Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نباتات كأنها مصانع طبيعية

زراعات لا تدخل مملكة الطعام لكنها أساس في دورة الاقتصاد العالمي والطب ومستحضرات التجميل

الهند وأفريقيا من مواطن شجرة المطاط (بيكسلز)

ملخص

عديد من النباتات لا تدخل مملكة الطعام وتستخدم في صناعات مختلفة كالقطن والمطاط وشجرة البولونيا هل توجد نباتات أخرى؟

منذ القرن الـ19، أصبحت الأنشطة البشرية العامل الرئيس في التغييرات الحادة في الأنظمة البيئية والطقس المتقلب، فالصناعات الثقيلة التي تعتمد على حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، أسهمت في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وتأثيراتها في المناخ.

وتعود الصناعات الصديقة للبيئة بمزيد من النفع على بيئتنا، وتقلل وجود النفايات بمختلف أشكالها (السائلة، والصلبة) في البيئة المحيطة، والتي تعتبر الملوث الأول للأنهار والبحار والتربة.

في السياق، يتم زراعة عديد من النباتات غير الغذائية حول العالم بهدف استخدامها في صناعات مختلفة بيئية مستدامة. من بين هذه الزراعات المهمة نجد القطن والكتان والمطاط وشجرة البولونيا والزراعات الصمغية. تلك الزراعات لها أهمية كبيرة في تلبية حاجات الناس وتسهم في الاقتصاد بشكل كبير.

في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية" مع أحمد شمس الدين، المهندس المتخصص في الاقتصاد الزراعي، سنسلط الضوء على الاستخدامات المتعددة لهذه الزراعات وكيف تسهم في تلبية حاجاتنا اليومية.

 

زراعة القطن

يزرع القطن على نطاق واسع في أكثر من 90 دولة لكل من محصوله من الألياف والبذور الزيتية. يعتبر من المحاصيل الرئيسة في مصر منذ زمن بعيد، والمادة الخام الأساسية التي تقوم عليها صناعات المنسوجات والأقمشة والملابس الجاهزة، إضافة إلى صناعة الزيوت والصابون والأعلاف. ويعتبر القطن المصري من أفضل أنواع القطن في العالم لأنه طويل التيلة وفائق النعومة. وأنشئت بورصة للقطن في الإسكندرية وكانت من أقدم البورصات على مستوى العالم، وأصبحت مصر مورداً رئيساً له.

زراعة المطاط

 تزرع شجرة المطاط في مناطق استوائية مثل الهند وأفريقيا، وهناك طرق عدة لاستخراجه كتجريح الشجرة بشكل حلقي أفقي حول الجذع، مما يخلق قنوات لتدفق "اللاتكس". و"اللاتكس" هو المادة اللبنية اللزجة التي تتدفق من القنوات التي تم تجريحها. بعد استخراج المطاط يدمج في صناعات متعددة، بما في ذلك صناعة أنابيب الكاوتشوك البيضاء المستخدمة في الأدوات الطبية.

زراعة البولونيا

شجرة البولونيا الشهيرة في الثقافة الصينية تعرف أيضاً باسم "شجرة الهدية"، تستخدم غالباً في الاحتفالات ومناسبات ميلاد الأطفال. وعندما تبلغ عمر 25 سنة، تقطع وتستعمل في تصنيع الأثاث وفرش المنازل.

تتميز هذه الأخشاب بخفة وزنها وتمثل إضافة مهمة للصناعات الخشبية. شجرة البولونيا تحتاج إلى كثير من الماء، وتزرع غالباً في محيط الأنهار في المناطق الجبلية والساحلية، بما في ذلك لبنان، حيث تتوافر مصادر المياه بسخاء. يلاحظ أن أوراق هذه الشجرة تبقى خضراء طوال العام، والجذع يمكن استغلاله لإنتاج الكبريت. لهذه الشجرة فوائد متعددة، ويمكن زرعها قرب مياه الصرف الصحي لقدرتها على امتصاص المياه بفعالية.

 

الأشجار الصمغية

هي الأشجار التي ينتج منها الصمغ وتدخل في صناعة العطور والبخور. وتتعدد أنواع الأشجار الصمغية التي يمكن استخراج البخور منها، بما في ذلك اللبان والعود. ويتم تصنيع البخور لاستخدامه في الطقوس الدينية، والتأمل، ولأغراض طبية، وعطرية. ويعد شجر اللزاب من أهم أنواع الأشجار الصمغية التي تنمو في لبنان والتي يمكن الاستفادة الطبية منها، إذ تستخدم في أدوية توسيع شرايين القلب كما يعد غذاءً أساسياً للنحل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النباتات العطرية

هذا النوع من النباتات يمتاز بتنوعه وفوائده المتعددة. يمكن استخدام النباتات العطرية لأغراض عديدة، وتحديداً للمواد العلاجية لاستخراج الزيوت الطبية.

النباتات العطرية موجودة في جميع أنحاء العالم وتعتمد مواقع وجودها على نوعية النبات ومناخ المنطقة. على سبيل المثال:

إكليل الجبل: يوجد في مناطق متفرقة من العالم، بما في ذلك مناطق البحر الأبيض المتوسط ومناطق جنوب أوروبا. يستخدم زيت إكليل الجبل في العطور ويعتبر مفيداً للتخلص من الصداع وتحسين الهضم، كذلك يمكن استخدامه أيضاً في تدليك فروة الرأس لتحفيز نمو الشعر.

الخروع: يعيش في أماكن متنوعة حول العالم ويزرع في عديد من البلدان، بما في ذلك الهند والصين والولايات المتحدة. يستخدم زيت الخروع في الطب النباتي ويعرف بفوائده الملينة للمعدة. يمكن تناوله من طريق الفم لتحفيز حركة الأمعاء وعلاج الإمساك، ويستخدم أيضاً لعلاج بعض مشكلات الجلد والشعر.

الخزامى: يستخدم زيت الخزامى العطري لعلاج القلق والاضطرابات النفسية. واستنشاقه ينفع في تهدئة الأعصاب وتحسين النوم. وله استخدامات عدة في صناعة منتجات العناية بالبشرة.

النعناع: النعناع منتشر في معظم أنحاء العالم ويعيش في مناطق متنوعة. يستخدم النعناع لتخفيف مشكلات الهضم والغازات، وهو يعتبر منشطاً للجهاز الهضمي، كما يستخدم للتخفيف من آلام الصداع والاضطرابات التنفسية.

يذكر أن بعض هذه النباتات يمكن زراعتها في المنازل أو الحدائق الشخصية بغض النظر عن المنطقة الجغرافية.

التوت: يستخدم في تصنيع المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل. يعتبر التوت مادة خاماً أساسية في صناعة الصبغات وصناعة الملابس والأقمشة وتحديداً الحرير. تمتاز البقع الأكثر شهرة بزراعة التوت ولايات شمال غربي الولايات المتحدة، وشمال وجنوب أوروبا وكندا، كما يتم تحويل بقايا التوت واستخدامها في النفايات العضوية.

الكينا: من الأشجار الدائمة الخضرة وتتميز برائحتها العطرية الجميلة وأوراقها التي تدخل في صناعة عديد من المنتجات الطبية. وتنتمي شجرة الكينا للفصيلة الآسية، وموطنها الأصلي أستراليا. وتعتبر من الأشجار المنقية للهواء، وهي من أهم مراعي النحل حيث ينتج منه عسل الكينا، ويستخدم زيت نبات الكينا في الصناعات الطبية، وتجفيف المستنقعات وتنقيتها والقضاء على الحشرات.

القنب: يستخدم نبات القنب الهندي في الطب لعلاج حالات مثل الألم المزمن والصرع والقلق، ويستخدم في صناعات مختلفة مثل صناعة الألياف والورق والألواح الخشبية والملابس والمواد البناء. زيت القنب يستخدم أيضاً في صناعة منتجات التجميل والعطور. قوانين زراعة القنب تختلف من بلد إلى آخر، لمكافحة استخدامه كمادة مخدرة.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة