ملخص
قال نتنياهو "ما سنقوم به سيغير الشرق الأوسط، ولا مفر من الدخول في عملية برية"
لم يتبق من عائلة أبو ركاب الفلسطينية التي تعيش وسط قطاع غزة أي فرد على قيد الحياة، إذ قتلهم الجيش الإسرائيلي جميعهم في غارة جوية استهدفت منزلهم الذي كان يأوي خمسة أطفال والأب والأم.
ولم يستطع المستجيب الأول للإسعاف والطوارئ إنقاذ أي فرد من عائلة أبو دقة، التي تعرض منزلها لغارة عنيفة راح ضحيتها أكثر من 11 فرداً بينهم أطفال دون سن السنة الأولى.
أحداث مأسوية
ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، إن المقاتلات الإسرائيلية تشن آلاف الغارات بشكل متزامن في جميع مناطق قطاع غزة، وترتكب جرائم حرب بشكل علني إذ تهدم الأعيان المدنية فوق رأس قاطنيها.
وانتشلت طواقم التدخل العاجل في جهاز الدفاع المدني، جثامين وأشلاء عائلات كاملة من تحت أنقاض 20 منزلاً متلاصقاً استهدفتها المقاتلات الحربية. ووفق وزارة الداخلية والأمن، فقد قصفت إسرائيل الأعيان المدنية من دون تحذير أو إنذار مسبقين وهذا ما تسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة "شهد قطاع غزة أحداثاً مأسوية بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي كانت أقرب إلى العشوائية، ومعظمها تركز على بيوت المدنيين، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الأبرياء".
ويضيف "قصفت إسرائيل مخيم جباليا أكثر المناطق كثافة سكانية، وأغارت على مدينة خانيونس ذات البيوت المتلاصقة، وسجلنا النسبة الكبيرة من الضحايا والجرحى من فئة الأطفال والنساء والمسنين، مما يدل على أن إسرائيل تعمد إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها".
أسر بلا أفراد
"ما فعلته إسرائيل يعد إبادة جماعية، لقد أخرج الجيش أكثر من 40 عائلة بشكل كامل من السجل المدني، لم يتبق من هؤلاء الأسر أي فرد، قتلوا جميعهم في لمح البصر، في أكثر من 20 مجزرة بشعة وعنيفة، بسبب انتهاك إسرائيل قواعد القانون الدولي الإنساني وقصف الأعيان المدنية" بحسب القدرة.
وراح ضحية الهجمات العنيفة للجيش الإسرائيلي أكثر من 687 فلسطينياً، بينهم 140 طفلاً و105 نسوة، فيما جرح 3800 آخرون. كذلك "هدمت الآلة الحربية لتل أبيب 72 برجاً، ودمرت 640 بناية بشكل كلي، فيما تضررت 5350 وحدة سكنية جزئياً، وتسببت الهجمات في نزوح ما يزيد على 150 ألف مواطن".
تهديد وتوعد
وجاء ما وصفه مراقبون عسكريون بأنه "إبادة جماعية"، بعدما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقام الشديد من "حماس"، وموافقته على تحويل غزة إلى أنقاض، و"قصف جميع مناطق القطاع بكل قوة".
وقال نتنياهو "ما ستمر به حماس في غزة سيكون صعباً وفظيعاً، نشن حالياً هجوماً رهيباً، إنها البداية فقط، وما سنقوم به سيغير الشرق الأوسط، ولا مفر من الدخول في عملية برية".
في المقابل، توعدت "حماس" على لسان ناطقها العسكري إسرائيل. وقال أبو عبيدة "تجرعنا الألم تجاه ما حصل لعائلات كثيرة عندما قصفت ودمرت المنازل على رؤوس قاطنيها وقررنا أن نضع حداً لهذا، فكل استهداف من دون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين الإسرائيليين وبث العملية بالصوت والصورة".
وبسبب الغارات المتواصلة، خرجت مستشفيات عن الخدمة الطبية. ويقول مدير الهلال الأحمر بشار مراد "جرى تحييد مستشفى بيت حانون وهي المركز الصحي الوحيد في شمال غزة، وبسبب الغارات العشوائية لا يستطيع عدد كبير من الطواقم الطبية والجرحى والمرضى الخروج من المستشفى، كما لا تستطيع فرق الإسناد الدخول لإجلائهم".
ويضيف "استهدفت إسرائيل المستشفى الإندونيسي ومجمع ناصرة الطبي ومستشفى شهداء الأقصى، ودمرت 12 مركبة إسعاف وتسببت في خروجها من الخدمة، وقتل أربعة عاملين في الإسعاف وأصيب سبعة آخرون".
إغلاق محكم
ولا تقتصر إجراءات الحرب على القصف فقط، فأيضاً أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بفرض حصار مطبق على قطاع غزة، وقطع الكهرباء والماء والوقود ومنع إدخال الطعام.
وبعد إحكام الإغلاق على غزة، يعيش السكان بلا إنترنت، وبلا ديزل أو بنزين، كما يمنع عنهم الوقود الخاص بشركة الكهرباء. وحول ذلك يقول المتحدث باسم شركة الكهرباء محمد ثابت "نعيش بلا خطوط للتيار من إسرائيل، ونعمل على تشغيل الطاقة بالديزل المخزن لدينا، الذي لا يكفي حتى يوم الأربعاء".
أما الماء، فكل أربعة أفراد يتشاركون في استخدام ليتر واحد من المياه. ويقول رئيس سلطة المياه مازن غنيم، إن 40 في المئة من سكان غزة بلا ماء، وبسبب ذلك توقفت محطات التحلية ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومحطات ضخ مياه الآبار. إن تعطيل أنظمة المياه والصرف الصحي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وينذر بحدوث مكرهة صحية خطرة وانتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن جانب إسرائيل، يؤكد المتحدث باسم جيشها أفيخاي أدرعي أن ما يقومون به في غزة يأتي في سياق حالة الحرب التي تستوجب عمليات كبيرة لضرب قوة "حماس"، ويقر بأن الجيش يشن غارات عنيفة على غزة، إذ يفصح أن الطائرات الحربية المقاتلة لم تغادر سماء القطاع منذ 24 ساعة وتشن ضربات على أهداف كبيرة.
وحول استهداف المباني المدنية، وتنفيذ غارات عشوائية، وعدم تحذير السكان، يقول أدرعي "جيشنا يحذر المنطقة التي يريد تدميرها من طريق بث مقاطع مصورة، وإجراء اتصالات، ونشر بيانات، ولن ننفذ أي غارة إلا عندما نتأكد أن التحذير وصل والمكان فارغ، وقد يكون هناك مدنيون سقطوا في غزة، لكن هناك مئات من عناصر حماس تحت أنقاض المباني".