Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما أثر الحرب في موانئ السودان؟

أجلت الفارين عبر البحر الأحمر منذ فوضى المعارك فضلاً عن استقبال مواد الإغاثة التي وصلت إلى البلاد

يبلغ طول ميناء بورتسودان أكثر من 800 كيلومتر   (اندبندنت عربية – حسن حامد)

ملخص

أسهمت موانئ بورتسودان في إجلاء الهاربين من الحرب عبر البحر الأحمر

يعد ميناء بورتسودان الذي يقع على ساحل البحر الأحمر أحد أكبر وسائل النقل البحري إقليمياً ودولياً ويعود تاريخه إلى فترة الحكم الثنائي الإنجليزي- المصري (1899- 1956)، إذ افتتح رسمياً في الرابع من أبريل (نيسان) 1909 على يد الخديوي عباس حلمي الثاني واللورد كرومر.

يبلغ طول ميناء بورتسودان أكثر من 800 كيلومتر وتم تقسيمه إلى سبعة موانئ ليصبح هيئة الموانئ البحرية، وتكمن أهميته في أنه يعد مرفقاً استراتيجياً لحركة صادرات وواردات السودان، إضافة إلى ربطه بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا.

الصراع الدائر في الخرطوم منذ منتصف أبريل الماضي أثر بشكل كبير في حركة الميناء حيث تتكدس الحاويات والشاحنات، إلى جانب مخاوف أصحاب شركات الاستيراد والتصدير من إرسال السفن وصعوبة تفريغها، لكن ما رؤية وجهود هيئة الموانئ البحرية والجمارك في تذليل الصعاب والمشكلات التي تواجه الميناء خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد؟

حركة دؤوبة

المدير العام لهيئة الموانئ البحرية محمد حسن مختار أوضح أنه على رغم تداعيات الأزمة التي يعانيها السودان إلا أن ميناء بورتسودان الذي يعد أكبر مرفق على المستوى الإقليمي والدولي يشهد حركة دؤوبة للبواخر المحملة بالواردات والصادرات من دون توقف، فضلاً عن دوره في حركة الإجلاء عبر البحر الأحمر منذ الشرارة الأولى للحرب، إضافة إلى استقبال المواد الإغاثية التي وصلت إلى البلاد من دول عدة.

 

 

وأضاف أن ميناء بورتسودان قسّم إلى موانئ فرعية في مقدمتها الميناء الجنوبي المتخصص في الحاويات والشمالي الذي يختص في نقل البضائع العامة والزيوت وصادرات المواشي والسلع المصبوبة مثل الأسمنت والمحاصيل كالقمح والسماد والميناء الأخضر لاستقبال البواخر المحملة بالبضائع، وقد سجلت أرقاماً قياسية في حركة البواخر، وهناك أيضاً ميناء الأمير عثمان دقنة المعروف بـ"بوابة السودان" المتخصص في خدمات الركاب والبضائع المتوجهة إلى السعودية وميناء الخير وهو خاص بالمشتقات البترولية وميناء أوسيف لتصدير خام الحديد والمعادن وميناء هيدوب لصادرات الثروة الحيوانية والسمكية.

وأشار مختار إلى أن الميناء شهد توقفاً عن العمل خلال الفترة الأولى من الحرب، مما أدى إلى اكتظاظه بالحاويات والبضائع، بالتالي أصبحت عملية تفريغها صعبة، إضافة إلى توقف عمل الشاحنات التي تنقل البضائع إلى الخرطوم بسبب منع ميليشيات "الدعم السريع" عبورها إلى ولايات البلاد المختلفة، لكننا استطعنا التغلب على هذه المشكلة بتسيير الشاحنات إلى مدن عطبرة وكسلا ومدني وكوستي وتفريغها في مخازن ومن ثم توزيعها عبر طرق آمنة إلى مدن السودان المختلفة.

وأوضح أنه على رغم تداعيات الأزمة الحالية، فإن المؤشرات أظهرت أن هناك زيادة في أعداد البواخر التي وصلت إلى الموانئ، مما زاد من حركة الصادرات والحاويات والركاب والعربات والبرادات التي تحمل اللحوم المذبوحة فضلاً عن زيادة الواردات.

وتابع أنه في يوليو (تموز) الماضي استقبلت موانئ بورتسودان 81 باخرة تحمل 18166 حاوية و36386 راكباً و629 مركبة و690 براداً و7995 طبلية، كما وصلت إلى تلك الموانئ 91 باخرة في يونيو (حزيران) الماضي و112 باخرة خلال أغسطس (آب).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تكدس الحاويات

من جانبه أوضح المخلص الجمركي الطيب نافع بابكر أن حرب الخرطوم أثرت بشكل واضح في عملية التخليص الجمركي، تحديداً في الوارد الذي يعمل الآن بنسبة 10 في المئة، إذ يقتصر فقط على بعض السلع الضرورية الوافدة من مصر ودبي والسعودية، فيما تتوقف حركة الصادر لأن معظمه يأتي من العاصمة.

وأردف أن المشكلة الآن تكمن في تكدس الحاويات داخل الميناء نسبة إلى ارتفاع كلفة التخزين، مما زاد من مخاف التجار وعدم المخاطرة باستيراد سلع جديدة لا يعرفون مصيرها، خصوصاً أن هناك مشكلات في التسويق بسبب منع عبور الشاحنات إلى العاصمة، فضلاً عن توقف الدفع الإلكتروني الذي أدى إلى عرقلة المقاصة في البنوك وأصبح الدفع عبر شيكات معتمدة.

ونوه بابكر إلى أنه في حال استمرار الاشتباكات لن يكون هناك وارد من السلع المختلفة، وبالتالي سيتوقف عمل المخلص وقد تدخل التجارة الخارجية في أزمات تضاف إلى أزمة البلاد.

 

توقف الشاحنات

في السياق قال سائق إحدى الشاحنات يدعى عمر عبدالله إن "العاملين في قطاع النقل، بخاصة سائقي الشاحنات توقف عملهم بسبب معارك الخرطوم، مما انعكس سلباً في أوضاعهم المعيشية"، مضيفاً أن الوصول إلى أسواق الخرطوم التي تعتبر أكبر مسوق بات مستحيلاً واقتصر الوارد على مدن محددة في البلاد.

وأردف أنه من أسباب تأثر قطاع النقل أيضاً انحسار نشاط الميناء جراء مخاوف شركات التصدير والاستيراد، لذلك نتمنى من طرفي الصراع إنهاء هذه الحرب العبثية حتى تعود الحياة لطبيعتها وأن يعود الميناء لسابق عهده فتعج الطرقات بحركة الشاحنات.

خطط مستقبلية

مسؤول العلاقات العامة في الموانئ حسن عثمان حسن أكد أنها تعمل مع مكونات داعمة لاجتذاب النصيب الأكبر من التجارة الخارجية، خصوصاً مع دول الجوار المغلقة مثل إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.

وأشار إلى أنه على رغم ما أحدثته الحرب من آثار سلبية، فإن هئية الموانئ البحرية تعقد اجتماعات دورية للوقوف على معوقات العمل ووضع حلول لها، إلى جانب الاتفاقات التي تبرم مع دول لتطوير الأداء من ضمنها الصين لبناء أسطول بحري، وكذلك الاتفاق مع إثيوبيا على منحها ميناء خاصاً على البحر الأحمر، إضافة إلى مصادقة السودان على اتفاقات دولية لحماية البحار والملاحة البحرية من أخطار التلوث الناتج من حركة تفريغ سفن النفط والغاز.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير