Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

50 ألف لاجئ بلا مأوى هذا الشتاء في بريطانيا

اللاجئون أمام مهلة لا تزيد على 7 أيام للعثور على سكن بديل قبل أن يجلوا من الفنادق

يقوم الصليب الأحمر البريطاني بتوزيع خيم على لاجئين أجلوا من دون إنذار مسبق من فنادق تدفع وزارة الداخلية بدل إقامتهم فيها (رويترز)

ملخص

خطر التشرد يدهم اللاجئين مع تسريع وزارة الداخلية عمليات الإخلاء في بريطانيا.

نبه تحليل جديد إلى أن أكثر من 50 ألف لاجئ في المملكة المتحدة يواجهون خطر التشرد والبقاء بلا مأوى بحلول نهاية هذا العام، فيما يعيش عدد منهم الآن في الشوارع داخل خيم موقتة، بسبب تقليص الدعم الحكومي لهم.

وكانت وزارة الداخلية البريطانية تمنح سابقاً الأفراد الذين حصلوا على الحق في اللجوء، فترة 28 يوماً لتأمين سكن جديد، وفتح حساب مصرفي، والبحث عن عمل، أو التقدم بطلب للحصول على المساعدات المعروفة بـ"الدعم الشامل" Universal Credit (UC) (معونة تمنح شهرياً لأصحاب الدخل المنخفض أو للعاطلين عن العمل لمساعدتهم في تحمل تكاليف معيشتهم)، قبل أن يطردوا من الفنادق الممولة من الحكومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بعض منهم لا يمنح إلا مهلة وجيزة لا تزيد على سبعة أيام، لأن الحكومة تؤخر منح طالبي اللجوء الوثائق التي يحتاجون إليها لمحاولة تأمين سكن. ويتسبب النقص في المساكن ميسرة الكلفة، وارتفاع عدد منح اللجوء، في تزايد إقبال اللاجئين على الجمعيات الخيرية التي تعنى بالمشردين.

وفي هذا الإطار قدر الصليب الأحمر البريطاني أن نحو 53,100 لاجئ سيكونون معرضين لخطر التشرد هذا الشتاء، إذا وافقت الحكومة - كما وعدت - على جميع طلبات اللجوء "القديمة" بحلول نهاية العام.

المؤسسة الخيرية نبهت إلى أنه حتى إذا لم يبت في الطلبات المتراكمة في الوقت المحدد، فإن ما يقدر بنحو 26 شخصاً قد يبقون عرضة لخطر العوز والتشرد.

يشار إلى اللاجئين يعطون إشعاراً مدته سبعة أيام، بوجوب إخلاء الفنادق التي تمول إقامتهم فيها وزارة الداخلية، ولا يمكنهم عادة الحصول على دعم السكن من السلطات المحلية من دون ذلك الإشعار. وفيما تعطي المجالس الأولوية للأسر في الحصول على المساعدة، يترك عدد من اللاجئين الذكور العازبين يعيشون بلا مأوى في الشوارع.

ومنذ التغييرات التي بدأ اعتمادها في مطلع شهر أغسطس (آب)، شهدت خدمات "الصليب الأحمر البريطاني" زيادة بنسبة 140 في المئة في حالات العوز بين اللاجئين الذين تدعمهم المنظمة، وكان عددهم 132 شخصاً في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، وأصبح 317 في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول).

وتعمل المؤسسة الخيرية الآن على توزيع خيم وأكياس نوم على الأشخاص الذين يواجهون التشرد في الشوارع.

مؤسسة "ريفوجيز آت هوم" Refugees at Home - التي توفر غرفاً لللاجئين في منازل لديها غرف إضافية - شهدت زيادة في عدد الإحالات من 70 في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 223 في الشهر الماضي. واضطر أحد اللاجئين السودانيين - يدعى حمد ويبلغ من العمر 20 سنة، تقوم المؤسسة الخيرية بدعمه حتى الآن - أن يعيش في إحدى الحدائق العامة في لندن، بعدما حصل على وضع لاجئ في المملكة المتحدة وأعطي مهلة سبعة أيام لمغادرة الفندق الذي كان يقيم فيه.

ويقول: "كنت أخشى أن يقوم أحدهم بسرقة حقيبتي، وأن يحصل لي أمر سيئ. كنت أرتاد بانتظام مطعماً في بيكام كان أصحابه يحضرون لي الطعام عندما كنت أبيت في الحديقة. نصحوني بالتوجه إلى مسجد في ووليتش حيث يمكنني القيام بكنس أرضيته وتنظيف مراحيضه، لقاء النوم على الأرض فيه. أقمت هناك لبضعة أسابيع، إلى أن أخبرني رجل في المسجد عن مؤسسة ’ريفوجيز آت هوم‘".

ويشير حمد إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين يضطرون إلى اللجوء إلى الأنشطة الإجرامية، كي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. ويقول: "يدفعون إلى الشارع وليس في حوزتهم شيء. لم أكن أعرف شيئاً عن مساعدات الدعم المقدمة. وغالباً ما يترك طالبو اللجوء المطرودون في الظلام، ولا يعرفون شيئاً عنها، لذا يضطرون إلى السرقة. إن نهج وزارة الداخلية يتسبب في صنع مجرمين من خلال معاملتهم بهذه الطريقة، وعدم إطلاع الأفراد على الخطوات التي يتعين عليهم اتخاذها، بعد حصولهم على وضع لاجئ".

قالت كارلي ويبرن المديرة التنفيذية لمنظمة "ريفوجيز آت هوم"، إنه "منذ التغييرات الأخيرة، لاحظنا زيادة بمقدار خمسة أضعاف في الإحالات من اللاجئين الذين هم في أمس الحاجة إلى السكن، والوضع آخذ في التدهور. نحاول التواصل بشكل عاجل مع مستضيفين محتملين جدد، ولا سيما في المدن الكبرى، الذين قد يكونون قادرين على توفير مكان موقت للإقامة".

فرانك فورمان مدير "منتدى نوتينغهام للاجئين" Nottingham Refugee Forum (جمعية خيرية تعنى باللاجئين وطالبي اللجوء) أشار إلى أنه "خلال جلسات الاستقبال الـ10 الأخيرة، تقدم 60 لاجئاً مشرداً جديداً يطلبون المساعدة"، وقال أيضاً إن "من المتوقع أن تجرى معالجة أكثر من 4 آلاف استبيان في ’إيست ميدلاندز‘ بحلول ديسمبر (كانون الأول)، منها نحو ألف في نوتينغهام. كما أن احتمال ظهور نصف هذا العدد كمشردين، يشكل تحدياً لا نعرف كيف نتعامل معه".

أوضحت شبكة "ناكوم" الخيرية  NACCOM للتشرد، أن عام 2022 - 2023 شهد للمرة الأولى منذ بدء جمع البيانات قبل نحو عقد من الزمن، تقدم اللاجئين على غيرهم من متلقي المساعدات من البالغين، بحيث كانوا أكثر من نصف عدد المتقدمين.

ولفت أليكس فريزر ممثل منظمة "الصليب الأحمر البريطاني"، إلى أنه "ما أن يحصل الأفراد على وضع لاجئ، فهم يحتاجون إلى مزيد من الدعم وليس العكس، كما يحتاجون إلى وقت للعثور على سكن أو عمل أو مزايا أخرى. ويستغرق الأمر في العادة 35 يوماً في الأقل لبدء تلقي مساعدات بموجب برنامج ’الدعم الشامل‘، وتحتاج السلطات المحلية 56 يوماً في الأقل لمساعدة اللاجئين في العثور على مسكن مناسب".

وفي تعليق على ما تقدم، قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: "نحن لا نعترف بهذه التوقعات. وينظر في كل طلب لجوء على أساس فردي".

وختم بالقول: "نحن نشجع الأفراد على وضع خططهم المستقبلية في أقرب وقت ممكن، بعد تلقي قرار البت بوضعهم، سواء كان ذلك لجهة مغادرة المملكة المتحدة بعد رفض طلبهم، أم اتخاذ خطوات الاندماج في مجتمع المملكة المتحدة بعد منحهم وضع لاجئ. نحن نقدم الدعم للاجئين للحصول على وظائف ومنافع وسكن".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات