Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناورة "حماس" بالرهائن ترجح مبادلتهم مع إسرائيل

مراقبون يتوقعون إخفاء المحتجزين داخل الأنفاق وقدرة الحركة على تغيير أماكنهم ونتنياهو بات أكثر ميلاً للمفاوضات

مهمة تحرير الرهائن معقدة والمعلومات الاستخباراتية لدى إسرائيل غير كافية (أ ف ب)

ملخص

"حماس" تعتمد على شبكة أنفاق ضخمة قد تكون متصلة ببعضها فإذا وصلت الفرق القتالية للرهائن ستنقلهم الحركة إلى مناطق أخرى آمنة.

ضمن العملية البرية التي تنفذها إسرائيل في غزة، تمكن الجيش من تحرير جندية واحدة فقط، كانت حركة "حماس" اقتادتها إلى القطاع، عقب تنفيذ هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتعد هذه الرهينة الأولى التي نجحت إسرائيل في تحريرها من الاحتجاز، وذلك بعد 24 يوماً من أسرها، وبحسب المتحدث باسم حرب السيوف الحديدية دانيال هاغاري فإن المجندة أوري مغيديش تتمتع بذاكرة قوية وأدلت بمعلومات جيدة تخدم خطة تحرير مزيد من الرهائن.


إفراج وتعتيم

وعلى رغم تأكيد إسرائيل تحرير الرهينة، إلا أنها لم تنشر أي مقطع مصور لعملية الإفراج عنها ولا حتى لاستقبالها في إسرائيل أو لقائها مع عائلتها، وفي الوقت نفسه فإن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" نفت ذلك.

وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "لم تستطع قوات إسرائيل  الوصول لأي محتجز لدينا، لكن إن صح هذا الحدث فإنه قد يكون حصل مع جهات فردية".

وأضاف أبو عبيدة "إذا صح حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأنه حرر رهينة واحدة فإنه يحتاج إلى 20 سنة ليحرر البقية، فيما نحن جاهزون لإبرام صفقة تبادل، وهو مازال يماطل ويعقد المشهد بارتكاب مزيد من المجازر".

تحرير رهائن

وباعتبار أن الرواية الإسرائيلية صحيحة، وأن الجيش نجح في تحرير جندية من قبضة "حماس"، فهل هذا يعني أن العملية البرية بدأت تحقق أهدافها التي أهمها الإفراج عن الرهائن لدى الحركة في غزة؟

بحسب ما أفصحت عنه "حماس" فإن لديها أكثر من 250 رهينة إسرائيلية نجحت في احتجازهم في عملية "طوفان الأقصى"، بينهم نساء ومدنيون وحملة جوازات أجنبية وجنود.

وإلى جانب "حماس" فإن حركة "الجهاد" هي الأخرى أفصحت أن لديها أكثر من 130 رهينة، كما أن سكان غزة الذين اجتازوا الحدود تمكنوا من نقل عدد غير معروف من الرهائن إلى القطاع.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن عدد الرهائن المحتجزين في غزة 240 شخصاً، فيما أضاف سفير إسرائيل لدى روسيا ألكسندر بن تسفي "ليس لدينا قوائم بأسماء الرهائن، بالتالي فإن احتمال إطلاق سراحهم غير قابل للتقييم، ولا نعرف حتى إذا كان أي منهم على قيد الحياة".

ووفقاً لما أعلنته "حماس" فإن الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة تسببت في مقتل نحو 50 محتجزاً لديها، وأسفرت مجزرة جباليا التي ارتكبها الجيش أول من أمس الثلاثاء عن مقتل سبعة آخرين.

صفقة تبادل

وفي ما يتعلق بنتائج القصف الإسرائيلي والاجتياح البري في تحرير هؤلاء الرهائن المحتجزين في غزة، يقول الباحث في العلوم الاستراتيجية منصور أبو كريم "تعد العملية البرية معقدة جداً، وملف تحرير الرهائن ليس سهلاً إذا كانوا في أنفاق تحت الأرض، بخاصة أن إسرائيل قد لا تمتلك معلومات كافية عن شبكة الخنادق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أبو كريم "قد تستطيع إسرائيل الوصول لعدد من الرهائن بصعوبة شديدة وسط دمار كبير وسقوط عدد ضخم من الضحايا، لكنها تعرض حياة المحتجزين لخطر، ومن المؤكد أنها ستقتل جزءاً منهم قبل الوصول إليهم".

وبحسب الباحث الفلسطيني، فإن من المرجح بنسبة عالية أن تفشل إسرائيل في هذه المهمة، حتى مع مساندة الخبراء الأميركيين الذي وصلوا إلى تل أبيب لتسهيل مهمة تحرير الرهائن، مبرراً ذلك بأن طبيعة الحرب تشبه قتال الشوارع، إضافة إلى أن "حماس" تعتمد على شبكة أنفاق ضخمة قد تكون متصلة ببعضها فإذا وصلت الفرق القتالية للرهائن ستنقلهم الحركة إلى مناطق أخرى آمنة.

ويؤكد أبو كريم أن هذه المهمة معقدة والمعلومات الاستخباراتية لدى إسرائيل غير كافية باعتراف قيادات الجيش ونتنياهو نفسه الذي يقول، إن المفاوضات حول إطلاق سراح الرهائن مستمرة، مشيراً إلى أن "حماس" لديها خبرة في تأمين مكان الأسرى، ويعتقد أن صفقة تبادل أفضل ونتائجها أضمن من المخاطرة بعملية برية.

إطلاق سراح

وعلى رغم اشتراط "حماس" وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لديها، إلا أنها أفرجت ثلاث مرات عن محتجزين منذ بدء القتال، كانت الأولى في اليوم الأول لاجتياز الحدود عندما بثت مقطعاً مصوراً لسيدة سمح لها المقاتلون بالخروج من غزة نحو البلدات القريبة من الحدود.

وأطلقت "حماس" سراح سيدتين أميركيتين لأسباب إنسانية ومن دون مقابل بعد نحو أسبوعين من احتجازهما، وبعدها أفرجت عن محتجزتين إسرائيليتين لدواع مرضية، وأفصحت أن إسرائيل رفضت تسلمهما.

وجرت عمليات الإفراج عن هؤلاء بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ورفضت المتحدثة باسمه إيمان الطرابلسي إدلاء أي معلومات عن ترتيبات تحرير الرهائن على اعتبار أن ذلك حوار ثنائي وسري مع جميع الأطراف المتداخلة وهي آلية عملهم.

وتستعد الحركة لتحرير بعض المحتجزين من بعض الجنسيات الأجنبية في الفترة المقبلة، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن عددهم 50 شخصاً وسيجري الإفراج عنهم من دون مقابل وبصورة منفصلة عن اتفاق أوسع.

ووضعت "حماس" شرطاً للإفراج عن المحتجزين حيث يقول قائدها يحيى السنوار "مستعدون فوراً لإبرام صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون إسرائيل مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن لدى الفصائل، وبالطريقة التي تراها تل أبيب مناسبة إما دفعة واحدة أو على مراحل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير