ملخص
هذه أهم الحرائق التي سببتها الألعاب النارية على مدى أكثر من 100 سنة
سلطت كارثة الحريق الضخم الذي اندلع بسبب الألعاب النارية، في قاعة أعراس في محافظة نينوى في سبتمبر (أيلول) المنصرم، الضوء على إجراءات السلامة التي تتخذ من قبل السطات في مناسبات مماثلة.
يعود تاريخ الألعاب النارية ووفقاً لموقع Live Science العلمي، إلى عام 800 بعد الميلاد، واخترعت في الصين، (على رغم أن البعض يجادل بأن مكان الاختراع الأصلي كان في الشرق الأوسط أو الهند). حيث قام الكيميائيون الصينيون وعن طريق الصدفة بخلط الملح الصخري والكبريت والفحم وصنعوا باروداً خاماً، وذلك وفقاً لـ"المؤسسة الأميركية للسلامة والتعليم".
إصابات خطيرة
وبما أن هذه الألعاب النارية تباع من دون رقابة وبخاصة في فترات الأعياد، يعد استعمالها خطيراً ومؤذياً بخاصة على الأطفال. وتكشف الإحصاءات والدراسات، أن أغلب الإصابات الناتجة من الألعاب النارية تقع في الحفلات العائلية أو الخاصة والأعياد، وأن نصف الإصابات تلحق بالأطفال دون سن 17سنة، وأغلبها تصيب اليدين، والعينين ثم الوجه. فهذه الألعاب النارية تحمل شرارات خطيرة ويظن مستخدموها أنها آمنة ولا تنفجر، ولكنها في الحقيقة تحمل في تكوينها مظاهر الخطورة، حيث إن سخونة رؤوسها قد تصل إلى 1000 درجة مئوية، وفقاً للجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية، (CPSC). وتتسبب الألعاب النارية في إصابة 40 في المئة من الأطفال دون سن الـ15، وفقاً لتقديرات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال فرع ولاية ويسكونسن، وأن أخطار الألعاب النارية المنزلية تشمل الحروق والإصابات من القطع المتناثرة واستنشاق الدخان الذي قد يؤدي إلى مشكلات في الجهاز التنفسي مثل الربو. ورصد الخبراء المتخصصون في هذا المجال القدرات الخاصة للألعاب النارية في الاشتعال والحرق، موضحين حقائق خطيرة منها، أن الألعاب النارية تصبح ذات الشرر أسخن بخمس مرات من زيت الطبخ، ويمكن أن تنطلق قذيفة الألعاب النارية إلى ارتفاع يصل إلى 200 متر.
حوادث مأساوية
وعلى رغم جمال وسحر الألوان والأشكال التي ترسمها الألعاب النارية مزينة الأفراح والمناسبات، إلا أنها تحمل مسؤولة حوادث بعضها دموي ومأسوي كحادثة انفجار مرفأ بيروت. مساء الرابع من أغسطس (آب) 2020، هز العاصمة بيروت انفجار هائل مصدره العنبر رقم 12 داخل المرفأ. تحدثت وسائل إعلام حينها عن انفجار مفرقعات في أحد المستودعات، قبل أن تصل النار إلى عنبر نيترات الأمونيوم.
الولايات المتحدة
ووفقاً لأرشيف صحف أميركية منها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و "هافينغتون بوست"، أشارت إلى بعض الحوادث القديمة.
ففي الثامن من أبريل (نيسان) عام 1894 قتل 12 شخصاً نتيجة انفجار مستودع تابع لشركة رومين وإخوته التي تصنع المفرقعات. ويعد هذا الانفجار أحد أقدم الحوادث المسجلة لضحايا انفجارات الألعاب النارية. وفي 22 يونيو (حزيران) عام 1901، انفجرت الألعاب النارية والبارود المخزنة في منطقة باترسون بولاية نيوجيرسي، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل. وفي الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" أدى إشعال ألعاب نارية شديدة الانفجار إلى مقتل 15 شخصاً خلال احتفال انتخابي في "ماديسون سكوير" بمدينة نيويورك الأميركية. وتصف الصحيفة المشهد حول حديقة "ماديسون سكوير" بأنه تحول إلى "مشهد موت" مرعب.
الجدير ذكره أن حوادث انفجارات تطاول مصانع الألعاب النارية حول العالم تزداد عند اقتراب الاحتفالات بالسنة الميلادية أو غيرها من المناسبات التقليدية العالمية. ونشير هنا إلى بعض منها:
كارثة إنشيده
في 13 مايو (أيار) عام 2000، وقع انفجار في مخزن للألعاب النارية في حي رومبيك بمدينة إنشيده الهولندية. أسفر عن مقتل 23 شخصاً بينهم أربعة من رجال الإطفاء، وجرح ما يقارب 1000 شخص، ودمر حوالى 400 منزل وتضرر 1500 مبنى، وشعر الناس بالانفجار على بعد 30 كيلومتراً. حيث استدعيت طواقم الإطفاء عبر الحدود من ألمانيا للمساعدة في مكافحة الحريق.
