ملخص
أعلنت ألمانيا الثلاثاء حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في خطوة ترمي إلى تسريع إمداد كييف بالأسلحة قبل حلول فصل الشتاء.
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، خلال أول زيارة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل منذ الهجوم الروسي، الحلفاء إلى زيادة إمدادات الأسلحة لبلده .
وقال زيلينسكي خلال حديثه لوسائل الإعلام مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قبل اجتماعه مع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الـ(ناتو) إن زيارته "أساسية لضمان صمودنا خلال الشتاء المقبل".
وأضاف "نحن نستعد، نحن مستعدون. الآن نحن بحاجة إلى بعض الدعم من القادة. ولهذا السبب أنا هنا اليوم".
ورد ستولتنبرغ "سنقف إلى جانبكم لتقديم الدعم لأوكرانيا، لأن هذا مهم حقاً لحلف شمال الأطلسي بأكمله".
ويقوم الرئيس الأوكراني بأول زيارة له إلى مقر الحلف في بروكسل منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، بحسب ما أعلن الـ(ناتو).
من جهة أخرى، حث زيلينسكي الغرب على الالتفاف حول شعب إسرائيل كما فعل مع أوكرانيا بعد الهجوم الروسي، وأن يظهر للإسرائيليين أنهم ليسوا "وحدهم".
وقال زيلينسكي "أوصي القادة بالذهاب إلى إسرائيل وأن يدعموا الناس، فقط الناس ولا أتحدث عن أية مؤسسات، فقط لدعم الأشخاص الذين تعرضوا لهجمات إرهابية".
مساعدات جديدة
من جهة أخرى، أعلنت ألمانيا، الثلاثاء، حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بمليار يورو (1.1 مليار دولار)، في خطوة ترمي إلى تسريع إمداد كييف بالأسلحة قبل حلول فصل الشتاء.
وتشمل "حزمة الشتاء" منظومة إضافية للدفاع الجوي من نوع باتريوت كان قد اتفق المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، على تزويد كييف بها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، سترسل برلين في الشهر الجاري منظومتين صاروخيتين للدفاع الجوي من نوع "أيريس-تي". وهذا الطراز من المنظومات الدفاعية قادر على توفير حماية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وفق بيان وزارة الدفاع الألمانية.
وتطلب أوكرانيا بإلحاح تزويدها منظومات من هذا النوع لتمكينها من اعتراض مسيرات وصواريخ روسية.
وفي الأسابيع المقبلة، ستتلقى أوكرانيا 10 دبابات من طراز ليوبارد المتطور وثلاثة مضادات للطائرات من طراز غيبارد، وذخيرة وعربات.
ونقل البيان عن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس قوله "بحزمة الشتاء هذه، نحن نعزز بشكل أكبر جهوزية القوات المسلحة الأوكرانية في الأشهر المقبلة".
ولم تشر الوزارة إلى الموعد الذي ستتسلم فيه أوكرانيا منظومة باتريوت الدفاعية الأميركية الصنع. لكن تدريب الجنود الأوكرانيين على طريقة استخدام المنظومة الصاروخية المتطورة "سيبدأ في الأسابيع المقبلة".
وأوضحت الوزارة أن المنظومة سيتم تسليمها من مخزون الجيش الألماني. وإضافة إلى وحدة المراقبة وجهاز الرادار، ستضم المنظومة ثماني منصات إطلاق ونحو 60 صاروخاً موجهاً.
وقال بيستوريوس، إن حزمة الدفاع الجوي الجديدة "قيمتها نحو مليار يورو". إلى ذلك، ستقدم الحكومة الألمانية حزمة دعم للقوات الخاصة الأوكرانية بنحو 20 مليون يورو "تضم عربات وأسلحة وعتاداً شخصياً"
وبعدما ترددت في بادئ الأمر، عززت ألمانيا مساعداتها لكييف عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وألمانيا هي حالياً ثاني أكبر مزود لأوكرانيا بالمساعدات العسكرية بعد الولايات المتحدة.
وكشفت حزمة الأسلحة عشية جولة محادثات جديدة في بروكسل سيبحث خلاله حلفاء كييف الدوليون في تنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا.
"حرف الأنظار"
وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة مع قناة "فرانس 2" الفرنسية "نحن واثقون من أن روسيا توفر دعماً، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها حماس".
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها "معلومات" في هذا الشأن، مضيفاً "الأزمة الراهنة... تظهر أن روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كل أنحاء العالم".
وأبدى الرئيس الأوكراني خشيته "من أن يتم حرف أنظار الاهتمام الدولي عن أوكرانيا، وستكون لذلك تداعيات".
وأضاف "لا أريد أن أجري مقارنة. في بلدنا هناك حرب مروعة تجري. في إسرائيل، فقد عديد من الأشخاص أقاربهم. هاتان المأساتان مختلفتان لكنهما هائلتان".
ورداً على سؤال في شأن الشكوك حول استمرار الدعم العسكري الأميركي في ظل الخلافات الداخلية في واشنطن بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن "يتواصل" الدعم الكبير الذي تقدمه واشنطن.
وشدد على أن "مصير أوكرانيا يرتبط بوحدة بقية دول العالم. الوحدة العالمية ترتبط بشكل كبير بوحدة الولايات المتحدة".
وأكد زيلينسكي أن قواته تواصل التقدم في الهجوم المضاد الذي بدأته في يونيو (حزيران) على رغم البطء في ذلك.
وأضاف "نواصل التقدم شيئاً فشيئاً... المبادرة هي لصالحنا في الوقت الراهن"، مشدداً على أن الهجوم "صعب جداً" في ظل تشابك خطوط الدفاع الروسية وحقول الألغام ومعوقات أخرى.
روسيا تفشل في العودة إلى مجلس حقوق الإنسان
فشلت روسيا، الثلاثاء، في استعادة مقعدها في مجلس حقوق الإنسان الأممي الذي استبعدت منه بعد هجومها على أوكرانيا، بعد حصولها على 83 صوتاً فقط من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.
وأعلنت نائبة وزير الخارجية الأوكراني أمينة دجيبار على منصة "إكس" أن "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أرسلت رداً واضحاً للكرملين في شأن عدوانه وجرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها خلال هجومة الواسع النطاق على أوكرانيا".
من جهته علق ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية قائلاً "يمكن لروسيا أن تفتخر بأنها حصلت على دعم ما يقارب نصف" الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.
وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "ذلك يدعم تأكيدات روسيا بأن عزلتها الدبلوماسية تتراجع تدريجاً في حين أن عديداً من الدول سئمت من الجدل الدائر حول أوكرانيا" حتى لو "بقي أصدقاء أوكرانيا القوة الأقوى".