تنتهي رواية الياباني هاروكي موراكامي " 1Q84" (ترجمة أنور الشامي، المركز الثقافي العربي) بلا مصائر، إنه أمر فريد بالطبع، أن تقرأ 600 صفحة في رواية، ولا تعرف مصير أي شخصية من شخوصها، على الرغم من قوة الأحداث وشراسة الوقائع والتحولات التي تصيب كل من في الرواية. ولكن مهلاً، ففي استطاعة القارئ اختيار المصير الذي يراه ولن يشكل هذا فارقاً على الإطلاق. وهو قطعاً سيكون مصيراً عقابياً بالنظر إلى ما اقترفته الشخوص من أخطاء وجرائم وخداع.
نحن إذاً أمام عمل غير معني بالنهايات والمصائر النمطية التي قد تتغير وتتبدل، تماماً كما تغيرت مسارات الشخوص وتبدلت في الرواية نفسها. ولكنها في نهاية المطاف مصائر ذاتية في ظاهرها وجمعية في جوهرها. هذا ليس له علاقة برواية جورج أورويل " 1984 " حيث الأخ الأكبر هو الذي يقرر كل شيء نيابة عن الجميع. هنا يختلف الأمر، لأن للزمن قيمة أكبر وأهم، ومقدرة على تسيير الشخوص ودفعها قدماً للقيام بما لا يخطر ببال شخص نمطي يعيش حياة مألوفة رفقة عائلة.
لا عوائل أو أسر هنا لأحد، الشخوص كلها وحيدة، لأن الماضي هو الذي رسم لهذه الشخوص وسواها هذا الحاضر الذي قد يبدو في جزء منه عبثياً، وعليه كان للزمن ومسيره أثر بالغ في مسار الشخوص وما تقدم عليه. وسيكون الزمن نفسه عرضة لدى بعض هذه الشخوص لتغيرات تشبه المعجزات لأنها تتعلق باختلاق كواكب أخرى والتأثير في مدارات كوكبنا. إنه لأمر يشبه الأحجية في بعض الأحيان. ولكن بقليل من التأمل، ندرك أن الأمر لا علاقة له بالأحاجي. يلعب الحب دوراً رئيساً في صناعة الوهم أو في إرباك الحواس، كما هي الحال مع "تنغو" وعشقه للمراهقة الكاتبة فوكوـ آري. ويلعب التشتت دوراً آخر، وحكاية القمرين اللذين يراهما "تنغو" معاً في السماء، يراهما منفرداً، ما يعني أن التشتت الذي وصل إليه جعله يصاب في حواسه بعطب لم يدركه ولم يشعر به، وهي حال سيكولوجية محض، ولا سبيل إلى التخلص منها إلا بإعادة الأمور إلى مساراتها. وهو ما لن يحدث بالطبع لأن كل ما يحدث هنا لا سبيل إلى التراجع عنه، حيث التراجع يعني الموت حقاً ومجازاً.
طوكيو الثمانينيات
ثمة شبكة من الشخوص موجودة في طوكيو منتصف الثمانينيات. هذه الشبكة لا علاقة لأحد بآخر؛ أعني لم يكن أحد قريباً لأحد آخر أو صديقاً أو زميل دراسة أو أي شيء من هذا القبيل. في 1984 لجورج أورويل انعدام للحريات الشخصية واستبداد يمارسه الأخ الأكبر. كان أورويل يتحدث عن انتصار ستالين وضمه قسماً من أوروبا وتثبيته الماركسية كنظام حكم. ولذلك جاءت التسمية هنا مختلفة حيث استبدل حرف Q بالرقم 9. ويوضح موراكامي الفرق بأنه أراد علامة السؤال لأن الأمور يكتنفها الغموض. وهو الغموض الذي أباح للروائي الاتكاء على خيال مجنح في هذه الرواية. فبينما يختفي الأخ الأكبر هنا، تبرز أحجية "الناس الصغار" التي يتساءل عنها الجميع، وقد وردت في نص روائي لمراهقة تكتب للمرة الأولى.
