Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السيف الأزرق"... ثلاثة أسابيع من المناورات السعودية الصينية المشتركة

تهدف إلى تطوير قدرات المشاركين في مجال مكافحة الإرهاب البحري والقرصنة، ورفع مستوى التدريب والجاهزية القتالية للقوات المشاركة

تعمقت تلك العلاقات خلال السنوات الأخيرة في مجالات عدة بما في ذلك السياسي والعسكري (وزارة الدفاع السعودية)

ملخص

مناورات السيف الأزرق بين الرياض وبكين ليست الأولى من نوعها بين البلدين، لاسيما وأن تعاونهما العسكري سبق الدبلوماسي منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي

لم تعد العلاقات بين الرياض وبكين علاقات اقتصادية بحتة على رغم أن الصين هي الشريك الأول للسعودية، بل أخذت منحى جديداً، إذ تعمقت تلك العلاقات خلال السنوات الأخيرة في مجالات عدة بما في ذلك السياسي والعسكري، على رغم الرغبة الأميركية الرامية إلى تخفيف مستوى العلاقة بين بكين والرياض.

وشهدت علاقات الدولتين تطورات ملموسة السنوات الأخيرة، لاسيما بعدما أصبحت بكين عراب الاتفاق بين الرياض وطهران في شهر مارس (آذار) الماضي.

وفي سياق الخطوات الهادفة إلى تعميق العلاقات التي يحرص عليها كلا البلدين، انطلقت مناورات التمرين البحري الثنائي المختلط "السيف الأزرق-3" أمس الثلاثاء الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة تشانجيانغ الصينية، بمشاركة القوات البحرية الملكية السعودية ممثلة بمجموعة الأمن البحرية الخاصة مع نظيرتها من القوات الخاصة في البحرية الصينية الشعبية، في وقت يعود فيه التوتر لمنطقة الشرق الأوسط بصورة متسارعة، وسط جهود الرياض المكثفة لخفض التصعيد والدفع بإحياء عملية السلام، التي أدى غيابها بين إسرائيل وفلسطين إلى اندلاع واحدة من أسوأ المواجهات الدامية في الإقليم.

بناء الثقة

ويهدف التمرين الذي سينفذ على مدى ثلاثة أسابيع إلى بناء الثقة المتبادلة، وتعزيز التعاون بين قوات البحرية الملكية السعودية ونظيرتها الصينية، وتبادل الخبرات وتطوير قدرة المشاركين بالتمرين في مجال مكافحة الإرهاب البحري والقرصنة، إضافة إلى رفع مستوى التدريب والجاهزية القتالية للقوات المشاركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول أهمية التعاون بين البلدين في الشق العسكري لاسيما في ما يخص التدريبات المشتركة لقواتهما الدفاعية، قال المحلل السياسي مبارك آل عاتي "إن إجراء المناورات المشتركة خطوة مهمة وكبيرة وتدل على تنامي تقارب العقائد العسكرية في مجال التدريب وتحديداً القطاع البحري، الذي تسعى الرياض إلى التوسع فيه وتنميته وتقويته عبر خبرات دولية متعددة من بينها بكين".

وأكد أن الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني إلى الرياض في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2022 جاءت تأكيداً لعمق العلاقات بين البلدين ومتانتها، لاسيما وأنها اتسمت بتسارع كبير، تزامن مع تصاعد التحديات والأحداث التي يشهدها العالم بوجه عام ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً.

مكافحة الإرهاب في الخارج

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان في إحاطة صحافية "إن التدريبات المشتركة تتركز على العمليات البحرية لمكافحة الإرهاب في الخارج، وإجراء تدريبات على تكتيكات القناصين، وقيادة القوارب وهبوط المروحيات، وعمليات الإنقاذ المشترك".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية أن الدولتين تسعيان إلى تعميق التعاون العملي والودي بين الجيشين وتحسين مستوى التدريب العملي لقواتهما.

ويرى المحلل السياسي عبدالله الجنيد أن تطورات العلاقات بين بكين والرياض خارج الإطار الاقتصادي هو ناتج من تطورات العلاقات بينهما خلال السنوات الأخيرة خصوصاً في الشق السياسي، وقال "لعبت الصين دور الوسيط الضامن في الاتفاق السعودي – الإيراني، لذا من الطبيعي أن يكون هنالك تطور في العلاقات الثنائية بين البلدين الذي ينعكس على المجالات كافة".

وأكد أن الصين تعرف قيمة السعودية كشريك استراتيجي ليس في منطقة الخليج والشرق الاوسط بل في أفريقيا كذلك.

تدريبات سابقة

وكان عام 2019 شهد تدريبات مماثلة، إذ نفذتها القوات البحرية السعودية ممثلة في القوات الخاصة بالأسطول الغربي بجدة في قاعدة الملك فيصل البحرية.

والتعاون العسكري بين الصين والسعودية ليس حديثاً، فقبل أن يكون هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، كانت بكين في أواخر ثمانينيات القرن الماضي زودت الرياض بـ50 صاروخاً باليستياً متوسط المدى من طراز "سي أس أس-2"، مما شكل أول تعاون عسكري معروف بينهما.

يذكر شبكة "سي أن أن" الإخبارية كشفت في تقرير سابق عن أن صور أقمار اصطناعية وتقييمات استخبارية أميركية أظهرت أن الرياض بنت منشآت لتصنيع الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين.

ونقلت تصريحات عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين حينها، أكد فيها أن "البلدين شريكان استراتيجيان شاملان، وحافظا على تعاون ودي في كل المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية".

ويتردد بين أوساط غربية وإعلامية أن واشنطن، حليفة الرياض الأكبر في المجال الأمني والعسكري، تطمح أن تخفض السعودية مستوى علاقاتها مع بكين أو كبح جماح تطورها إلى مستويات أكبر في الأقل، إلا أن الدولة الخليجية الكبرى تتمسك بتنويع تحالفاتها، في وقت تقوم فيه بتوظيف موقعها الحيوي جسراً بين الشرق والغرب تلتقي فيه مصالح الفرقاء كافة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار