Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤشر تعيين ساترفيلد إلى طول الحرب بين إسرائيل و"حماس"؟

دعم أميركي لتل أبيب ووضع إنساني صعب داخل قطاع غزة

ديفيد ساترفيلد المبعوث الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط (أ ف ب)

ملخص

دلالات تعيين ديفيد ساترفيلد مبعوثاً أميركياً للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط

جاء تعيين الإدارة الأميركية ديفيد ساترفيلد "مبعوثاً خاصاً للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط"، كإشارة إلى صعوبة الوضع الإنساني في قطاع غزة، وذلك إثر قطع إسرائيل المياه والكهرباء والوقود عن القطاع بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتسببت الإجراءات الإسرائيلية التي تترافق مع غارات غير مسبوقة على القطاع، في انعدام مقومات الحياة كافة عن الفلسطينيين، بعد سقوط نحو 3500 قتيل وأكثر من 13 ألف جريح فلسطيني.

وتتكدس آلاف الشاحنات التي تقل المساعدات الغذائية والطبية على الجانب المصري من معبر رفح الدولي مع القطاع، في انتظار موافقة إسرائيل على السماح بإدخالها.

تسيير بعد "إحباط"

ولم تكد طائرة الرئيس الأميركي جو بايدن تقلع من مطار بن غوريون بعد عصر الأربعاء، حتى أعلنت إسرائيل أنها "لن تعرقل دخول إمدادات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة طالما أنها تقتصر على الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين الموجودين في جنوب قطاع غزة أو الذين يتم إجلاؤهم إلى هناك".

لكن إسرائيل توعدت بـ"إحباط" أي إمدادات تعتبر أنها قد "تصل إلى حماس"، مشيرة إلى أنها "لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية من أراضيها إلى قطاع غزة ما لم يتم إعادة الرهائن".

وقال بايدن إن إسرائيل "وافقت على السماح بدخول مساعدات إلى قطاع غزة من مصر"، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل مع شركائها من أجل "تحرك الشاحنات عبر الحدود في أسرع وقت ممكن".

وأعلن الرئيس الأميركي عن مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار للفلسطينيين بهدف "دعم أكثر من مليون نازح ومتضرر من حرمانه من المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والحاجات الأساسية الأخرى".

وقال البيت الأبيض إنه "لا ينبغي إلقاء اللوم على المدنيين، ولا يجب أن يعانون من الإرهاب المروع الذي تمارسه حماس".

وترفض القاهرة بشكل مطلق السماح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتصر على إدخال المساعدات للفلسطينيين.

 

منطقة آمنة

وتعمل واشنطن على "إنشاء ممر إنساني في غزة، وإدخال الإمدادات الإنسانية إليها، إضافة إلى البحث بإمكانية إنشاء منطقة آمنة".

ويأتي ذلك مع رحيل مئات آلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه بعد دعوة الجيش الإسرائيلي لهم ذلك.

وقال مسؤول فلسطيني "إن تعيين مبعوث أميركي خاص للشؤون الإنسانية في قطاع غزة جاء استجابة لما سمعه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من القادة العرب خلال جولته في المنطقة، حول ضرورة السماح بإدخال المساعدات لقطاع غزة".

وبعد ساعات على تعيينه في منصبه، بدأ ساترفيلد من إسرائيل مهام عمله في التنسيق لإدخال المساعدات إلى القطاع، وفق مسؤول أميركي.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن "الخبرة الدبلوماسية لساترفيلد والعقود التي قضاها في التعامل مع بعض الصراعات الأكثر صعوبة في العالم، تلعب دوراً مفيداً جداً ضمن جهودنا المستمرة الرامية إلى معالجة القضايا الإنسانية في المنطقة".

وأوضح سوليفان أن تلك القضايا الإنسانية تُعد "أولوية قصوى للرئيس بايدن لإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل وأصحاب المصلحة الإقليميين الآخرين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معالجة "طارئة"

ويعمل المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد على "معالجة الأزمة الإنسانية في غزة بشكل طارئ، بما في ذلك من خلال العمل على تسهيل توفير المساعدات المنقذة للحياة لأشد السكان ضعفاً وتعزيز أمن المدنيين"، وفق الخارجية الأميركية.

ويطالب الفلسطينيون والدول العربية بـ "إعادة الكهرباء والمياه وفتح ممرات آمنة لإدخال المواد والمستلزمات الطبية والصحية والغذائية لقطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين، ومنع تهجيرهم".

وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى وجود "خطة إسرائيلية ممنهجة لتدمير حل الدولتين، وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، سواء من خلال تصاعد وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية أو استمرار حصار قطاع غزة".

ويرى الوزير الفلسطيني الأسبق حسن عصفور أن قرار الإدارة الأميركية تعيين ساترفيلد في منصبه وراءه "دوافع سياسية وليست إنسانية فقط".

وأضاف عصفور أن الإدارة الأميركية تعلم أن "الحرب الإسرائيلية على القطاع ستمتد لفترة طويلة، وستحوّل قطاع غزة إلى خراب يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل لإعادة الإعمار".

وأشار إلى أن واشنطن "ألغت الدولة الفلسطينية"، وتبحث بدلاً عن ذلك في إقامة حكم ذاتي متطور بوصاية عربية جديدة".

وقال عصفور إن واشنطن تريد تشكيل "سلطة فلسطينية جديدة بديلاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن تضم كل من يوافق على الحكم الذاتي من الفلسطينيين".

جهد سياسي

واعتبر المحلل السياسي نبيل عمرو أن الموقف الأميركي من القضية الفسطينية "في هبوط مستمر، فهو انخفض من الحل السياسي إلى الحل الاقتصادي ثم الحل الأمني، واليوم انحدر إلى المستوى الإنساني فقط".

وتابع عمرو "ساترفيلد يأتي ببعض المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مقابل تقديم واشنطن الحد الأقصى من الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، وتبني الرواية الإسرائيلية كاملة".

وأشار عمرو "نحن بحاجة إلى جهد سياسي إقليمي وعربي لحل جذري للقضية الفلسطينية"، مضيفاً أن "المطلوب ليس حلاً أمنياً أو اقتصادياً أو إنسانياً".

ويرى المحلل السياسي جمال زقوت أن "إسرائيل تعمل على إقامة ممر آمن لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة بدلاً من السماح بإقامة ممرات إنسانية لدخول المساعدات الطبية والغذائية"، مشيراً إلى أن ذلك يتم بـ "تواطؤ أميركي".

وأشار زقوت إلى أن تعيين واشنطن مبعوثاً للشؤون الإنسانية "ليس سوى ذر للرماد في العيون في ظل الدعم الأميركي الكامل لإسرائيل عسكرياً ومالياً وسياسياً".

وأوضح زقوت "طالما لم تتخذ إدارة بايدن قراراً بوقف الحرب على قطاع غزة، يبقى تعيين مبعوث إنساني غير ذات معنى"، مشيراً إلى أنهم يريدون "مدّ المستشفيات بالمعدات الطبية في ظل مواصلة قصفها".

وأشار زقوت إلى أن "واشنطن متواطئة في الحرب على قطاع غزة"، واعتبر أن "الاحتلال الإسرائيلي، والانحياز الأميركي له، وغياب الإرادة السياسية للإدارة الأميركية، عوامل دفعت بالمنطقة كلها إلى الانفجار في السابع من أكتوبر".

سيرة ساترفيلد

ولا يعتبر ساترفيلد غريباً عن الشرق الأوسط وقضاياه المعقدة، إذ انخرط خلال عمله الدبلوماسي الممتد لأربعة عقود في ملفات عدة بشأن الصراع العربي- الإسرائيلي، وفي كل من سوريا وتونس ولبنان وغيرها.

وشغل ساترفيلد مناصب القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ومدير للشؤون العربية والعربية-الإسرائيلية في وزارة الخارجية، ومدير لشؤون الشرق الأدنى في طاقم مجلس الأمن القومي الأميركي.

ويتحدث السفير ساترفليد إلى جانب اللغة الإنجليزية كلاً من العربية والعبرية.

وفي عام 2000 عمل ساترفيلد على اتفاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، واتفاق "الخط الأزرق" مع الأمم المتحدة، وهو الخط الفاصل الذي رسمته المنظمة الأممية بين الجانبين.

وفي عام 2008 شارك في الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق، والتي نصت على جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية.

وفي عام 2019 انخرط ساترفيلد في المفاوضات غير المباشرة بين بيروت وتل أبيب حول ترسيم الحدود البحرية والبرية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط