Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاستثمار في تكنولوجيا المناخ يتراجع 40 في المئة

تراجعت الاستثمارات في تكنولوجيا المناخ في وقت أضعف عدم الاستقرار الاقتصادي والصراع الجيوسياسي ثقة المستثمرين في القطاع (رويترز)

ملخص

في تقرير أصدرته أخيراً ذكرت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" أن تقلص هذه الاستثمارات يعكس ظروف السوق أكثر من كونه ابتعاداً متعمداً عن تكنولوجيا المناخ: الاستثمار في تكنولوجيا المناخ يتراجع 40 في المئة وسط الاضطراب الاقتصادي

في العام الماضي، سجل توظيف الاستثمارات في تكنولوجيا المناخ [التقنيات والخدمات التي تسمح بإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي] تراجعاً بلغت نسبته 40 في المئة، كما ورد في تقرير أخير صادر عن شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC).

التقرير المعنون "حال تكنولوجيا المناخ لعام 2023" والصادر عن عملاق الخدمات المالية هذه، تناول بالتحليل أكثر من ثمانية آلاف شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ، وما يزيد على 32 ألف صفقة في هذا المجال تتخطى قيمتها 400 مليار جنيه استرليني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر التقرير أن انخفاض قيمة هذه الاستثمارات يعكس ظروف السوق أكثر من كونه ابتعاداً مقصوداً عن تكنولوجيا المناخ.

وتأتي نتائج التقرير في وقت أثرت حالة الغموض وعدم الاستقرار الاقتصادي والصراع الجيوسياسي سلباً في الثقة لدى المستثمرين.

كذلك وجدت "برايس ووترهاوس كوبرز" أن التراجع الذي شهده الاستثمار في تكنولوجيا المناخ كان أقل كثيراً من رأس المال الاستثماري ومتوسط الأسهم الخاصة البالغ 50 في المئة في سائر القطاعات.

في المقابل، واصلت حصة التمويل المخصصة لتكنولوجيا المناخ ارتفاعها، لتمثل أكثر من 10 في المئة من استثمارات الشركات الناشئة في السوق الخاصة في عام 2023.

إيما كوكس، رئيسة قسم المناخ العالمي في "برايس ووترهاوس كوبرز" في المملكة المتحدة، قالت إن "تطوير تكنولوجيا المناخ وتوسيع نطاقها يشكلان جزءاً أساسياً من التصدي للتحديات التي يطرحها تغير المناخ".

النبأ السار أن أداء القطاع كان جيداً نسبياً في ظل تراجع الاستثمار على نحو أقل من المجالات الأخرى -- إيما كوكس، "برايس ووترهاوس كوبرز"

"لذا، في حين أنه لا يبدو مستغرباً تراجع مستويات الاستثمار بالقيمة المطلقة في تكنولوجيا المناخ إلى جانب تراجع السوق، يبقى هذا التوجه مثيراً للقلق"، ذكرت كوكس.

ولكن النبأ السار، في رأي كوكس، "أن أداء قطاع تكنولوجيا المناخ كان جيداً نسبياً، في ظل تراجع الاستثمار على نحو أقل من المجالات الأخرى".

كذلك يبعث على التفاؤل، كما تقول كوكس، أن نشهد تحولاً في ميزان الاستثمارات نحو تكنولوجيات قادرة على خفض الانبعاثات على نحو أكبر".

"والآن لا بد من أن يستمر هذا التحول، مصحوباً بزيادة المستويات المطلقة للاستثمار في مختلف التكنولوجيات ذات القدرة على خفض الانبعاثات"، وفق كوكس.

ومن جهة أخرى، وجد البحث تحولاً نحو زيادة الكفاءة في الإنفاق على خفض انبعاثات الكربون علماً أن حصة غير متناسبة من الاستثمار ما زالت تذهب إلى تكنولوجيا تنطوي على إمكانات أقل.

يبعث على التفاؤل أن نشهد تحولاً في ميزان الاستثمارات نحو التكنولوجيات القادرة على خفض الانبعاثات على نحو أكبر -- إيما كوكس، "برايس ووترهاوس كوبرز"

وقالت "برايس ووترهاوس كوبرز" إنه في حين انخفضت أرقام الاستثمار الإجمالية، سجلت حصة الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري في مجال تكنولوجيا المناخ ارتفاعاً، إضافة إلى المنح المقدمة للشركات الناشئة التي تشتغل على تطوير تكنولوجيات محتملة مخصصة لخفض قدر أكبر من انبعاثات الكربون.

كذلك وجد التقرير أن حصة الاستثمار في الطاقة الشمسية ارتفعت على نحو متناسب بنسبة 24 في المئة، بينما ارتفع نصيب الهيدروجين الأخضر بنسبة 64 في المئة.

وفي جانب آخر، ارتفع احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه بنسبة 39 في المئة منذ عام 2022، على رغم أنه ما زال يمثل أقل من 2 في المثة من إجمالي تمويل تكنولوجيا المناخ.

ومن ناحية أخرى، انخفضت نسبة رأس المال الموجه إلى التكنولوجيات ذات القدرة الأقل نسبياً على خفض الانبعاثات.

مثلاً، تقلصت الحصة النسبية من الاستثمار في السيارات الكهربائية ذات البطاريات الخفيفة بنسبة 50 في المئة منذ عام 2022، وانخفضت الحصة النسبية من الاستثمار في وسائل النقل الصغيرة (مثل الدراجات الإلكترونية) بنسبة 38 في المئة.

ومع ذلك، ما زال التنقل بأشكاله المختلفة (المواصلات) يمثل 45 في المئة من الاستثمار في هذا المجال.

وشهد القطاع الصناعي، وهو أحد القطاعات الذي يطلق أعلى نسبة من الانبعاثات في الاقتصاد، زيادة في استثمارات تمويل مشاريع تكنولوجيا المناخ.

فيما قد تؤثر محركات الصناعة والاقتصاد الكلي هذه في ثقة المستثمرين، تراها توفر أيضاً فرصاً كبيرة للمستثمرين للمشاركة في التراجع الحالي حيث ستنمو الحاجة إلى ابتكارات في تكنولوجيا المناخ -- بيل جاكسون مور، "برايس ووترهاوس كوبرز"

وكان المستثمرون قد وجهوا في السابق أقل من 8 في المئة من تمويل مشاريع تكنولوجيا المناخ إلى الصناعات الصناعية بين عامي 2013 والربع الثالث من 2022، وفق "برايس ووترهاوس كوبرز".

لكن التحليل وجد أن حصة الاستثمار في القطاع تضاعفت تقريباً إلى 14 في المئة بين الربع الرابع من 2022 والربع الثالث من 2023.

كذلك يبين التحليل أن المستثمرين قد تحولوا على نحو مطرد بعيداً عن صفقات المرحلة المبكرة إلى صفقات المرحلة المتوسطة، لأسباب تشمل التحديات المتعلقة بتوسيع نطاق تكنولوجيا المناخ كثيفة رأس المال أو تنفيذها، فضلاً عن بيئة الاقتصاد الكلي المليئة بالتحديات.

وورد في التقرير أن الصفقات في مراحلها المبكرة شكلت أكثر من ثلثي مجموع صفقات تكنولوجيا المناخ في عامي 2018 و2019، وتراجعت إلى نحو 47 في المئة في 2023.

وقال ويل جاكسون مور، قائد الاستدامة العالمية في "برايس ووترهاوس كوبرز" في المملكة المتحدة: "إن بيئة الاقتصاد الكلي المليئة بالتحديات، والتقييمات المنخفضة، والاضطرابات الجيوسياسية قادت إلى انخفاض تدفقات رأس المال إلى مشاريع تكنولوجيا المناخ بنسبة 40 في المئة في وقت كانت تكنولوجيا المناخ في أمس الحاجة إليها".

"ولكن فيما قد تؤثر محركات الصناعة والاقتصاد الكلي هذه في ثقة المستثمرين، تراها توفر أيضاً فرصاً كبيرة للمستثمرين للمشاركة في التراجع الحالي، حيث ستنمو الحاجة إلى ابتكارات في تكنولوجيا المناخ"، أضاف جاكسون مور.

المزيد من بيئة