Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بغداد تتجه لخصخصة فنادقها بعد تراجع مستوى خدماتها

حاجة العراق إلى أكثر من 10 فنادق في بغداد كونه مستقراً شرط أن تسلم لمستثمرين متخصصين وتدار من قبل شركات عالمية

وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإحالة الفنادق في بغداد إلى الاستثمار (أ ف ب)

ملخص

أنفقت الحكومة العراقية عام 2011 نحو 250 مليون دولار أميركي على صيانة وتأهيل الفنادق التابعة للدولة في بغداد لاستقبال الزائرين خلال فترة القمة العربية

تعمل الحكومة العراقية على إنهاء دورها في إدارة الفنادق التابعة لها بشكل كامل، وإحالتها إلى مستثمرين لإدارتها وتأهيلها من جديد، بعد أن تضررت بناها التحتية بشكل كبير وأصبحت غير قادرة على استقبال روادها.

وأنفقت الحكومة العراقية عام 2011 نحو 250 مليون دولار أميركي على صيانة وتأهيل الفنادق التابعة للدولة العراقية في بغداد، من أجل استقبال الزائرين خلال فترة القمة العربية التي عقدت نهاية مارس (آذار) 2012.

والفنادق الحكومية أو التي لديها فيها حصة كبيرة من الأسهم، هي الرشيد وبابل والمنصور وعشتار وفلسطين وبغداد.

الخدمات سيئة

وعلى رغم المبالغ الكبيرة التي صرفت لتأهيل هذه الفنادق، إلا أن خدماتها استمرت بالتراجع، الأمر الذي اضطر هيئة السياحة العراقية إلى البدء بإحالة فندق بابل إلى مستثمر قبل سنوات عدة، بعدها توقفت عن إحالة بقية الفنادق إلى مستثمرين بحجة دراسة عروض الاستثمار.

ولكن يبدو أن تراجع الخدمات والانتقادات اللاذاعة من روادها العراقيين والعرب والأجانب، دفع الحكومة العراقية إلى قرار بارز لتطوير عمل الفنادق وجلب رؤوس أموال لإدارتها وجعلها شريكة في جزء من الأرباح، بهدف إنجاح عمل هذا القطاع خصوصاً مع الإقبال على الفنادق داخل العاصمة وأغلب المدن العراقية بسبب الاستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات.

قرار السوداني

وقال رئيس هيئة السياحة ظافر مهدي إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بإحالة الفنادق في بغداد إلى الاستثمار، فيما باشرت مجالس الإدارة فيها بإعداد دراسات جدوى حولها، ومن ثم سيتم الإعلان عنها كفرص استثمارية".

وأضاف مهدي لـ"وكالة الأنباء العراقية"، أن "أغلب الفنادق تعد غير رابحة، لذا فإن القرار تضمن إحالتها إلى الاستثمار وجلب شركات رصينة عالمية لإدارتها"، مبيناً أن "الحكومة قدمت دعماً بهذا الصدد من خلال تسهيل الإجراءات وتذليل الصعاب والمضي بالاستثمار بأسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أن "فندق عشتار سيوقع عقداً استثمارياً قريباً جداً، إذ حسمت جميع النقاط الخلافية مع المستثمر، فضلاً عن تعديل العقد وفق متطلبات الشركة وهيئة السياحة"، منوهاً إلى أن "الفندق سيغلق لمدة سنتين من أجل إعادة تأهيله وتطويره".

وتشهد العاصمة بغداد حالياً تشييد سلسة من الفنادق من قبل القطاع الخاص العراقي والأجنبي، أبرزها فندق قلب العالم قرب جسر الجادرية وسط بغداد، وفندق موفنبيك بغداد في المنطقة الخضراء، وفندق بلاتينيوم في شارع المسبح وسط العاصمة.

خطوة "مباركة"

فيما اعتبر مسؤول رابطة فنادق النجف صادق أبو غنيم خطوة تأهيل الفنادق في العاصمة بغداد بـ"الخطوة المباركة"، شدد على ضرورة تأهيلها من قبل مستثمرين متخصصين وإدارتها من قبل شركات عالمية.

وقال أبو غنيم إن "هناك ستة فنادق من فئة الخمس نجوم في العاصمة بغداد، الناجح منها ثلاثة هي بابل والرشيد وبغداد وبقية الفنادق تحتاج إلى تأهيل"، واصفاً الخطوة بالجيدة شرط أن يتم تسليمها للقطاع الخاص وأصحاب شركات الفندقة.

ورأى أبو غنيم أنه من المخجل ألا يتعدى مجموع الغرف في كل الفنادق من فئة الخمس نجوم 1000 غرفة، لكون الواقع يؤكد الحاجة إلى 10 آلاف غرفة في أقل تقدير، مشيراً إلى أن فندق الرشيد يحجز طول السنة من قبل السفارات والهيئات الدبلوماسية وكذلك بابل وبغداد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أربعة عقود

وبين أن فندق شيراتون قد افتتح عام 1982، ومنذ ذلك الحين لم يتم بناء فنادق جديدة، في وقت نحن بحاجة لسلسلة فنادق تحمل أسماء عالمية بمساحات وارتفاعات شاسعة مع توفر بعض البنى التحتية من باركات ومولات، داعياً الحكومة العراقية إلى إنقاذ قطاع السياحة والفندقة من خلال تحويله إلى مشاريع استثمارية وفق مواصفات الخمس نجوم والسبع نجوم.

تأهيل فاشل

وتابع أبو غنيم أن "عملية تأهيل الفنادق التي جرت عام 2011 والتي سبقت القمة العربية عام 2012 في بغداد، هي عبارة عن صرف أموال طائلة من دون فائدة، لكون المبالغ التي صرفت كان يمكن إنشاء فنادق جديدة بها"، لافتاً إلى أن الفنادق المؤهلة ساءت خدمتها باستثناء فندقي الرشيد وبابل اللذين منحا لمستثمرين جيدين تولوا عملية الإدامة المستمرة لتلك الفنادق وشركات جيدة لإدارتهما.

10 فنادق جديدة في بغداد

وأكد حاجة العراق إلى أكثر من 10 فنادق في بغداد من قبل شركات عالمية كونه مستقراً، شرط أن تسلم لمستثمرين متخصصين وتدار من قبل شركات عالمية تعطى نسبة من الأرباح، داعياً إلى منح رخص استثمارية لشركات عالمية لبناء فنادق جديدة.

ضرورة ملحة

من جهته، يرى الباحث في الشأن الاقتصادي صفوان قصي، أن طريق التنمية ستعمل على تحسين الواقع السياحي في العراق مما يتطلب تأهيل الفنادق العراقية وبناء جديدة.

وقال قصي إن "عملية تأهيل القطاع السياحي تتطلب دراسة حاجة السياح لمختلف الخدمات من ضمنها الفندقة وعملية الانتقال من الفندق إلى المطار، مبيناً أن الفنادق تم تشييدها في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وتحتاج إلى إعادة تأهيل وتوسعة لتكون نقطة جذب للسائح والعائلة العراقية".

قطار التنمية

وأكد أن وجود قطار التنمية وفق المخطط، يمكن أن ينقل 13 مليون سائح أوروبي نحو دول الخليج عبر العراق وتركيا، ويفترض المزاوجة بين طريق التنمية وقدرة الفنادق العراقية على جذب السياح المتعطشين للملامح الحضارية والدينية والمناخية في البلاد، داعياً إلى تهيئة البنى التحتية لقطاع السياحة وإدارة قطاع السياحة بعقلية استثمارية.

واعتبر أنه من المهم السماح لرأس المال العراقي باستثمار تلك الفنادق بمشاركة أسماء عالمية وتنويع فرص الجذب للسياح، فضلاً عن نظام أمني محكم واحترام خصوصيته، واكتساب الخبرات من دول مثل تركيا ومصر في إدارة تلك المرافق والتعاون مع فنادق معروفة دولياً، مشدداً على ضرورة طبع بعض الإصدارات لتوعية السائح للانتقال نحو أروقة العاصمة، ومن الممكن أن تكون قرب الفنادق سلسلة من الماركات العالمية مع وجود سينما في الفندق.