أكثر عوضاً عن حل المشكلات الموجودة إذ يعرقل حركة النقل لفترة أطول.

كشفت صحيفة "اندبندنت" هذا الشهر أن سوناك يفكر في قطع الطريق النهائي لخط السكة الحديد العالي السرعة إلى يوستن، وكبديل عن ذلك إنهاء الخط في أولد أوك كومون في غرب العاصمة في محاولة لتوفير المال. كذلك يبحث في إلغاء القسم الأخير من الخط إلى مانشستر.

ولكن الانتقادات المتزايدة، التي أدت أيضاً إلى انقسام مجلس الوزراء، تعني أن القرار النهائي، الذي كان متوقعاً أصلاً قبل عقد مؤتمر "حزب المحافظين" الأسبوع المقبل، قد أرجئ حتى ميزانية الخريف على أقل تقدير.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، إن الأخيرة لم تعلق على التسريبات، مضيفاً أن "تنفيذ مشروع خط السكة الحديد العالي السرعة يجري على قدم وساق، ونصب تركيزنا على الانتهاء منه".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار