توعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بالرد على الحدود اللبنانية ودعا عناصر الجيش الإسرائيلي عند الجدار الفاصل بالانتظار للمواجهة.
وقال نصر الله، "من الآن فصاعداً، سنواجه الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في سماء لبنان، وعندما تدخل سماء لبنان سنعمل على إسقاطها".
واعتبر في كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام مناصريه، الذين شاركوا في احتفال حزبي أُقيم في بلدة العين، قرب بعلبك عند الحدود السورية، "ما حصل ليل أمس هو هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت"، معتبراً إياه بمثابة "أول عمل عدواني منذ" انتهاء حرب تموز 2006.
وأضاف "إذا قتلت إسرائيل أيّاً من إخواننا في سوريا، فسنرد في لبنان وليس في مزارع شبعا"، موضحاً أن "الهجوم الإسرائيلي في سوريا استهدف مواقع لحزب الله".
وأعلن نصر الله مقتل عنصرين من حزبه في الغارات الإسرائيلية على سوريا.
كلام نصر الله جاء بعد ساعات من انفجار طائرة مسيّرة في الضاحية الجنوبية، قرب المقر الإعلامي لحزب الله في محلة معوض، فجر الأحد 25 أغسطس (آب).
وفيما وُجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل بإرسالها الطائرة، كشفت معلومات عن أن هناك طائرة أخرى سقطت قبل دقائق من انفجار الثانية في المكان ذاته، نتيجة عطل فني أو بفعل حجر وجهه إليها أحد شبان المحلة، وهي الآن في عهدة حزب الله الذي "يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها"، وفق مسؤوله الإعلامي محمد عفيف.
وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنه عند الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف ليل السبت- الأحد، و"أثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق (...) الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء، متسببةً بأضرار اقتصرت على الماديات".
بومبيو والحريري... وجعجع
وقبيل كلام نصر الله، تلقّى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عرضا فيه التطورات على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
وأكّد بومبيو، خلال الاتصال، ضرورة تجنّب أي تصعيد والعمل مع الأطراف المعنية لمنع أي شكل من أشكال التدهور.
وشدّد الحريري على التزام لبنان القرارات الدولية، لا سيّما القرار 1701، منبّهاً إلى مخاطر استمرار الخروقات الإسرائيلية لهذا القرار وللسيادة اللبنانية ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات. وأكّد بذل الجانب اللبناني كل الجهود لضبط النفس والعمل على تخفيف حدّة التوتر.
وفيما استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "الاختراقات الإسرائيلية المتكررة لسمائنا ولجوءهم إلى طائرات مسيّرة مفخخة ضد أهداف في لبنان"، دعا "الحكومة اللبنانية إلى مناقشة موضوع وجود القرار الاستراتيجي العسكري والأمني خارج الدولة، واتخاذ التدابير اللازمة لإعادته إلى الدولة، رفعاً للأذى عن شعبنا وتجنباً للاسوأ".
لبنان والأمم المتحدة
ودان الرئيس اللبناني ميشال عون "العدوان الإسرائيلي السافر على الضاحية الجنوبية"، معتبراً أنه "فصل من فصول الانتهاكات المستمرة (...) ودليل إضافي على نيات إسرائيل العدوانية واستهدافها الاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة".
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الأحد، أنّ سقوط طائرتي استطلاع فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة "عدوان" على سيادة لبنان ويشكل "تهديداً للاستقرار" في المنطقة.
وأعطى وزير الخارجية جبران باسيل "تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية". وأكد باسيل، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية، "حرص لبنان على تنفيذ القرار1701، الذي تقابله إسرائيل يومياً بخروقات متكررة تروّع بها اللبنانيين وتهدّد أمنهم".
غارات إسرائيلية
وتزامن هذا الحدث، مع غارات نفذتها طائرات إسرائيلية منتصف ليل السبت- الأحد، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت قوات إيرانية قرب دمشق، كانت تخطط لإطلاق طائرات مسيّرة نحو أهداف في إسرائيل.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن "الضربة استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية تخطط لشنّ هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل، انطلاقاً من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة"، وقال متحدث عسكري للصحافيين إن القوات كانت تُعدّ لإطلاق "طائرات مسيّرة قاتلة" على إسرائيل.
"أهداف معادية"
وكانت وكالة "سانا" أعلنت أن مضادات الدفاع الجوي للنظام السوري تصدت مساء السبت "لأهداف معادية" في سماء دمشق، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع دوي انفجارات، يُرجح أنها ناجمة عن "قصف إسرائيلي".
وأفيد بأن الجيش الإسرائيلي أكد سقوط قتلى في غاراته على فيلق القدس قرب دمشق.
وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغريدة على "تويتر"، أن إسرائيل أحبطت بعد جهد كبير، مخططاً لفيلق القدس لشن هجوم على إسرائيل وألاّ حصانة لإيران في أي مكان.