بوينس أيرس
عام 2004 فقد أكثر من 175 شخصاً حياتهم في حريق اندلع في ناد ليلي مزدحم في العاصمة الأرجنتينية، بوينس أيرس. وأصيب أكثر من 619 آخرين عندما اندلع الحريق في ناد كان يضم نحو أربعة آلاف شخص من بينهم العديد من المراهقين، لحضور أداء فرقة الروك "لوس كاييخيروس" في ليلة رأس السنة، وفقاً للتقارير. وما زاد في حجم الخسائر، أن مسؤولي الملهى كانوا قد أقفلوا باب الطوارئ لمنع المتسللين من الدخول إلى الحفل من دون تذاكر. ونقلت "بي بي سي" عن شهود قولهم حينها إن شرارة من ألعاب نارية أشعلت رغوة عازلة في السقف وتسببت في الحريق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الصين
في يناير (كانون الثاني) 2016 قتل 10 أشخاص وأصيب سبعة آخرون بجروح جراء انفجار مصنع للألعاب النارية وسط الصين، بحسب السلطات. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن بلدية محافظة تونغشو بمقاطعة خنان إن سبب الانفجار غامض وقيد التحقيق.
الهند
في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009، لقي 34 شخصاً حتفهم نتيجة انفجار هائل وحريق في متجر ومستودع للألعاب النارية في باليباتو، وهي قرية تقع في منطقة تيروفالور على بعد حوالى 125 كلم غرب تشيناي، عاصمة ولاية تاميل نادو جنوب الهند. وقالت الشرطة ومسؤولو الإطفاء إن الحريق التهم جميع الحظائر الـ48 الواقعة في مبنى مصنع "أوم سيفا ساكثي" للألعاب النارية، فيما كان يمكن رؤية الدخان على بعد كيلومترات من المنطقة. وتقول صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية في سبتمبر 2012، إن المصنع فقد 237 شخصاً خلال الأعوام العشرة التي سبقت الكارثة بسبب الحوادث. وفي الهند أيضاً، أدت ألعاب نارية إلى مقتل 111 محتفلاً في معبد بوتنغ الهندوسي في ولاية كيرالا، عام 2016.
تايلاند
وفي يوليو (تموز) الماضي، لقي 12 شخصاً حتفهم وأصيب أكثر من 100 آخرين إثر انفجار وقع في مستودع للألعاب النارية جنوب تايلاند. ونقلت وكالة "رويترز" عن سانان فونجاكسورن حاكم إقليم ناراتيوات، الذي وقع فيه الانفجار، أن حريقاً شب في مستودع للألعاب النارية غير مرخص بعد انفجار بعض الألعاب المخزنة فيه، في سوق مونو بمنطقة سو-نجاي كولوك بالإقليم الجنوبي المتاخم لماليزيا.
روسيا
وفي الخامس من نوفمبر 2022 قتل 13 شخصاً على الأقل بعد اندلاع حريق في ملهى ليلي مزدحم بمدينة كوستروما الروسية التي تبعد 300 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من موسكو على ضفاف نهر فولغا. ونقلت وسائل إعلام رسمية قول محققين إن الحريق بدأ بعد أن أطلق رجل "ثمل" مسدس ألعاب نارية على منصة الرقص داخل المبنى، ما أدى إلى اشتعال النار في السقف. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2009، أدين مالك ناد ليلي روسي، بالتسبب في القتل عن طريق الإهمال، إلى جانب سبعة آخرين بما في ذلك منظم عرض الألعاب النارية الذي تسبب في حريق وأسفر عن مقتل 156 شخصاً، في نادي ليم هورس بمدينة بيرم، على بعد 1150 كلم شرق موسكو.
إندونيسيا
في أكتوبر 2017 قتل 47 شخصاً وأصيب عشرات آخرون بجروح في حريق عنيف اندلع في مصنع للألعاب النارية في ضواحي جاكرتا، وفقاً للشرطة الإندونيسية، في ذلك الوقت. وقال المسؤولون إن حريقاً اندلع نتيجة تماس كهربائي قبل أن يتسبب في الانفجار. وقبلها، لقي 20 شخصاً مصرعهم نتيجة حادث مماثل في المصنع نفسه، عام 1928.