ملخص
على رغم تحقيق "أمازون" أرباحاً صافية مضاعفة بثلاث مرات لكنها تصطدم بمستوى الحوسبة السحابية في ظل منافسة شرسة من "مايكروسوفت".
ضاعفت "أمازون" أرباحها الصافية ثلاث مرات لتصل إلى 9.9 مليار دولار في الربع الثالث من العام الحالي، بفضل أداء منصتها وشبكة التوصيل التي تديرها، لكن أعمالها في مجال الحوسبة السحابية تبدو مهددة بشكل متزايد بسبب صعود منافستها "مايكروسوفت".
وأثارت أرباحها التي تجاوزت توقعات المحللين بمقدار 3 مليارات دولار، ارتياحاً في السوق، إذ ارتفع سعر سهم المجموعة التي تتخذ مقراً لها في سياتل بنسبة تقرب من 5 في المئة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق سوق الأسهم أمس الخميس.
في المجمل، حققت المجموعة العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية مبيعات بقيمة 143 مليار دولار (+13 في المئة)، وهو رقم أعلى أيضاً من التوقعات، بحسب بيان النتائج الصادر عن "أمازون".
وأشاد رئيس "أمازون" آندي جاسي بهذا الأداء، عازياً ذلك إلى إعادة التنظيم اللوجيستي في الولايات المتحدة، ما أتاح "تحقيق أسرع عمليات تسليم لعملاء برايم منذ تأسيس المجموعة قبل 29 عاماً".
وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف، "لا يزال لدينا الكثير من الأفكار لتحسين التكاليف والسرعة".
وخصص الموقع الإلكتروني التابع لمجموعة "أمازون" يوم تخفيضات هذا الصيف لمشتركيه في خدمة "برايم" التي توفر مزايا مثل التوصيل المجاني خلال 24 ساعة.
وتصب هذه العملية التسويقية أيضاً في خدمة نشاطها الإعلاني ذي الهامش المرتفع. وشهد هذا النشاط زيادة في الإيرادات بنسبة 26 في المئة لتصل إلى 12 مليار دولار.
وواجهت أمازون، على غرار سائر عمالقة التكنولوجيا، سنة صعبة في 2022، مع عودة المستهلكين إلى المتاجر غير الافتراضية بعد انحسار الجائحة. وانتهى الأمر بتسريح موظفين على نطاق واسع في بداية عام 2023.
وبنتائجها الصيفية، "تخطت المجموعة الأميركية التوقعات بدرجة كبيرة"، بحسب زاك ستامبور، المحلل في شركة "إنسايدر إنتليجنس".
ويقول ستامبور "يبدو أن تباطؤها العام الماضي أصبح أمراً وراءنا، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى التخفيضات الكبيرة في التكاليف على مدار العام وزيادة التركيز على مجالات النمو الرئيسة، مثل منصة التجارة الإلكترونية ورسوم الخدمات للبائعين الخارجيين والإعلانات".
وتضاعفت أرباحها التشغيلية، وهي مؤشر رئيسي للربحية، بمقدار أربع مرات لتسجل 11.2 مليار دولار، بدلاً من 7.7 مليار المتوقعة بإجماع المحللين.
لكن "أي دبليو أس" AWS، فرع أمازون المخصص للحوسبة السحابية، حقق إيرادات بقيمة 23 مليار دولار في الربع الثالث، أو نمواً 12 في المئة.
وسجلت شركتا "مايكروسوفت" و"غوغل"، اللتان نشرتا أيضاً مبيعات وأرباحاً أعلى من التوقعات هذا الأسبوع، تقدماً أكبر بكثير في هذا المجال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثارت "مايكروسوفت" ارتياحاً في السوق بفضل تسارع نمو منصة "أزور" التابعة لها والمتخصصة في الحوسبة السحابية، ليصل إلى 29 في المئة. أما بالنسبة لشركة "غوغل"، فعلى رغم أن خدماتها السحابية حققت نتائج مخيبة للآمال، بإيرادات ربع سنوية بلغت 8.4 مليار دولار، فإنها حققت مع ذلك نمواً 22 في المئة على أساس سنوي.
وعلى رغم أن "أمازون" تحتل المرتبة الأولى عالمياً في مجال الحوسبة السحابية، متفوقة على هذين المنافسين، فإن "أي دبليو أس مهددة بشكل خطر بسبب الهيمنة المتزايدة لشركة مايكروسوفت"، وفق زاك ستابور.
ويوضح ستابور "لقد استفادت خدمتها السحابية من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتواجه غوغل تحدياً مماثلاً".
ازدهار كبير بفضل "تشات جي بي تي"
تعهدت أمازون بمواكبة هذه السوق التي تشهد ازدهاراً كبيراً في الأشهر الأخيرة بفضل نجاح "تشات جي بي تي"، البرمجية الشهيرة المطورة من شركة "أوبن أي آي" (التي تشكل مايكروسوفت مساهماً رئيساً فيها).
وسيتمكن المساعد الصوتي "أليكسا" قريباً من إنشاء رسائل لإرسالها إلى جهة اتصال أو وصفات طهو بناءً على المكونات الموجودة في ثلاجة المستخدم، كل ذلك بناءً على أمر شفهي بسيط في غرفة المعيشة أو المطبخ.
وأعلنت الشركة أيضاً في سبتمبر (أيلول) الماضي عن استثمار يصل إلى 4 مليارات دولار في شركة "أنثروبيك" الناشئة للذكاء الاصطناعي، والتي طورت برنامج "كلود" المنافس لـ"تشات جي بي تي".
وأكد آندي جاسي أن منصة الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بـ"أي دبليو أس"، "بيدروك"، تحقق أيضاً نجاحاً كبيراً مع المطورين.
ولكن في الوقت الحالي، تتصدر مجموعتا "مايكروسوفت" و"غوغل" السباق من خلال النشر الشامل لأدوات جديدة على محركات البحث والبرامج المكتبية الخاصة بهما على وجه الخصوص.
بالنسبة إلى الربع الحالي، تتوقع "أمازون" مبيعات تتراوح بين 160 مليار دولار و167 ملياراً. لكن نتائج المجموعة خلال أعياد نهاية العام قد تتأثر بالخلافات المرتبطة بالشركة.
فقد أظهرت دراسة نشرت نتائجها الأربعاء جامعة إيلينوي الأميركية أن أكثر من ثلثي عمال مستودعات "أمازون" الذين شملهم الاستطلاع يلازمون منازلهم من دون أجر للتعافي من الألم أو الإرهاق المرتبط بالعمل.
وفي نهاية سبتمبر الماضي، قدمت هيئة المنافسة الأميركية و17 ولاية شكوى ضد المجموعة، متهمة إياها بـ"الاحتفاظ باحتكارها بشكل غير قانوني" بفعل "أساليب غير قانونية لاستبعاد المنافسين".