ملخص
تتصاعد أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ العام الماضي
قتل فلسطيني رابع، اليوم الجمعة، خلال مواجهات ليلية في بلدة حوارة شمال الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت الوزارة، في بيان صحافي مقتضب، أن "لبيب محمد لهيب دميدي، 19 سنة، قتل برصاص مستوطنين في رصاصة بالقلب في بلدة حوارة" التي تشهد أعمال عنف متكررة منذ بداية العام، من دون مزيد من التفاصيل حول ظروف الوفاة.
غير أن الجيش الإسرائيلي أفاد في بيان أن الفلسطيني قتل برصاص قواته، لافتاً الانتباه إلى أنه بعد منتصف ليل الجمعة "تجمع عشرات المدنيين الإسرائيليين" في منطقة حوارة، إذ ألقى مدنيون إسرائيليون وفلسطينيون من سكان المدينة الحجارة.
وقال الجيش إنه استخدم "وسائل مكافحة الشغب" من أجل "وقف الاشتباكات"، إذ أطلق الرصاص الحي على مشتبه فيه ألقى حجارة على مركبة إسرائيلية، مشيراً إلى إصابة الرجل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبدالرحمن ضميدي، وهو من سكان حوارة، "عقب سقوط الشاب عصر الخميس، وأثناء الليل تجمع أكثر من 200 مستوطن وسط البلدة، وألقى عدد منهم بعد أن تلثموا الحجارة على المنازل".
وأضاف "نتيجة لذلك حاول شبان البلدة الدفاع عن أنفسهم، ووقعت مواجهات وبعد ذلك سمعنا أن المستوطن أطلق النار على لبيب".
وهذا رابع فلسطيني يقتل خلال 24 ساعة، إذ أعلن أمس الخميس مقتل ثلاثة فلسطينيين بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
ووقعت هذه الأحداث بعد ساعات على مقتل فلسطيني آخر في المنطقة، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن الشاب القتيل أطلق النار على سيارة إسرائيلية عالقة في ازدحام مروري وسط حوارة.
وتم تداول شريط فيديو للشاب وهو يطلق النار على مركبة إسرائيلية في وسط حوارة، قبل أن يرد جنود منتشرون عادة في تلك المنطقة عليه ويسقط غارقاً في دمائه.
من جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي إن خمسة عناصر أمن أصيبوا بجروح في انفجار عبوة ناسفة في مواجهة أخرى أكدها فصيل فلسطيني في طولكرم.
ونقلت وزارة الصحة الفلسطينية عن الهيئة العامة للشؤون المدنية أن قتيلين سقطا برصاص الجيش الإسرائيلي هما "عبدالرحمن فارس محمد عطا (23 سنة) وحذيفة عدنان محمد فارس (27 سنة)".
إطلاق نار
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مسؤوليتها عن عملية إطلاق نار نفذها "القساميان الشهيدان".
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، "شل حركة" فلسطينيين في قرية شوفة جنوب شرقي مدينة طولكرم "في أعقاب إطلاق نار باتجاه سيارة إسرائيلية"، وأضاف البيان "تعرف الجيش إلى السيارة المشبوهة وجرى اشتباك مع الجنود وبعد تبادل إطلاق النار، تم شل حركة الإرهابيين"، وتابع "عثر داخل السيارة على بندقية أم-16 ومخازن ذخيرة".
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن "قوات الاحتلال منعت طواقمنا من التعامل مع المصابين عند حاجز شوفة واعتدت عليها لفظياً"، موضحة أن "طواقمنا انتظرت ساعة على الحاجز وعادت أدراجها بعدما نقلت قوات الاحتلال المصابين".
وبعد ساعات من تبادل إطلاق النار، تجمع فلسطينيون على الطريق الذي وقع فيه إطلاق النار، وكانت آثار الدم على الأسفلت محاطة بأوراق على شكل قلب، بحسب مصور وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع.
قوات حرس الحدود
وفي حادثة منفصلة أفاد الجيش الإسرائيلي عن إصابة خمسة من قوات حرس الحدود في مخيم نور شمس بطولكرم، بجروح، وإصابة ثلاثة منهم خطرة، وجاء، في بيان مشترك للجيش الإسرائيلي وحرس الحدود، "أصيب خمسة من عناصر شرطة حرس الحدود الإسرائيلية خلال نشاط عملياتي في مدينة طولكرم في وقت سابق من الخميس"، وأضاف البيان "قامت قوات الجيش وشرطة الحدود الإسرائيلية بعمليات لمكافحة الإرهاب في مخيم طولكرم ألقت خلالها القبض على مشتبه فيه"، وتابع "خلال العملية، حصل تحريض وتبادل إطلاق نار وألقى المهاجمون عبوات ناسفة باتجاه قوات الأمن التي ردت بإطلاق الرصاص الحي"، وأوضح أن "عبوة ناسفة انفجرت أثناء خروج القوات من المنطقة مما أدى إلى إصابة خمسة من عناصر حرس الحدود الإسرائيليين، ثلاثة منهم جروحهم خطرة واثنان جروحهما طفيفة إلى متوسطة".
وأعلنت "كتيبة طولكرم" التي تضم عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" و"كتائب الأقصى"، مسؤوليتها عن جرح خمسة عناصر أمن في مخيم طولكرم.
ونشرت "كتائب الأقصى" التابعة لحركة "فتح" مقطع فيديو لثلاثة مسلحين ملثمين وضعوا عصبة الكتائب على رؤوسهم، وقال أحدهم في الفيديو "في ساعات الفجر، حاولت مجموعة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية التسلل إلى المخيم بشاحنة ثلاجة مغلقة"، وتابع "كنا نراهم، وعندما دخلت السيارة المخيم أشعرناهم أن الوضع آمن، وفي الوقت نفسه أخلينا نقطة الحراسة التابعة لنا، وزرعنا عبوات ناسفة، وعندما وصلوا النقطة كانت هناك عبوات وأطلقنا عليهم النار بشكل كثيف، من كل حدب وصوب"، وأضاف "حصلت عندهم خسائر وإصابات، أخذنا منهم قنابل يدوية وأجهزة اتصال وأقنعة ونظارات".
بلدة حوارة
وبعد ظهر الخميس أبلغ الجيش الإسرائيلي عن هجوم شنه مسلح على سيارة عالقة في ازدحام مروري في بلدة حوارة الفلسطينية التي تشهد أعمال عنف متكررة منذ بداية العام، وذكر بيان للجيش أن الجنود تعقبوا الرجل وتم "تحييده" بعد تبادل إطلاق النار على مسافة غير بعيدة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها تبلغت بمقتله من الهيئة العامة للشؤون المدنية من دون أن تحدد هويته.
وتشهد حوارة الواقعة جنوب مدينة نابلس الفلسطينية منذ بداية السنة هجمات دامية بالأسلحة النارية نفذها فلسطينيون ضد سيارات تقل إسرائيليين، وعمليات انتقامية عنيفة شنها المستوطنون المقيمون في محيطها ضد سكان البلدة.
وينصب الجيش الإسرائيلي نقاط مراقبة على طول الطريق التي تمر بوسط حوارة ويسلكها بالعادة مستوطنون على مدى الساعة.
وتتصاعد أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ العام الماضي خصوصاً في الضفة الغربية. وأدت أعمال العنف هذا العام إلى مقتل ما لا يقل عن 247 فلسطينياً و32 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي، وفقاً لإحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.
وبين القتلى الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقصر، وفي الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصر وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.