ملخص
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات التي تقاتل في شمال شرقي البلاد أمس الثلاثاء، واجتمع مع القادة لمناقشة الوضع في ساحة المعركة في واحدة من أكثر الجبهات احتداماً في الحرب مع روسيا.
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيلقي قريباً "خطاباً مهماً" بشأن أهمية دعم أوكرانيا، وقال بايدن لصحافيين في البيت الأبيض "سألقي قريباً جداً خطاباً مهماً سأتطرق فيه إلى هذه المسألة ولماذا من المهم جداً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا أن نحافظ على التزامنا".
ذخائر مصادرة
وفي خطوة لافتة، أعلن الجيش الأميركي أنه سلّم أوكرانيا ذخائر أسلحة صغيرة صادرها أثناء نقلها من القوات الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن.
وقالت القيادة المركزية للجيش "سنتكوم"، في بيان، إن "الحكومة الأميركية نقلت حوالى 1,1 مليون طلقة عيار 7,62 ميليمتراً إلى القوات المسلحة الأوكرانية" الإثنين، وأضافت أن القوات البحرية الأميركية صادرت الذخيرة في ديسمبر (كانون الأول) 2022، أثناء "نقلها من الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين في اليمن"، وتابعت أن "الحكومة حصلت على ملكية هذه الذخائر في 20 يوليو (تموز) 2023، من خلال مطالبات المصادرة المدنية التي رفعتها وزارة العدل" ضد الحرس الثوري الإيراني.
مساعدات لأوكرانيا
في هذا الوقت، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أنه "مقتنع" بأن الولايات المتحدة ستستمر في توفير مساعدات لأوكرانيا على رغم الانقسامات السياسية التي تشهدها واشنطن، وقال لصحافيين في برلين غداة مكالمة هاتفية أجراها الرئيس جو بايدن مع حلفاء بلده بشأن هذا الملف "أنا مقتنع جداً بأن الكونغرس الأميركي سيقدّم الدعم اللازم لأوكرانيا".
أنظمة الدفاع الجوي
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده التي تشهد نزاعاً مدمراً تبذل كل ما بوسعها كي تحصل على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال خلال كلمته المسائية المعتادة، "نفعل كل ما بوسعنا من أجل أن تتزود أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي قبل الشتاء"، مضيفاً "الآن نحن بانتظار بعض القرارات من شركائنا".
ويرى زيلينسكي أن على المناطق الأوكرانية أن تقوم بحماية المنشآت الحيوية وتنفيذ أعمال إعادة البناء الضرورية في أقرب وقت.
وكانت كييف قالت إن موسكو تستأنف حملة من الهجمات الجوية على منشآت البنية التحتية للطاقة التي حرمت العام الماضي ملايين الناس من التدفئة والمياه لفترات طويلة.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك دعت هذا الأسبوع إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تداعيات حملة قصف روسي على منظومة الطاقة لديها.
تحقيق النصر
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن أوكرانيا ستبذل قصارى جهدها لتحقيق النصر في حربها ضد روسيا، وتهدف إلى تجاوز فصل الشتاء دون فقد زمام المبادرة في ساحة المعركة.
وقال لقناة سكاي تي.جي24 الإيطالية متحدثا عبر مترجم "هناك إرهاق لكننا سنبذل قصارى جهدنا للنصر على عدونا، وسيستمر هجومنا المضاد، حتى ولو ببطء لصد العدو".
وأضاف أن بلاده تلمس دعم الولايات المتحدة في "هذه الأوقات الصعبة للغاية" وهي مقتنعة بأن هذا الدعم سيستمر في المستقبل.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حلفاء بلاده الغربيين إلى مواصلة تسليح أوكرانيا ليكون بإمكانها التصدي للغزو الروسي في ظل الشكوك المحيطة بالمساعدات العسكرية من قبل بعض البلدان.
وقال سوناك أمام مؤتمر المحافظين في شمال انكلترا "أقول ذلك لحلفائنا: إذا زوّدنا الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي بالأدوات، فسيُتم الأوكرانيون المهمة".
إسقاط مسيرات
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، إسقاط 31 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على مناطق بلغورود وبريانسك وكورسك المحاذية للحدود.
ولم ترد معلومات عن سقوط قتلى أو مصابين أو وقوع أضرار.
وقال حاكم منطقة بريانسك الروسية ألكسندر بوجوماز، إن القوات الأوكرانية أطلقت ذخائر عنقودية على قرى عدة في المنطقة الواقعة جنوب روسيا، وأضاف أن الهجمات لم تسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، لكنها ألحقت أضراراً بعدد من المنازل.
وتلقت أوكرانيا ذخائر عنقودية من الولايات المتحدة وتعهدت باستخدامها فقط من أجل القضاء على تجمعات لقوات العدو.
واتهم مسؤولون روس في بريانسك ومناطق أخرى محاذية لأوكرانيا مراراً القوات المسلحة الأوكرانية بتنفيذ عمليات قصف عشوائية.
والذخائر العنقودية محظورة في أكثر من 100 دولة. وعادة ما تطلق عدداً كبيراً من المقذوفات الأصغر حجماً التي يمكن أن تتسبب في سقوط قتلى بشكل عشوائي في منطقة واسعة، وقد تشكل تلك التي لا تنفجر خطراً لعقود مقبلة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت مساء أمس الثلاثاء، إنها أسقطت صاروخاً أوكرانياً قبالة ساحل شبه جزيرة القرم، وقال حاكم محلي عينته روسيا، إن أضراراً لحقت بمساكن بسبب سقوط حطام طائرة مسيرة.
