ملخص
لا أحد يستطيع الجزم بتأكيد ما يعنيه تبادل القصف بين "حزب الله" وإسرائيل، وهل هو مجرد جهد لإشغال العدو بما يخفف شيئاً عن الجبهة في غزة أم أنه بداية جبهة مفتوحة؟
حرب غزة تتوسع بالتدرج وسط محاولات عربية ودولية للحيلولة دون توسعها، ولا شيء يوحي أن إسرائيل مستعدة للإصغاء إلى الدعوات لوقف النار أو أقله للتوقف عن استهداف المدنيين.
ولا أحد يستطيع الجزم بتأكيد ما يعنيه تبادل القصف بين "حزب الله" وإسرائيل، وهل هو مجرد جهد لإشغال العدو بما يخفف شيئاً عن الجبهة في غزة أو أنه بداية جبهة مفتوحة في حرب ضمن "وحدة الساحات" من أجل هدف أكبر.
لكن الصورة صارت واضحة بلا ظلال، فأميركا نزلت إلى الملعب في الجانب الإسرائيلي، وإيران والفصائل المرتبطة بها نزلت إلى الملعب في الجانب الفلسطيني الذي تتولاه حركة "حماس" ومعها حركة "الجهاد الإسلامي".
وواشنطن ترسم الخطوط الحمر، وطهران تحدد الخطوط الحمر، واللعبة تتجاوز الخطوط الحمر، وبقية الدول في موقع المستعد للوساطة والمطالبة بوقف النار، أو مرسل المساعدات أو المتفرج، ذلك أن عملية "حماس" المزلزلة ليست مجرد عملية عسكرية ناجحة بمقدار ما هي معركة مهمة في حرب. فلا أحد يقتحم براً وبحراً وجواً بأكثر من ألف مقاتل المستوطنات والمراكز العسكرية في غلاف غزة من دون هدف استراتيجي يتجاوز إذلال العدو وتكبيده خسائر هائلة والاستعداد لمواجهة قدرته على الإيذاء والتدمير. فالحسابات الاستراتيجية تقضي بأن تكون "عملية حماس" معركة في حرب تحرير طويلة، لا ورقة في لعبة بين أميركا وإيران، وليس في حروب التحرير سوى معارك ضمن هدف استراتيجي كبير في الصراع المباشر بين طرفين، وهي تخاض عادة على مستويين، واحد عسكري وأمني وسياسي، وآخر إعلامي.
وفي مثل هذه الحروب "يفوز من تربح قصته"، كما يقول البروفيسور جوزف ناي الذي صك تعبير "القوة الخشنة والقوة الناعمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أميركا خسرت حرب فيتنام في واشنطن قبل سايغون عندما تنامى مد المعارضين للحرب، وفرنسا خسرت حرب الجزائر في باريس قبل الجزائر، وأنقذها الجنرال ديغول عبر التفاوض مع جبهة التحرير الوطني الجزائري و"صلح الشجعان".
وإذا كانت إسرائيل المنقسمة بعمق توحدت في "حكومة طوارئ" و"حكومة حرب"، فإن الحد الأدنى هو مسارعة الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الموقف وتجاوز الانفصال بين الضفة بقيادة "فتح" وغزة بقيادة "حماس" والانتقال من حكومتين مختلفتين إلى حكومة واحدة للسلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً. والتطورات سريعة والمواقف متدحرجة، ولا سلام ولا استقرار في الإقليم من دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه ويمارسها في دولة مستقلة. أما التحرير الذي يقول الحرس الثوري الإيراني إنه ممكن خلال "سبع دقائق ونصف"، فإنه استهلك قرناً وأجيالاً، ولا يزال قضية أجيال وتضحيات هائلة.