"روائع الأوركسترا السعودية" تصدح في لندن

أقامت وزارة الثقافة السعودية ممثلة بهيئة الموسيقى أمس السبت حفل "روائع الأوركسترا السعودية" الرابع في العاصمة البريطانية لندن بعد ثلاث جولات في باريس والمكسيك ونيويورك.

وشارك في الحفل 107 من الموسيقيين والمؤدين السعوديين الذين قدموا مجموعة من أكثر الأغاني شعبية في السعودية. وأبرز الحفل الموروث المتنوع من الفنون الأدائية في كل منطقة من مناطق البلاد، ومنها السامري والينبعاوي والربش، كما تضمن الحفل أداءً موسيقياً مشتركاً لأشهر الأغاني السعودية مع الأوركسترا الملكية الفيلهارمونية البريطانية، إضافة إلى فقرة بمشاركة مغنية الأوبرا الشهيرة سارة كونولي.

وامتلأت قاعة وستمنستر المركزية التي تتسع لنحو 2300 شخص بجمهور غفير من مختلف الجنسيات. وتقع القاعة في قلب وستمنستر التاريخية في لندن حيث شيدت لتكون ملتقى للثقافات وشهدت على مدى أكثر من قرن أحداثاً تاريخية بارزة.

ألوان فنية متنوعة

وجاءت مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية لتضفي الحيوية على أنغام الأوركسترا عبر رقصات وفنون متنوعة، مثل "السامري" وهو فن أدائي يؤديه الرجال والنساء وتعود تسميته إلى "السمر" كونه من فنون المساء التي اشتهرت بها المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية. ويؤدي النساء والرجال السامري جلوساً على الركب متراصين في صفين متقابلين، صف من المغنيين وصف يقرعون الطبول وقد يقوم أحدهم باللعب بين الصفين.

أما "الينبعاوي" فهو فن أدائي اشتهرت به المنطقة الغربية يؤدى على إيقاعات السمسمية وهي آلة موسيقية بسيطة بأوتار معدنية، وارتبط فن الينبعاوي بالبحر، إذ يفتتح الأداء غالباً بموال بحري تصاحبه صفقات تشكيلية على أنغام السمسمية يتفاعل من خلالها المؤدون مع الكلمات والإيقاعات جلوساً أو وقوفاً في حركات بالجسد تحاكي أمواج البحر.

وحضر أيضاً فن "الربش" الذي ينتشر في منطقة جازان جنوب السعودية ويشتهر بالصوت الشجي متبوعاً بصفين من الكورال. يؤدي الرجال والنساء هذا الفن بالزي التقليدي للمنطقة، إذ ترتدي النساء الألوان الزاهية ويلبس الرجال إزاراً بألوان مختلفة بينما تطوق رؤوسهم عصائب مكونة من النباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة.

الأوركسترا البريطانية

وصاحب الحفل فقرة خاصة للأوركسترا الملكية الفيلهارمونية البريطانية التي أسست في عام 1946 وتعد واحدة من أبرز الفرق الموسيقية في العالم، إذ تميزت بتقديم عروض لعدد من أهم مؤلفي الموسيقى العالميين مثل باخ وبيتهوفن وتشايكوفسكي.

جاءت مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية لتضفي الحيوية على أنغام الأوركسترا (وزارة الثقافة السعودية)

كما شاركت مغنية الأوبرا سارة كونولي التي تعد من أبرز رموز الفن الكلاسيكي البريطاني في الحفل بمقتطف من أول أوبرا سعودية "زرقاء اليمامة" التي أدت فيها دور البطولة هذا العام. وقدمت الفنانة البريطانية تجسيداً أخاذاً لشخصية زرقاء اليمامة الأسطورية التي اشتهرت بالحكمة وببصرها الخارق في الجزيرة العربية ما قبل الإسلام.

هيئة الموسيقى

وتتولى هيئة الموسيقى السعودية التي أسست في 2020 تنظيم ليالي الأوركسترا في عدد من المدن العالمية، في إطار جهودها لنقل الثقافة السعودية، خصوصاً أن الموسيقى لغة تواصل كونية تتقنها مختلف الشعوب والأعراق.

وأحيت الأوركسترا السعودية والكورال الوطني السعودي مجموعة من الحفلات كاحتفال يوم السلام الأوروبي في مدينتي جدة والرياض وشاركت في عدد من المحافل الدولية، كان أبرزها حفلات روائع الأوركسترا السعودية في باريس والمكسيك ونيويورك، إضافة إلى مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون بالأردن ومهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة ومهرجان البحرين الدولي الـ32 للموسيقى.