عوائد السندات الأميركية المرتفعة تحاصر الأسهم الأوروبية

واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها اليوم الثلاثاء وسط ضغوط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية والدولار على الأصول عالية الأخطار مثل الأسهم والسلع الأولية، فيما أثرت توقعات متشائمة من قطاع الوساطة المالية في شركات بيع الأزياء بالتجزئة.
وأدت بيانات اقتصادية قوية وإقرار الكونغرس الأميركي مشروع قانون للتمويل من أجل تجنب إغلاق الحكومة الاتحادية إلى صعود الدولار لأعلى مستوى في 11 شهراً وكذلك عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات لذروة جديدة لم تشهدها منذ أعوام.

إلى ذلك هبط مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.3 في المئة ليحوم حول أدنى مستوى في ستة أشهر الذي لامسه في الجلسة السابقة وسجلت أسهم شركات المرافق والتعدين أكبر الخسائر على مستوى القطاعات.
وتراجع سهم شركة "زالاندو" الألمانية لبيع الأزياء بالتجزئة عبر الإنترنت 2.8 في المئة بعدما خفض "دويتشه بنك" توقعاته لأرباحها المعدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب، في حين هبطت أسهم شركة "بربري" البريطانية للسلع الفاخرة 3.1 في المئة بعدما خفضت "يو بي إس" توصيتها.
وفي قطاع الرعاية الصحية، قفز سهم "نوفو نورديسك" 1.9 في المئة بعد أن رفضت لجنة في مكتب براءات الاختراع الأميركي طلبات من شركة "ميلان" للصناعات الدوائية لمراجعة صلاحية براءات اختراع لشركة "نوفو" تغطي المادة الفاعلة في أدوية لإنقاص الوزن والسكري.

"نيكاي" الياباني يتراجع لأدنى مستوى في 4 أشهر

وفي أقصى شرق القارة الآسيوية تراجع مؤشر "نيكاي" الياباني إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر مع تأثر معنويات المستثمرين بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وتعهد مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بإطالة أمد تشديد السياسات المالية.
وواصل "نيكاي" خسائره في فترة ما بعد الظهيرة وانخفض إلى 31157.40 للمرة الأولى منذ الأول من يونيو (حزيران) الماضي قبل أن يغلق متراجعاً 1.64 في المئة عند 31237.94 نقطة.

ومن بين 225 شركة على المؤشر، هوت أسهم 211 وقفزت أسهم 11 شركة فيما بقيت أسهم ثلاث شركات من دون تغيير، وتراجع سهما "تويوتا موتور" 3.05 في المئة و"مازدا" ستة في المئة.

في غضون ذلك خسر مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً نحو 1.68 في المئة، وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى لها في 16 عاماً فوق 4.7 في المئة الليلة الماضية، مما دفع الين إلى أدنى مستوياته في عام عند نحو 150 يناً مقابل الدولار.

الذهب يهبط للجلسة السابعة

على صعيد أسواق المعادن النفيسة استمرت عمليات بيع الذهب، مسجلاً أطول سلسلة خسائر منذ أغسطس (آب) 2022 في الجلسة الأخيرة بعدما أكد مسؤولو مجلس الاحتياط الاتحادي احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1817 دولاراً للأوقية (الأونصة)، وانخفض للجلسة السابعة على التوالي مسجلاً أدنى مستوياته منذ التاسع من مارس (آذار) الماضي، بينما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 في المئة إلى 1833.40 دولار.
إلى ذلك قفز الدولار مسجلاً ذروة 10 أشهر مجدداً، في حين بلغت عوائد سندات الخزانة مستوى مرتفعاً جديداً هو الأعلى في 16 عاماً بعدما أظهرت بيانات أمس الإثنين أن الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة اتخذت خطوة أخرى نحو التعافي في سبتمبر الماضي.
يشار إلى أن ارتفاع الدولار وعوائد السندات يؤثران في أسعار المعدن الأصفر الذي يسعر بالدولار ولا يدر عائداً.

وتعليقاً على ذلك قال محلل الأسواق المالية لدى "كابيتال كوم"
 كايل رودا، "بكل بساطة، فوجئ الجميع بمتانة الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك صناع السياسات".

ويأتي ذلك في وقت يؤكد مسؤولو مجلس الاحتياط الاتحادي أن "السياسة النقدية ينبغي أن تظل مقيدة لبعض الوقت لخفض التضخم إلى المعدل المستهدف الذي يبلغ اثنين في المئة".
أما بالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، فتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.4 في المئة إلى 20.77 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى في ستة أشهر ونصف، بينما انخفض البلاتين 0.8 في المئة إلى أدنى مستوى خلال عام عند 869.90 دولار ونزل البلاديوم 0.1 في المئة إلى 1200.04 دولار.