Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أغنية "البيتلز" الأخيرة: هكذا جمع ذكاء اصطناعي "الأربعة الرائعين" مجددا

إنه لأمر رائع أن نستمر بالعمل على موسيقى "البيتلز" عام 2023

البيتلز في عام 1969: رينغو ستار، جون لينون، وبول مكارتني، وجورج هاريسون (أبل كوربس)

ملخص

الذكاء الاصطناعي يفتح مجالات جديدة حتى في عالم الموسيقى مع إحيائه تسجيلاً قديماً لجون لينون لتكون أغنية البيتلز الأخيرة التي ستصدر قريباً

طوال سنوات كثيرة، عمل الموسيقيون البريطانيون [أعضاء فرقة "بيتلز"] بول مكارتني ورينغو ستار وجورج هاريسون بجد على ما عرفوا أنه سيكون الأغنية الأخيرة على الإطلاق لفرقة "بيتلز" البريطانية.

مسكونون بصوت زميلهم الراحل جون لينون، الذي كان يغني بصوت هادئ ويعزف على البيانو خاصته من منزله في نيويورك، كان الثلاثي الباقون يجتهدون في الاستوديو محاولين الحصول على صوت واضح من التسجيل المشوش والمشوه الذي قدمته لهم زوجة لينون، الفنانة الموسيقية اليابانية يوكو أونو.

بالنسبة إلى مكارتني، بدت فكرة الانتهاء من التسجيل المتعثر بعيدة تماماً من المتناول، إلى أن أعطت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أملاً جديداً لرائد موسيقى البوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد مرور قرابة 50 عاماً منذ أن سجل لينون النسخة الأولى من أغنية "الآن ولاحقاً" Now and Then سيستمع المعجبون قريباً إلى الأغنية الأخيرة لفرقة "البيتلز". إنه ظهور أخير ومثير من فرقة الأربعة من ليفربول الذين غيروا الموسيقى إلى الأبد.

بالتعاون مع فريق مخرج [السلسلة الوثائقية لعام 2021] "ارجعوا" Get Back بيتر جاكسون، من المقرر إصدار النسخة النهائية من الأغنية في مختلف أنحاء العالم الخميس الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ولكن كما سيعلم كثير من محبي "البيتلز"، هدية اليوم هي في الحقيقة لعنة الأمس.

في الواقع، تبدو قصة إصدار الأغنية ملحمة بالغة التعقيد، إذ لن يسع سوى اثنين من الأربعة الأصليين الاستمتاع بهذه الثمار الحلوة والمرة في آن من عملهم.

على رغم إعلان لينون نيته ترك الفرقة في 1969، إلا أن "فاب فور"Fab Four  (الأربعة الرائعين) كما اشتهرت لاحقاً، لم تنقسم رسمياً إلا بعد مرور خمس سنوات عندما تصاعدت التوترات بين الأعضاء بشأن مشاركة أونو، والنزاعات حول الإيرادات، وإدمان لينون للهيروين، وتضارب في شعور الأنا الإبداعي لدى أعضاء الفرقة، وتجلى ذلك كله في صراع نهائي قبيح ومأسوي تعذر إصلاحه.

وتولى لينون تأليف أغنية "الآن ولاحقاً" في عام 1978، قبل عامين من إطلاق النار عليه وإصابته بجروح قاتلة خارج مبنى "داكوتا"، في الجانب الغربي الأعلى من مدينة نيويورك، حيث كان يعيش مع أونو وابنهما شون لينون.

وسجلها لينون باستخدام جهاز راديو ومشغل كاسيت كبير محمول، أضافها إلى شريط كاسيت بعنوان "من أجل بول" For Paul، الذي أعطته أونو لمكارتني عندما وجدته بين أغراض زوجها في عام 1994.

أصدر الأعضاء المتبقون من "البيتلز" أغنيتين من الكاسيت هما "حر كطير" Free as a Bird و"الحب الحقيقي" Real Love  وذلك بعد فترة وجيزة بمساعدة المنتج جيف لين. لكن على رغم محاولاتهم عام 1995 العمل على نسخة من أغنية "الآن ولاحقاً"، إلا أنهم اضطروا إلى تأجيل المشروع بسبب رداءة التسجيل.

وكشفت أوليفيا هاريسون، أرملة هاريسون، قائلة: "بعد أيام عدة من العمل على الأغنية في الاستوديو، رأى جورج أنه ليس ممكناً التغلب على المشكلات الفنية التي تشوب التسجيل، وخلص إلى أنه من المتعذر الانتهاء من الأغنية وتقديمها بمعايير فنية عالية".

بعد مرور نحو عقدين من الزمن، كان جاكسون (المعروف بالثلاثيتين الخياليتين الملحميتين "سيد الخواتم" Lord of the Rings و"الهوبيت The Hobbit) ومحرر الحوارات إميل دي لا ري يعملان على السلسلة الوثائقية "البيتلز: ارجعوا"The Beatles: Get Back ، باستخدام أحدث التقنيات التي طورها استوديو جاكسون "وينغنات فيلمز" WingNut Films، لإعادة ترتيب الموسيقى التصويرية الأحادية للفيلم. وبهذه الطريقة، أصبح من الممكن فصل الأصوات الفردية واكتشاف محادثات تعذر سماعها سابقاً.

وتساءل مكارتني، هل في المستطاع تحقيق الشيء نفسه مع التسجيل المؤجل الذي طالما اعتبره عملاً غير مكتمل؟

شرع في العمل كل من جاكسون ودي لا راي وفريق الصوت المخصص، مستخدمين التقنية عينها لفصل أداء لينون الصوتي عن البيانو، مع الحفاظ على سلامة ووضوح التسجيل الأصلي.

متحدثاً عن اللحظة التي سمع فيها غناء لينون النظيف للمرة الأولى، يقول مكارتني: "لقد كان صوت جون واضحاً تماماً. إنه إنجاز مؤثر جداً. ونحن جميعاً نعزف عليه، إنه تسجيل أصلي لـ"لبيتلز". عام 2023، أن تكون لا تزال تعمل على موسيقى "البيتلز"، وعلى وشك إصدار أغنية جديدة لم يسمعها الجمهور سابقاً، أعتقد أنه أمر مشوق".

أكمل مكارتني وستار الأغنية العام الماضي، باستخدام المقاطع الموسيقية من الغيتار الكهربائي والصوتي سجلها هاريسون عام 1995، إلى جانب عزف درامز جديدة لستار، وغناء مساند، وتوزيع وتري مملوء باللهفة من قبل مكارتني وبن فوستر وغايلز مارتن.

وفي لمسة نهائية مؤثرة، أضاف مارتن غناءً مسانداً من الأغاني الأصلية "إليانور ريغبي" Eleanor Rigby و"لأن" Because و"هنا وهناك وفي كل مكان" Here, There and Everywhere، قبل إنتاج النسخة النهائية مع مكارتني وإرسالها إلى [المنتج الموسيقي] سبايك ستينت لدمج موسيقاها وتنسيقها في أفضل قالب.

يقول ستار: "كانت تلك النتيجة الأقرب لاسترجاع لينون وشعورنا به معنا التي يسعنا تحقيقها على الإطلاق، لذا كانت لحظة مؤثرة جداً بالنسبة إلينا جميعاً. كما تعلم، بدا لو أن جون كان هنا. شيء مذهل".

إضافة إلى "الآن ولاحقاً"، سيتميز هذا الفصل الأخير من تاريخ تسجيلات "البيتلز" بمجموعتين، "البيتلز 1962-1966" (المعروفة أيضاً بـ"الألبوم الأحمر" The Red Album) و"البيتلز 1967-1970" (أو "الألبوم الأزرق" The Blue Album)، وتميز إصدارهما بمزيج جديد من موسيقى استريو حقيقية وتقنية "دودلي أتموس" Dolby Atmos، في مجموعات من الأقراص المدمجة وتسجيلات "الفينيل".

وسيسبق إطلاق "الآن ولاحقاً"، فيلم وثائقي مدته 12 دقيقة، من المقرر عرضه للمرة الأولى عالمياً على قناة "البيتلز" على "يوتيوب" في الأول من نوفمبر المقبل الساعة السابعة والنصف مساء. ويروي الفيلم القصير القصة الكاملة وراء تأليف الأغنية، ويحتوي على لقطات حصرية لمكارتني وستار وهاريسون وجاكسون وشون لينون. والجمعة الواقع في الثالث من نوفمبر، يصدر الفيديو الموسيقي الرسمي.

"لقد غمرنا شعور مؤثر جداً إذ سمعناهم معاً بعد كل هذه السنوات منذ رحيل أبي"، يقول شون لينون مضيفاً "إنها الأغنية الأخيرة التي ألفها والدي وبول وجورج ورينغو معاً. إنها أشبه بكبسولة زمنية، ويبدو أن ذلك كله كان مقدراً".

© The Independent

المزيد من فنون