هدف ليفربول الملغى يثير ضجة جديدة حول تكنولوجيا التحكيم

كشفت لجنة الحكام الإنجليزية، مساء أمس الثلاثاء، عن التسجيل الصوتي لطاقم حكام مباراة ليفربول وتوتنهام هوتسبير، بعد اعترافها بصحة الهدف الملغى بداعي التسلل الذي أحرزه لويس دياز في اللقاء الذي أقيم ضمن الجولة السابعة من منافسات الدوري الإنجليزي.

وكانت أزمة نشبت السبت الماضي، بعد اعتراف لجنة الحكام بصحة الهدف، وقالت في بيان رسمي إن الحكم ارتكب خطأ بشرياً كبيراً، وإنه كان واضحاً وكان يجب احتسابه من قبل حكم الفيديو المساعد أثناء الإعادات، وهو ما لم يحدث لتأتي ردود فعل قوية على الواقعة.

ورد ليفربول في بيان رسمي على ما قالته لجنة الحكام بشأن المباراة، وقال النادي "نحن نتقبل الضغوط التي يعمل بها الحكام في المباريات، ولكن من المفترض أن يتم تخفيف هذه الأمور وليس تتفاقم بعد وجود تقنية الفيديو، ولم يكن مرضياً عدم إتاحة الوقت الكافي للسماح للحكام باتخاذ القرار الصحيح"، مشيراً إلى سرعة فحص الحالة مما ترتب عليه إلغاء الهدف بسبب التسلل.

الكشف عن التسجيل الصوتي

كشفت لجنة الحكام الإنجليزية، أمس الثلاثاء، عن التسجيل الصوتي بين حكام مباراة ليفربول وتوتنهام لتكشف عن تفاصيل إلغاء الهدف والسبب وراء سرعة اتخاذ القرار الذي سبب الأزمة.

وقالت اللجنة في البيان "كما ذكرنا بعد المباراة يوم السبت، اعترفنا في بيان بحدوث خطأ بشري كبير خلال المباراة، الذي ندرك أنه كان يجب أن يؤدي إلى احتساب هدف من خلال تدخل تقنية الفيديو".

وأضاف البيان "كما هي الحال مع جميع حالات تسجيل الأهداف، قام فريق الفيديو بفحص كل جانب من جوانب الهدف، بعد أن ألغى حكم الساحة الهدف بداعي التسلل، بدأت مرحلة التحقق وعملية مراجعته بالفيديو وتم تنفيذها بشكل صحيح، وكان فحص دقيق بوضع الخطوط ثنائية الأبعاد".

وكشفت اللجنة أن القرار جاء بسبب عدم التركيز من طاقم الحكام، حين لم ينتبه حكم الفيديو المساعد لقرار حكم الساحة، وقال له "اكتمل التحقق" على أساس أنه احتسب هدفاً، وهو ما تم عكسه داخل أرض الملعب، ليستأنف اللعب.

وأضاف البيان أن طاقم الفيديو حاول إيقاف حكم المباراة بعد استئناف اللعب، ولكن كان لاعبو توتنهام نفذوا الركلة الحرة غير المباشرة، ليمنع ذلك حكم الساحة العودة في القرار لأنه سيكون مخالفاً لبروتوكول تقنية الفيديو.

وبذلك جاء اللغط في الواقعة بسبب عدم انتباه مسؤول الإعادات في غرفة تقنية الفيديو أن القرار المتخذ داخل أرض الملعب هو (تسلل)، وحكم الفيديو المساعد صدق على القرار أنه (هدف)، ودار حوار بين الثنائي عقب استئناف اللعب لأجل العودة، ولكن منعهم بروتوكول تقنية الفيديو من ذلك حسب ما تنص عليه لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

استبعاد الحكام

كشفت تقارير صحافية، عن قرار من لجنة الحكام الإنجليزية، بشأن حكم تقنية الفيديو في الأزمة، الذي تقرر استبعاده من مباريات الجولة الثامنة من منافسات الدوري الإنجليزي، بعدما أعفي أيضاً من مباراتين في الجولة السابعة عقب لقاء ليفربول وتوتنهام، وكان من ضمنهم تشيلسي وفولهام، وهذا بسبب الخطأ الكارثي الذي ارتكبه.

التكنولوجيا وكرة القدم

دخلت التكنولوجيا بشكل كبير في عالم كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، فبعد ظهور تقنية الفيديو بشكل رسمي في أكثر البطولات حول العالم الآن، استخدمت تقنية التسلل شبه الآلي الذي يساعد في ضبط هذه الحالات بشكل دقيق.

ولكن على رغم مساعدة التكنولوجيا في عالم كرة القدم بشكل كبير، طالتها خلال السنوات الماضية كثير من الانتقادات بخاصة تقنية الفيديو بسبب بعض الحالات الجدلية التي كانت نتيجة لتسرع بعض الحكام في اتخاذ القرار أو تطبيق البروتوكول بشكل خاطئ، وكان آخرها حالة ليفربول وتوتنهام في الجولة الماضية من منافسات الدوري الإنجليزي.

ودخول تقنية الفيديو أو التكنولوجيا بشكل عام في عالم كرة القدم ساعد كثيراً في تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والنزاهة في أغلب المسابقات حول العالم، ولكن تمت مهاجمتها في بعض الأحيان وقت سوء الاستخدام من قبل أطقم الحكام، على سبيل المثال أخذ وقت طويل من أجل اتخاذ القرار، وهو ما يتسبب في التأثير في سير أداء الفريقين داخل الملعب.

توقعات بتغيير بروتوكول "الفيديو"

سادت حالة من الجدل عقب واقعة مباراة ليفربول وتوتنهام على الصعيد الدولي، بخاصة أن إلغاء الهدف تحكم بشكل كبير في نتيجة اللقاء، وطالب البعض تعديلاً في بروتوكول تقنية الفيديو بسبب عدم قدرة طاقم التحكيم العودة في لقاء السبت الماضي، عقب استئناف توتنهام اللعب.

وأوضح الحكم الدولي المصري جهاد جريشة في تصريحات لـ "اندبندنت عربية" أنه يتوقع في الاجتماع المقبل من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير بعض البنود في بروتوكول تقنية الفيديو، وقال "أتوقع أن هناك تغييرات في هذه الأمور خلال الاجتماع المقبل، حتى يقلل بعض الأخطاء البشرية التي يقع فيها الحكام في المباريات على رغم وجود تقنية الفيديو التي من المفترض أن تنهيها تماماً".

وعن إن كانت تقنية الفيديو وضعت الحكام تحت ضغط في المباريات أم لا، قال "بالعكس، تقنية الفيديو تساعدهم في الوصول للقرار الصحيح، حتى إذا كان البعض يسعى لعدم استغراق وقت طويل، إلا أن البعض يتريث للوصول إلى أفضل قرار ممكن، وما يتم ارتكابه من أخطاء تكون بسبب الطبيعة البشرية فقط".

وتحدث جريشة عن حالة ليفربول وتوتنهام، قائلاً "الخطأ جاء بسبب عدم التركيز ليس أكثر، حكم تقنية الفيديو اعتقد أن زميله في الملعب احتسبها هدفاً، فكان يصدق على القرار فتفاجأ أن القرار كان تسللاً وتم استئناف اللعب، ويمنع بروتوكول الفيديو الحكام من العودة لمراجعة القرار في هذه الحالة".

واتفق الحكم الدولي السوري السابق جمال الشريف مع جريشة في أن الواقعة بسبب خطأ بشري وسوء فهم بين الحكم المساعد في الملعب وبين زملائه في غرفة تقنية الفيديو.

وقال في تصريحات لـ "اندبندنت عربية" عن بروتوكول الفيديو "بعيداً من حالة مباراة ليفربول وتوتنهام، هناك بعض البنود التي تحتاج لتعديل في هذا البروتوكول من أجل الوصول إلى العدالة الكاملة في لعبة كرة القدم، وتحقيق التكافؤ بين الفرق داخل الملعب والوصول للقرار الصحيح في الحالات الجدلية".

وأضاف الشريف "التكنولوجيا بشكل عام وتقنية الفيديو بخاصة لم تضع ضغطاً على الحكام بل بالعكس، يجب أن تكون عاملاً مساعداً لهم من أجل الوصول إلى العدالة، وحالة ليفربول وتوتنهام كان يجب على الطاقم التريث والصبر في اتخاذ القرار، وهو ما أحدث سوء الفهم بينهم، حتى لم يتسن لحكم الفيديو معرفة قرار زميله المساعد داخل المستطيل الأخضر، وهو ما تسبب في هذا اللغط".