علامة السؤال تعني أن الوضوح غير متيسر تماماً، وغياب الأخ الأكبر تملؤه الأبراج ومصانع السيارات والقواعد الأميركية والحركات الطلابية ورفض المؤسساتية، وانعدام الروح القومية إلى حد كبير، فلم تسمع أومامه على الطريق السريع أي موسيقى أو أغنية يابانية تنبعث من سيارة متوقفة، بل كان أول ما طرق سمعها سيمفونية تشيكية ليست شهيرة أبداً، إلى الحد الذي جعل أومامه نفسها تستغرب كيف عرفت السيمفونية على الفور بالرغم من عدم شيوعها، ثم تسمع مايكل جاكسون وفرقة آبا السويدية. والسيمفونية التشيكية تعبير عن تثبيت أوامر الأخ الأكبر ورسوخها في بعض مناطق العالم، بالرغم من القلاقل التي أخذت تعصف بأوروبا الشرقية مثل تشيكيا وربيعها في أواخر الستينيات، ونقابة التضامن في بولندا في أوائل ومنتصف الثمانينيات، وهو زمن الرواية. أما جاكسون فهو يعبر عن هيمنة الثقافة الأميركية وسطوتها، وتأتي فرقة آبا السويدية للتعبير عن استقرار دول وشعوب من دون أخ أكبر وبلا تأثير له على رغم قربه الجغرافي. أما الحركات التي أتينا على ذكرها، فقد نشأت بوادرها في اليابان في الستينيات أثناء تجديد اتفاقية عسكرية بين أميركا واليابان، وتجلت في السبعين حيث الصدامات بين الطلبة والشرطة. ولم يخبرنا الروائي عن الجيش الأحمر مثلاً، ولكنه استعاض عن ذلك بحركات وجماعات أسبغت على نفسها ثوباً بيئياً حيناً ودينياً حيناً آخر.
في ظل بدء الحراك في بولندا "نقابة التضامن بزعامة ليخ فاليسا" تدور أحداث الرواية، وهو توقيت ليس اعتباطياً، فبينما يسعى العالم للتحرر والاستقلال ومواجهة الظلم ـ كما يوحي المؤلف ـ نرى اليابان وقد أمعنت في الاستسلام بعد محاولات يائسة في الستينيات والسبعينيات. يمكن القول هنا إن الروائي يعبر عن حلم ياباني مات أو اختفى، فالأحداث في مجملها ذات طابع شخصي وفردي إن جاز التعبير. فكل شخصية معنية بذاتها وبعملها… لا توجد أحلام ومستقبل منتظر أو أهداف واضحة. فمن يقتل يقتل للانتقام حتى لو لم يكن يعرف القتيل ولم يؤذه. يكفي أن يكون القتيل عنيفاً مع زوجته ليصبح مرشحاً للموت. هنالك دوافع للقتلة بالطبع، لكنها ليست مقنعة وليست كافية. فإذا كانت ابنة الأرملة العجوز انتحرت بسبب عنف زوجها، فإن هذا لا يعطيها الحق في الانتقام من أي رجل يمارس العنف مع زوجته، وهو ما ينطبق على أومامه التي تصبح ذراع الأرملة الضاربة من خلال دراستها للطب الرياضي وتدريباتها الجسدية العنيفة وما شابه ذلك. أما "تنغو" فهو مجرد محرر وكاتب روايات مبتدئ. وصل إلى القائمة القصيرة أكثر من مرة ولم يفز بجائزة الكتاب الجدد. لكنه لا يبدو متحمساً أو مثابراً، حيث يعيش وحيداً في طوكيو والمردود المالي الذي يحصله يكفيه لكي يعيش مرتاحاً إلى حد ما، وهو مستعد لعمل كل شيء في المجلة بما في ذلك الكلمات المتقاطعة، وممارسة الخداع وهذا كله إضافة إلى كونه أستاذ رياضيات شبه متفرغ.
لا توجد أهداف مشتركة لهذه الشبكة غير المترابطة. كوماتسو يرأس تحرير مجلة أدبية، ويهتم بالمال والشهرة. الأرملة العجوز تؤسس داراً لإيواء الزوجات المعنفات وتخطط لقتل بعض الأزواج وأومامه تنفذ. فوكوـ آري مراهقة غامضة هربت من كومونة قرب طوكيو تزيت بلبوس ديني وأصبحت طائفة دينية لها حقوقها. تكتب رواية غامضة ولكنها ركيكة. أومامه تقتل أكثر من رجل وتذهب في مواعيد أخرى تفتش عن رجال محددين بمواصفات جسدية محددة، لتقضي معهم أوقاتاً جنسية حميمة تشبع رغباتها، وهو ما تفعله الشرطية أيومي الأمر الذي يجعلهما صديقتين بعد منتصف الرواية. وهو أمر لافت بالطبع؛ أعني أن تترافق القاتلة والشرطية معاً للبحث عن إشباع الغرائز، ما يعني أن الطرفين لا يجمع بينهما هوية وطنية أو مجتمعية، بمقدار ما تفعل هوية فرعية، نكاد نتلمس مثلها أو غيرها لدى شخوص الرواية. إننا بهذا نكون أمام يابان مختلفة عن التي كانتها قبل الحرب.
الواقعي والخيالي
يؤسس الروائي معماره مازجاً الواقعي بالخيالي، فالقارئ لا يعرف إن كانت بعض المعلومات التي يوردها دقيقة أم لا، ولكنها في الرواية لا تشكل فارقاً. فسواء كانت طريقة القتل علمياً صحيحة أم لم تكن فإن الأساس هو القتل وليست التفاصيل. ولكن هذه التفاصيل التي تعج بها الروايةـ ليست تفاصيل القتل فحسب ـ هي التي تسهم في تقوية الرواية وتحولها إلى عمل آسر. ثمة تشويق فاتن وساحر، قائم على ما يشبه ألف ليلة وليلة، حيث يريد القارئ أن يعرف إلى أين سوف تصل الأمور مع أومامه وتنغو الذي يعيد صياغة رواية فوكوـ آري وكوماتسو والأرملة العجوز صاحبة دار الإيواء. ثم يبدأ التلاعب بالزمن والأحداث المرافقة. فبينما أومامه تمشي أسفل الطريق السريع تلمح شرطياً بلباسه العسكري ومسدسه البريتا، وهو ما يقلقها، حيث لا تعرف إن جرى تعديل على زي الشرطة وسلاحهم، لتكتشف أن هذا حدث منذ سنتين وهي لا تعرف، على الرغم من كونها مهتمة بتفاصيل ما يحدث وبقراءة الصحف ومتابعة الأخبار أياً كانت. وهي أول إشارة يمنحها الروائي للقارئ على وجود عطب في إحدى شخصياته التي تبدو من جميع الزوايا الأخرى شخصية مكتملة عقلياً وجسدياً وتنفيذاً ودقة. إن هذا العطب يشبه عطب "تنغو" الذي يصر على رؤية القمرين في وقت واحد في سماء طوكيو. يسأل معارفه عن القمر ولا أحد يأتي على موضوع القمرين أو يفاجأ مثلاً، لكنه حين يكون وحيداً يرى القمرين بوضوح وبلا مواربة.
أومامه لا تتذكر واقعة السحاق مع إحدى المراهقات منذ سنين إلا وهي في طريقها لقتل رجل. "تنغو لا يتذكر مشهد أمه في حضن رجل آخر غير أبيه إلا صبيحة الأحد حتى لو كان في أهم اجتماع في حياته، حيث يصاب بضيق التنفس وتتشنج عضلاته ويضطرب والكل يلاحظ ذلك. ولأن العطب قائم فإن ما تبدو لنا علاقة طبيعية بين "تنغو" وامرأة متزوجة، تكشف عن عطب آخر لدى "تنغو" فبينما هي تقوم بمداعبة جسده، يستحضر مشهد أمه والرجل الغريب، فيصيبه هياج لم يعهده من قبل.
يتلاعب الروائي بالزمن كيفما يشاء، فهو يعود بين حين وآخر ليزيح الغطاء عن جزء من ماض لشخصية ما، ليكتشف القارئ أن الشخصية لم تكن اكتملت بعد. وشيئاً فشيئاً نكتشف أن الماضي المعطوب لهذه الشخوص كلها، قد لعب دوراً في العطب الذاتي الراهن، والمستقبلي. فلولا العطب الذي رافق "تنغو" مع أبيه في حياة مقيتة، لما ترك المنزل. ولولا التشدد الذي نمت فيه أومامه في طائفة الشهود لما تركت المنزل والعائلة. ولولا انتحار ابنتها وهي حامل، لما نمت رغبة القتل عند الأرملة العجوز. ولأن الماضي كان سبباً مباشراً في تشكيل الشخوص راهناً، فإن أحداً لا يعرف شيئاً عن مستقبل هذه الشخوص ومصائرها، خصوصاً مع العطب الذي يجتاح كل شخصية على حدة.
والسؤال الرئيس الآن هو: ما الذي يجعل من رواية كهذه آسرة ومشوقة إلى هذا الحد؟ وبإيجاز أقول إنه أسلوب الروائي المدهش، سواء في رسم شخوصه أو في الحكي عن وقائع الرواية وما قد ينتظر القارئ. إضافة إلى الغموض في الشخوص نفسها، بحيث يتوقع القارئ أي تحول غير محتمل قد يحدث، خصوصاً أننا كقراء لا ندرك تماماً ماذا تريد هذه الشخصيات في الأصل.
ماهية الزمن
يبدو أن هنالك حكماً مبرماً على البشرية، فحواه أن تدفق الزمن بالطريقة المعهودة منذ آلاف السنين، قاد البشرية إلى كوارث لن تُنسى، وسوف تظل هذه الكوارث تحل بالبشرية، ما لم يحدث تغير جوهري في ماهية الزمن. إن اختلاف زي رجال الشرطة وأسلحتهم منذ سنتين، وهو الذي لم تلحظه أومامه في حينه ولم تسمع به، لم يشعر أومامه أن هنالك شيئاً تغير في الحياة. ويبدو أن الروائي منشغل بشيء آخر عوضاً عن هذا الأمر. فقد تبين لأومامه أن الزمن تغير مذ عرفت بموضوع زي الشرطة وسلاحهم، وصار لزاماً عليها أن تضع في وعيها أن زمناً جديداً حل في البلاد، وعليها أن تعلم تبعاته. هذا التغير يحدث في الفترة التي انتقلت أومامه للعمل قاتلة محترفة ومأجورة لدى الأرملة العجوز. لم تقدر هذا التغير في حياتها، ولكنها وجدت شكل المسدس الجديد مع رجال الشرطة أمراً غريباً وله تداعيات خطرة.
لا يقدم الروائي أبطاله ووقائع الرواية في خط مستقيم، ولا يهمه الزمن الكرونولوجي، ولا يلمس القارئ مشاعر أو تعاطفاً هنا أو هناك، مع القاتل أو القتيل. لقد أوصلنا إلى مرحلة بدا فيها العالم بشعاً وبلا أمل في التغير نحو الأفضل. لم تكن الحرب ضمن خياراته لأنها في الأصل كانت حدثاً شكل وعي الناس وطبع حياتهم بشكل بدا وكأنه أمر لم يكن منه بد. ولذلك تم التركيز على البعد الذاتي للشخوص وحكاياتها وحاضرها ومستقبلها. أليست الرواية هي ملحمة الفرد؟
يستطيع العطب الذاتي في الشخوص إنْ جمعناه، أن يشكل عطباً مجتمعياً، على الرغم من التقدم الاقتصادي الهائل لليابان. فالتفكك الأسري بلغ ذروته، والذاتية لدى الشخوص هي التي تتحكم في الكلية العامة. لا أخ كبيراً يقرر ويرشد ويأمر. كل شخص هنا حتى لو كان طفلاً، يصبح له حق الانسلاخ عن الأسرة، وليست مصادفة أن "تنغو" و"أومامه" و"فوكوـ آري" غادروا أسرهم أطفالاً. ولكن هذه الذاتية تحديداً هي التي تعطينا تلك الشهادة عن العالم الذي نعيش فيه. هذا ما يقوله آرنستو ساباتو الروائي والناقد الأرجنتيني الكبير، حيث يبدأ "وإذا لم تأت التجارب، وحتى تجارب أكبر أناني أو منكر للذات، من حضوره في هذا العالم الذي قُدّر له أن يعيش فيه، فمن أين تأتي وأين تولد؟ من موقع الرؤية هذا تعطينا الرواية وحتى الأكثر ذاتية، وسواء كانت بأسلوب أقل أو أكثر تعقيداً ومباشرة، تلك الشهادة عن العالم الذي يعيش فيه بطلها"... انتهى الاقتباس.
تبدو الغرائبية قرينة الواقع الموضوعي، وهو أمر يحتاج إلى مقدرة فنية عالية لتشكيله على هذا النحو. نحن لسنا أمام طفل أو معاق عقلياً لنشك في رؤية "تنغو" لقمرين في السماء. إنه يرى القمر المألوف وقمراً آخر أخضر في حضنه، وهو بالتأكيد قمر يطلع من أعماق "تنغو" بعد غياب "فوكوـ آري". هل هو الحب؟ أجل، فقد فتن بها وشعر بنفسه أسيراً لهذا الإنسان غريب الطباع وغير المنسجم مع الكتلة الاجتماعية الكبرى، سواء في الكومونة نفسها أم في طوكيو. ونحن نتقبل ذلك، بل لا يوجد ما يجعلنا نرفضه، إنه أشبه بالفتاة الطائرة عند ماركيز، حيث لا أحد من القراء يناقش الموضوع علمياً. الرواية تحل محل الواقع الموضوعي بعلميته وزمنه وبنيته ومساره، ذلك لأن شخوصاً غير عادية هي التي شكلت منذ البداية هذه البنية من أعماقها. وإلا لشككنا في عمليات القتل أو تفحصناها علمياً على الأقل. لكننا لا نفعل، بل نشعر أن هنالك أموراً ومعارف جديدة أضيفت إلى خبراتنا. هذه قوة الرواية؛ بناء واقع متخيل من خلال واقع موضوعي وأفكار وخيالات طائرة، وكلها تندغم معاً لتشكل كتلة من الصعب أن يتجاهلها القارئ أو حتى يشك في صحة تفاصيلها. هل توجد حقاً نقطة في مؤخرة العنق يتم إدخال إبرة فيها بزاوية معينة فيموت المرء؟ لا أعرف، ولكني وجدتها طريقة معقولة للقتل ولا مبرر لدي لنقضها، ففي استطاعة الروائي البحث عن وسيلة مألوفة لو أراد الإقناع. لكنه ليس معنياً بذلك.
1Q84 رواية المستقبل إن جاز التعبير، ولا نعني "أناييس نن" بالرغم من بروز طيفها بين حين وآخر. رواية ينعى فيها الروائي مجتمعاً بدلته الحرب، فتحول إلى مجموعات بهويات مختلفة على حساب الهوية الجامعة. فهل نعرف إلى أين يمضي؟ لا… فطالما كان القتل سهلاً إلى هذا الحد، وطالما ساد الخداع والكذب والتحايل، فمن الممكن أن يكون المجتمع على حافة الهاوية. فهل تنقذه فوكوـ آري مثلاً...؟ أقصد الحب!! ربما نعرف ذلك في جزء لاحق بعد تحرر فوكوـ آري من سجنها الاختياري وظهورها بعد اختفائها. وباختصار، فنحن نتابع مسارات شخوص يابانية لا ترتبط باليابان إلا جينياً وجغرافياً فحسب، حيث اختفت التقاليد اليابانية والروح اليابانية والاعتزاز بها كلها، وتحولت الشخوص إلى مجرد "روبوتات" تتحرك ذاتياً أو ربما هنالك من يحركها من بعد. إنه أخ أكبر من نوع آخر لا يشبه ستالين ولكنه أكثر وحشية ودموية بما يمتلك من قوة ناعمة عابرة للعالم كله.