وأضافت الوزارة في بيان أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت صاروخاً أوكرانياً من طراز "نبتون" فوق الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود قبالة ساحل شبه جزيرة القرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ميخائيل رازفوجييف، الحاكم الذي عينته روسيا لميناء سيفاستوبول، إن حطام الطائرة المسيرة سقط على سطح مبنى سكني، غير أنه لم يوقع إصابات، وتحطمت بعض النوافذ.
وقال رازفوزجييف على "تليغرام" إن خدمات الطوارئ تبحث كيفية إزالة المواد الناسفة من الموقع.
وكتب قائلاً "متخصصون من خدمات الطوارئ في سيفاستوبول موجودون الآن في الموقع وسيتخذ قرار بشأن نقل المواد الناسفة... ستظل جميع القوات والخدمات في حالة تأهب قتالي كامل".
وكثفت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية هجماتها على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
زيارة حرب
من جانبه، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات التي تقاتل في شمال شرقي البلاد أمس الثلاثاء، واجتمع مع القادة لمناقشة الوضع في ساحة المعركة في واحدة من أكثر الجبهات احتداماً في الحرب مع روسيا.
ولم يحدد زيلينسكي الموقع الذي زاره بالضبط، لكنه قال إنه اجتمع بألوية تقاتل في قطاع كوبيانسك-ليمان في شمال شرقي البلاد، حيث يقول الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات.
وقال الرئيس الأوكراني على موقع "إكس" "اجتمعنا مع قادة الألوية والكتائب لمناقشة الوضع في ساحة المعركة والقضايا الملحة والاحتياجات".
ونشر مكتب الرئيس أيضاً لقطات مصورة يظهر فيها زيلينسكي في أوقات مختلفة أثناء الزيارة وهو يصافح الجنود ويجلس إلى طاولة مع قادة ويستمع إلى إفادة من ضابط. ودأب زيلينسكي على تفقد القوات منذ هجوم موسكو واسع النطاق في فبراير (شباط) 2022.
ومنذ أن بدأت كييف هجوماً مضاداً في الشرق والجنوب قبل أربعة أشهر، حققت القوات الأوكرانية مكاسب تدريجية فحسب، لكن زيلينسكي رفض الانتقادات في الخارج بأن التقدم شابته استراتيجية عسكرية سيئة.
مساعدات كييف
من جانبه، اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، بقادة دول حليفة للولايات المتحدة لتأكيد استمرار بلاده في دعم أوكرانيا بعد أيام من استثناء المساعدات لكييف من اتفاق في "الكونغرس" الأميركي أتاح تجنب الإغلاق الحكومي في واشنطن.
وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن أجرى اتصالاً صباح أمس مع حلفائنا وشركائنا لتنسيق دعمنا المتواصل لأوكرانيا"، شارك فيه قادة كندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبولندا ورومانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إضافة إلى وزيرة الخارجية الفرنسية.
وأعلن "البيت الأبيض" أمس، أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية ستنقطع في غضون "بضعة أشهر" ما لم يوافق الجمهوريون المتشددون على حزمة تمويل جديدة لكييف.
أمة لا غنى عنها
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، "الحديث هنا، على الأرجح، عن بضعة أشهر تقريباً".
وواجه بايدن ضغوطاً لتهدئة مخاوف الحلفاء بعد أن توصل "الكونغرس" الأميركي في اللحظة الأخيرة السبت الماضي إلى اتفاق على الموازنة يتيح تجنب الإغلاق الحكومي، وبقيت المساعدات الجديدة لأوكرانيا خارج هذا الاتفاق بضغط من الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري.
ودعا الديمقراطي بايدن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي، قبل عزله في الساعات الأخيرة من مساء أمس، إلى الإسراع في إقرار مساعدات جديدة، مشدداً على أنه لا يمكن تحت أي ظرف عرقلة المعونة العسكرية الأميركية لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
وكتب بايدن عبر منصة "إكس" أن "على رئيس مجلس النواب مكارثي والغالبية الجمهورية أن يفوا بوعدهم ويضمنوا إقرار الدعم المطلوب لمساعدة أوكرانيا في دفاعها عن نفسها".
وتابع "نحن أمة لا غنى عنها في هذا العالم، فلنتصرف على هذا الأساس"، محذراً من أن الوقت ينفد لأن التمويل الحالي شارف على نهايته.
واستغل "الكرملين" التجاذب السياسي الراهن في واشنطن للتصويب على الدعم الغربي لأوكرانيا في الحرب التي بدأت أواخر فبراير 2022.
الدعم العبثي المتعب
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس الأول الإثنين، إن "التعب من الدعم العبثي تماماً لنظام كييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة".
وردت نظيرته الأميركية كارين جان بيار بالقول "إذا كان بوتين يعتقد أنه يستطيع الصمود أكثر منا فهو مخطئ"، مضيفة أن هناك تحالفاً غربياً كبيراً يدعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستعلن قريباً مساعدة جديدة للقوات المسلحة الأوكرانية من ضمن موازنة بقيمة 113 مليار دولار سبق أن أقرها "الكونغرس".
لكن الاتفاق في شأن الإنفاق الحكومي قد يعلق إجراءات إقرار حزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة ستة مليارات دولار.
والولايات المتحدة هي أبرز الداعمين لأوكرانيا في مواجهة روسيا وبفارق كبير عن الدول الغربية الأخرى.
وقدر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أخيراً المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لكييف بزهاء 47 مليار دولار.