Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجمات تركيا شمال شرقي سوريا مقدمة لسيناريوهات جديدة بالمنطقة

مسؤول كردي: موقف واشنطن كان ضعيفاً وروسيا لم تقم بواجبها

تشكلت وحدات حماية الشعب عام 2012 على أثر تعرض المناطق الكردية لهجمات مسلحين سوريين بدعم تركي (اندبندنت عربية)

ملخص

"موقف الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش تجاه الهجمات التركية كان ضعيفاً جداً"

منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري دخلت العمليات العسكرية التركية الجوية مرحلة جديدة من جهة نوعية الاستهداف في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، كان عنوانها "تدمير البنية التحتية" في مناطق الإدارة الذاتية، إذ بلغ عدد المواقع والمنشآت التي جرى تدميرها وتضررها من الهجمات الجوية 104، منها محطات كهرباء ونفط ومستشفيات وغيرها والتي أصبحت خارج الخدمة جراء القصف الذي دام خمسة أيام متواصلة.

وفقد نحو 44 شخصاً بينهم أطفال ونساء وعناصر من قوى الأمن الداخلي وكذلك من قوات سوريا الديمقراطية حياتهم، أصيب 55 آخرون بجروح متفاوتة في عموم مناطق شمال شرقي سوريا، كما بلغ عدد الضربات الجوية والبرية التركية على المنطقة في الفترة ذاتها 580 ضربة بحسب حصيلة أعلنتها الإدارة الذاتية.

كثافة الهجمات التركية وحديث مسؤوليها عن إمكانية قيام أنقرة بعملية برية جديدة على مناطق شمال شرقي سوريا بعد هجوم مسلح لحزب العمال الكردستاني على مديرية الأمن في أنقرة، في الأول من أكتوبر، فتحت الباب أمام سيناريوهات جديدة في المنطقة التي تواجه تعقيدات أمنية وعسكرية، وفي مقدمها نشاط خلايا تنظيم "داعش" لا سيما في ريف دير الزور الشرقي الذي شهد مواجهات مسلحة بين "قسد" ومسلحين من العشائر أواخر أغسطس (آب) الماضي.

وفي حديث للناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، نوري محمود قال لـ"اندبندنت عربية" إن موقف الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد "داعش" تجاه الهجمات التركية على المنشآت والمواقع، في شمال شرقي سوريا الأخيرة، كان ضعيفاً جداً، بينما "لم تقم روسيا بواجبها على رغم أنها دولة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بعد احتلال سريه كانيه (رأس العين) وتل أبيض عام 2019"، وأن موقفها كان مثل الموقف الأميركي ضعيفاً على رغم استهداف تركيا المنشآت والبنية التحتية والمدنيين، كما قال.

وأشار الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب إلى أن توقع شن عملية عسكرية برية تركية هو "موضوع دائماً على رأس قائمة أولويات أردوغان (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، وهو يتحين الفرصة لشن عملية برية، وشدد على أن مشروع الإدارة الذاتية القائم على فلسفة العيش المشترك بين مكونات المنطقة يشكل عائقاً أمام طموحات الرئيس التركي الذي يسعى إلى تنفيذ خريطته "السلطانتية"، وأنه فشل على رغم صرف كل مقدرات الدولة التركية والشعوب التركية "ويستنجد بجميع دول العالم بما فيها دول من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا والصين من أجل الحصول على إمكانية القضاء على هذا المشروع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المنشآت الحيوية في مرمى النيران

ومع بدء الهجوم التركي الأخير على مناطق شمال شرقي سوريا قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن جميع المنشآت والبنى التحتية في المنطقة هي أهداف لعملية عسكرية تركية، وعلق المتحدث باسم وحدات حماية الشعب حول اتهام تركيا بضلوع قوات سوريا الديمقراطية في عملية أنقرة بأن العملية مرتبطة بقضايا داخلية، وتركيا تريد، من خلال توجيه الاتهام للإدارة الذاتية وقواتها، الحصول على موافقة ودعم دولي للهجوم على المنطقة، وبما أن الرئيس التركي فشل في هذه الخطوة أو بهذه المحاولات "نراه يستهدف البنية التحتية والمدنيين وموظفي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، لإفراغها وتغيير ديموغرافيتها وجعلها حديقة يجند فيها مرتزقته لاستخدامهم في تمدده بالمنطقة".

"تركيا تتستر على قتلاها"

وفي رد فعل غير مسبوق من قبل القوات الكردية على الهجمات التركية، قامت هذه القوات، مرات عدة، باستهداف القواعد التركية المنتشرة في المناطق التي تحتلها تركيا داخل الأراضي السورية، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك. وكشف المسؤول العسكري الكردي - السوري عن أن تركيا لم تكشف عن حقيقة أعداد قتلاها في هذه الهجمات.

استراتيجية دفاعية جديدة

وبحسب بيانات وزارة الدفاع التركية حول عملياتها الجوية والمدفعية لمواقع ومنشآت شمال شرقي سوريا، فإن العشرات من قوات سوريا الديمقراطية قضوا فيها. وقال الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب إنهم استفادوا من تجارب سابقة للعمليات التركية على مناطقهم سواء في عفرين 2018 أو سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض 2019، واعتمدوا تكتيكات واستراتيجيات دفاعية لحماية قواتهم "وكيفية إدارة المواجهة مع المحتل التركي، لذا قام باستهداف البنية التحتية لينشر صور الضربات ويوهم الرأي العام المستاء من سياساته بأنه في حرب مستمرة، وأنه يواجه الأعداء لصرف الأنظار عن القضايا الداخلية الملحة"، مضيفاً أن تركيا، على رغم استخدامها طائرات "أف-16" والمسيرات المتطورة فلم تستطع ضرب قواتهم "بسبب الاستراتيجية العسكرية المتبعة من قبل قواتنا".

اتهامات متبادلة بالإرهاب

وتابع محمود "فشل نظام أردوغان في كل محاولاته العسكرية بالقضاء على القضية الكردية"، وعلى هذا الأساس فإن تركيا تعمل على تصدير مشكلاتها وأزماتها الداخلية إلى الخارج، بعدما تحولت "إلى دولة راعية وحاضنة للإرهابيين في الداخل التركي، وتدعم أيضاً المنظمات الإرهابية خارج تركيا، وهذا مما يجعل علمانية الدولة التركية والديمقراطية في الداخل التركي على المحك وتتجه نحو الزوال والانهيار".

في المقابل تتهم تركيا وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية بارتباطها بحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض قتالاً من أجل حل القضية الكردية داخل تركيا منذ عام 1984 في حين تنفي هاتان القوتان الاتهام التركي.

المزيد من الشرق الأوسط