ملخص
لجأ إيدي هاو مدرب نيوكاسل للضغط بقوة على لاعبي باريس سان جيرمان لإفساد أسلوب لعب لويس إنريكي
تعرضت آمال باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم لضربة شديدة بعد سقوطه المدوي بنتيجة (4-1) على يد مضيفه نيوكاسل الإنجليزي في المباراة التي استضافها إستاد "سانت جيمس بارك" بالجولة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا.
رفع الانتصار الكبير رصيد نيوكاسل إلى أربع نقاط ليحتل صدارة المجموعة السادسة، وتوقف رصيد الفريق الباريسي عند ثلاث نقاط في المركز الثاني، متفوقاً على ميلان الإيطالي الذي جمع نقطتين من أول مباراتين، بينما تذيل بوروسيا دورتموند الألماني المجموعة بنقطة واحدة.
وجاءت خسارة باريس الثقيلة على يد نيوكاسل لتدق ناقوس الخطر في ما يتعلق بمستوى البطل الفرنسي ومدى قدرته تحت قيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي على مقارعة كبار القارة العجوز على لقب دوري الأبطال، الذي بدا خلال السنوات الأخيرة أن مصير كل شيء في النادي العاصمي يدور من حوله.
ولم يأت سقوط باريس في دوري الأبطال بمنأى عن مسيرته المتذبذبة في الدوري الفرنسي هذا الموسم، إذ يحتل الآن المركز الخامس في جدول الترتيب العام بعد مرور سبع جولات برصيد 12 نقطة، خلف موناكو وإستاد بريست وإستاد ريمس ونيس على الترتيب.
وتعرض سان جيرمان لثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة في الدوري قبل الهزيمة الكبيرة من نيوكاسل في دوري الأبطال، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تحمل الفريق للعب أمام فرق تستخدم أسلوب الضغط العالي ولا تترك له مساحات لبناء الهجمات والتدرج بالكرة عبر الخطوط.
وبدأ سان جيرمان المباراة بأسلوب هجومي معتمداً على الثنائي مانويل أوغارتي ووارن زائير إيمري في منتصف الملعب خلف كيليان مبابي وغونكالو راموس وعثمان ديمبيلي وراندال كولو مواني في خط الهجوم، لكنه لم يتمكن من التعامل مع سرعة وتيرة أداء نيوكاسل الذي هز شباكه بأول هدفين في الدقيقتين 17 و39، وبعد تقليص باريس الفارق عبر لاعبه لوكاس هيرنانديز في الدقيقة 56، أضاف نيوكاسل الهدفين الثالث والرابع في الدقيقتين 50 و90.
وحاول مدافع سان جيرمان لوكاس هرنانديز تفسير سقوط فريقه حين قال "ضغطوا علينا في منتصف الملعب حيث كنا أقل عدداً، لم يكن الأمر سهلاً".
وكان من الواضح أن الفريق الفرنسي بحاجة إلى مزيد من السيطرة في وسط الملعب بخاصة في منتصف المباراة قبل تسجيل أصحاب الأرض الهدفين الثالث والرابع المدرب إنريكي لم يدخل أي تغيير على التشكيلة بين الشوطين.
وبلغت نسبة استحواذ باريس سان جيرمان على الكرة 70 في المئة، لكنه لم يتمكن من صناعة فرص حقيقية كبيرة وارتكب عديداً من الأخطاء الفادحة بينها إخفاق ماركينيوس في إبعاد الكرة مما تسبب في تسجيل ميغيل ألميرون الهدف الأول لصاحب الأرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثيراً ما تلقى إنريكي انتقادات لاذعة لأسلوب لعبه المعتمد على التمرير الكثيف والاستحواذ على الكرة الذي يتحول أحياناً إلى استحواذ سلبي في ظل تماسك وسط ملعب ودفاع المنافس.
وقال إنريكي بعد المباراة "أنا مسؤول عن النتيجة" لكنه لم يقدم أي تفسير لما حدث.
وتولى إنريكي (53 سنة) تدريب سان جيرمان في الخامس من يوليو (تموز) الماضي خلفاً للفرنسي كريستوفر غالتييه، ونجحت إدارة النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية في تغيير شكل الفريق بعد رحيل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي الأميركي، والنجم البرازيلي نيمار إلى الهلال السعودي، والمهاجم ماورو إيكاردي إلى غلطة سراي التركي، ونجم الدفاع الإسباني سيرجيو راموس إلى إشبيلية، إذ تعاقد النادي مع لاعب الوسط الأوروغواياني الشاب مانويل أوغارت من سبورتنغ لشبونة البرتغالي، وقلب الدفاع الفرنسي لوكاس هيرنانديز من بايرن ميونيخ الألماني، والكوري الجنوبي كانغ إن لي من ريال مايوركا الإسباني، والمدافع الصربي ميلان شكرينيار من إنتر ميلان الإيطالي، والجناح الإسباني ماركو أسينسيو من ريال مدريد، واختتم سوق الانتقالات بضم جناح المنتخب الفرنسي عثمان ديمبيلي من برشلونة الإسباني، وقلب هجوم "الديوك" راندل كولو مواني من آينتراخت فرانكفورت الألماني.
وعلى الجانب الآخر يمكن النظر لقوة نيوكاسل كعنصر أساسي في إسقاط باريس، إذ أظهر فريق "الماكبايس" قوة لن تعد مفاجئة في أول مباراة له على أرضه في دوري أبطال أوروبا منذ 2003.
واستهل فريق المدرب إيدي هاو مغامرته الأوروبية هذا الموسم بالتعادل السلبي مع ميلان الإيطالي على ملعب "سان سيرو".
وقال هاو للصحافيين قبل مواجهة باريس "لا أتذكر من مباراة ميلان سوى نشيد دوري أبطال أوروبا، لم يكن تركيزي على الموسيقى أو اللحظة، كان مجرد محاولة مساعدة اللاعبين بأية طريقة ممكنة".
واستعد هاو جيداً لمواجهة باريس الذي رأى في مهاجمه كيليان مبابي أحد أفضل لاعبي العالم لكنه قال "يصعب جداً الحد من خطورته، سجلنا الدفاعي قوي ولا نبني خططنا على مواجهة لاعب بعينه".
"لا أؤمن بفرض رقابة فردية، نحن بحاجة إلى تقديم أداء جماعي جيد مع تضييق المساحات لتحييد أفضل لاعب في العالم".
وربما كانت فكرة تقديم أداء دفاعي جماعي هي السر في إجهاض محاولات باريس الهجومية في بدايتها أو تقليل خطورتها على مرمى الحارس نيك بوب.
وتشير إحصاءات المباراة إلى أن باريس سان جيرمان سدد كرتين فقط على مرمى منافسه من إجمالي 11 تسديدة خلال المباراة، بينما هدد نيوكاسل مرمى ضيفه بثمانية كرات من أصل 12 تسديدة.
وتفوق لاعبو نيوكاسل في العمليات الدفاعية، إذ فازوا بـ46 كرة مشتركة أرضية و12 كرة هوائية في مقابل 41 كرة أرضية وكرتين فقط في الهواء لباريس سان جيرمان.