أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد 25 أغسطس (آب)، أن مقاتلاته نفّذت غارات في سوريا لمنع قوة إيرانية من شن هجوم بواسطة طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجّرات.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تشن باستمرار غارات في سوريا، إلا أنها نادراً ما تقر سريعاً بعملياتها العسكرية في الأراضي السورية، وقد حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بأنها ليست بمنأى عن ضربات جيشه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس "تمكن الجيش بواسطة مقاتلاته من إحباط محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقاً من سوريا لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيّرة قاتلة".
وأشار كونريكوس إلى أن الهجوم الإسرائيلي استهدف "عدداً من الأهداف الإرهابية ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية" في منطقة عقربة في جنوب شرقي دمشق.
ووفق المتحدث الإسرائيلي فقد منع الجيش الإسرائيلي الخميس محاولة سابقة لشن هجوم بطائرات مسيّرة، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وقال "التهديد كان كبيراً وهذه الطائرات المسيّرة القاتلة كانت قادرة على ضرب أهداف بقدرة كبيرة".
في المقابل، ذكرت وكالة العمال الإيرانية، شبه الرسمية، أن قائداً كبيراً في الحرس الثوري نفى، الأحد، إصابة أهداف إيرانية في الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا.
ونقلت وكالة العمال الإيرانية عن الميجر جنرال محسن رضائي قوله "هذا كذب وغير صحيح... لا تملك إسرائيل والولايات المتحدة القوة لمهاجمة مختلف مراكز إيران، ومراكزنا الاستشارية (العسكرية) لم تُصب بضرر".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات تسببت بمصرع مقاتلين اثنين من حزب الله اللبناني وثالث إيراني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للإيرانيين وحزب الله في المنطقة الواقعة بين مطار دمشق الدولي والسيدة زينب في جنوب شرق دمشق أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، اثنان من حزب الله وثالث إيراني".
"سانا": غالبية الصواريخ الإسرائلية دُمرت
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أنه "في تمام الساعة 23,30 رصدت وسائط دفاعنا الجوي أهدافاً معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق".
وتابع المصدر "على الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة"، مضيفاً أنه "تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".
وكان مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في دمشق قد أفاد بأنه سمع دوي عدة انفجارات قبل إعلان وسائل الإعلام السورية أن "الدفاعات الجوية تتصدى للأهداف المعادية وتسقط معظمها في المنطقة الجنوبية"، في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري أن الانفجارات في محيط العاصمة دمشق ناجمة عن قصف يرجح أنه إسرائيلي.
قالت وسائل إعلام سورية إن الدفاعات الجوية اعترضت "أهدافا معادية" فوق العاصمة دمشق السبت.
قال شهود في دمشق إنهم سمعوا وشاهدوا انفجارات في السماء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشنت إسرائيل مئات الغارات في سوريا منذ بدء النزاع هناك عام 2011 معظمها على حد قولها ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني الذي يدعم الرئيس بشار الأسد.
وبعد ساعات على الغارات في سوريا أفاد مسؤول في حزب الله عن سقوط طائرة مسيرة وانفجار أخرى في معقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. إلا أن المسؤول لم يكن باستطاعته تأكيد ما إذا كانت الطائرتان إسرائيليتين أو إن كان حزب الله هو من أسقطهما.
وتؤكد إسرائيل أنها مصممة على منع عدوتها اللدودة إيران من نشر قواتها في سوريا.
نتنياهو: لا حصانة لإيران
وفي بيان صدر بعد دقائق من إعلان الجيش الإسرائيلي، أشاد نتنياهو بـ"الجهد العملاني الضخم" للجيش الإسرائيلي وإحباطه محاولة هجوم "فيلق القدس الإيراني والميليشيات الشيعية".
وتابع رئيس الوزراء "لا حصانة لإيران في أي مكان" مضيفاً أن "قواتنا تعمل في كل القطاعات في مواجهة العدوان الإيراني".
وقال المتحدث باسم الجيش إن إسرائيل تحمّل إيران والنظام السوري مسؤولية محاولة الهجوم بواسطة الطائرات المسيّرة، مؤكداً "رفع جاهزية" قوات الجيش في شمال إسرائيل "للرد على أي تطوّر".
وأوضح كونريكوس أن القوات الإيرانية شنّت في عام 2018 ثلاث ضربات صاروخية على إسرائيل انطلاقاً من سوريا، مضيفاً أن استخدام طائرات مسيّرة "انتحارية" معدّة للانفجار عند بلوغها أهدافها يشكل "تكتيكاً مختلفاً" وجديداً.