Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بق الفراش يطرد الأهالي والأطفال من إحدى مكتبات لندن العامة

أجلي مرتادو المكتبة العامة من المبنى بعد رصد تلك الحشرات في أرجائها

يمكن لبق الفراش أن يعشعش داخل صفحات الكتب (رويترز)

ملخص

أجلي مرتادو المكتبة العامة من المبنى بعد رصد تلك الحشرات في أرجائها: انتشار بق الفراش في إحدى مكتبات لندن يؤدي إلى إخلاء سريع للأهالي والأطفال منها

قامت إدارة إحدى المكتبات العامة في لندن - التي تعد من أبرز معالم مراكز المدينة - بإجلاء أشخاص متقاعدين وأهال مع أطفالهم من قاعاتها هذا الأسبوع، بعد اكتشاف غزو بق الفراش لأثاثها.

وكان عشرات من محبي الكتب الذين أصيبوا بالذهول، حضروا إلى "مكتبة إيلينغ المركزية" Ealing Central Library الثلاثاء الماضي لإعادة روايات كانوا استعاروها من المؤسسة، ليفاجأوا بأن أبوابها مغلقة، وبلافتة وضعت على المدخل تحذر من "تفشي حشرات"، وسط مزاعم بأن الموظفين رفضوا فتح المكتبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في الإشعار ما يأتي: "بسبب تفشي الحشرات، قمنا موقتاً بإزالة الأثاث الناعم من الاستخدام العام. وتخضع المقاعد في الوقت الراهن لعلاج بمواد كيماوية لمكافحة تلك الحشرات. وسيتم رش هذه المواد أثناء إغلاق المكتبة، وهي آمنة للأطفال والكبار. ونحن نعتذر مسبقاً عن أي إزعاج قد يسببه هذا الإجراء".

المجلس المحلي لضاحية إيلينغ أكد أن هناك تفشياً لبق الفراش في المكتبة، كان رصد للمرة الأولى الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى إغلاق المبنى على الفور في ذلك اليوم. وجاء في منشور للمجلس على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة له، أنه أغلقت المؤسسة أيضاً الخميس، بسبب ما سماه "أعمال صيانة أساسية".

وأعيد فتح المكتبة بعد ذلك، واستقبلت حفلة إطلاق كتاب للأطفال مساء الأربعاء الماضي، إلا أن مرتادي  المكتبة اضطروا إلى إخلائها الإثنين الماضي بعد رصد مزيد من الحشرات. ونتيجة لذلك ستبقى مغلقة حتى الخميس.

أحد المتقاعدين - الذي كان من بين الأفراد الذين طلب منهم إخلاء المبنى على الفور عبر إعلان عاجل من جانب أحد العاملين في المكتبة بعد ظهر الإثنين من خلال مكبرات الصوت - روى لـ"اندبندنت" ما جرى بالقول: "كان الأمر غريباً للغاية، لم يطلب منا المغادرة بهذه السرعة من قبل. كان على جميع الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الكومبيوتر تركها والخروج من المبنى".

أحد السكان المحليين وجه تنبيهاً خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بقوله: "صدقوني هذا صحيح. لقد رأيتها بنفسي (بق الفراش)".

وأضاف: "يمكن (للحشرات) أن تعيش في الأثاث والسجاد وحتى داخل صفحات الكتب وأغلفتها. أغلقت المكتبة مرتين هذا الأسبوع، وما زالت الحشرات منتشرة فيها. من حق الناس أن يعرفوا ما الذي يحصل".

لويز هاميلتون التي تبلغ من العمر 44 سنة وهي أم لطفل، كانت تنوي إعادة كتاب "هاري بوتر" استعارته لطفلها يوم الثلاثاء، إلا أنها وجدت المكتبة مغلقة. 

وقالت لـ"اندبندنت": "لا أريد أن أبدو غير لبقة، لكن لا بد من أن أقول بصراحة إن المكان يصبح قذراً جداً. ومع مجيء كثير من الناس إلى هنا، يمكن أن تصبح الأجواء صاخبة أيضاً. يفترض بهم إرسال بريد إلكتروني إلى كل شخص مسجل لديهم لإبلاغنا بما يحدث. فهم يقومون دائماً بتذكيرنا عندما نتأخر في إعادة الكتب، لكننا لم نتلق أية رسالة في هذا الموضوع. أدرك أن الوضع مرهق، لكن الجميع يصلون إلى المكتبة وهم في حيرة من أمرهم في ما يحدث".

وأضافت هاميلتون: "وضع إشعار بإغلاق المكان بسبب ظروف غير متوقعة، لكن بعد ذلك أعيد فتح المكتبة. وفي الأسبوع الماضي قاموا بإزالة جميع الوسائد لكنهم أبقوا أبوابها مفتوحة. لو أخبرونا بحقيقة ما يجري، لكنت توجهت إلى مكتبة أخرى. لم يقولوا أي شيء. كان هناك فقط إشعار عام. اعتقدت في البداية أنها كانت مجرد حالة فردية عابرة، لكن يبدو أنها لا تزال قائمة".

ورأت أنه "من المحبط أن يكون الموظفون على علم بما يحدث، فيما يخفى الأمر عن العملاء. لم أشك في أي شيء، وكان ينبغي أن يكونوا صادقين معنا. يمكن أن يحدث ذلك في أي مكان - سواء كان فندقاً أو مكتبة - لكنهم اختاروا إبقاء الأمر طي الكتمان. إنهم يعاملوننا كحمقى".

أحد السكان المحليين نشر أيضاً على صفحة "فيسبوك" الخاصة بمجموعة إيلينغ  Ealing Facebook، محذراً: "لقد أعيد فتح المكتبة، لكنني لا أوصي باستعارة أي كتب منها، لأن الحشرات قد تكون موجودة داخلها. وبمجرد دخولها إلى منازلكم، فستنتشر بسرعة في مختلف أرجائه".

وفي حين ذكر المجلس المحلي في إيلينغ أنه لم يعثر على أي شيء في مجموعة المكتبة حتى الآن، حذر ديفيد كاين عالم الأحياء الدقيقة وأحد خبراء الحشرات والمؤسس والمدير الإداري لشركة "بيد باغز ليمتد" Bed Bugs LTD في حديث مع "اندبندنت"، من إمكان بقاء هذه الحشرات حية داخل الكتب، وقال: "نعم، يمكنها العيش في الكتب. وفي كثير من الأحيان، يقرأ الناس الكتب في السرير أو يتركونها إلى جانبه".

ولفت إلى أن "التحدي الذي تواجهه المكتبات هو أنه ما لم تقم بتعقيم جميع الكتب الموجودة لديها كإجراء احترازي، فقد لا تتمكن من القضاء على الحشرات على نحو كامل. يضاف إلى ذلك، أن الطريقة التقليدية لاستخدام المعالجة الكيماوية في المناطق غير المأهولة قد لا تكون فعالة، لأنه لا يوجد ما يجذب حشرات بق الفراش من أماكن اختبائها. والأمر أكثر تعقيداً من مجرد استخدام طريقة رش سريعة وبسيطة لمواد كيماوية (من دون خطة مدروسة ودقيقة)، والأمل في وضع أفضل".

وأضاف كاين: "باختصار، إن النهج الذي يتبعونه لن يجدي نفعاً. فمن دون تحديد مستخدمي المكتبة الذين يجلبون معهم (بق الفراش)، ستعالج المشكلة على نحو موقت فقط. ففي عام 2014 على سبيل المثال، كانت لدينا سيدة تحمل إلى منزلها البق بانتظام، إذ كانت تقرأ خمس روايات جريمة في الأسبوع، وتحولت إلى استخدام جهاز القراءة الإلكترونية ’كيندل‘. ورغم أنها كانت تحب الكتب الورقية، فإنها لم ترغب في المخاطرة بالإصابة ببق الفراش".

متحدثة باسم مجلس إيلينغ أكدت وجود حالات تفش لبق الفراش في المفروشات الناعمة في المكتبة. ورداً على سؤال عما إذا كان موظفو المكتبة سيقومون بفحص الكتب المرتجعة بحثاً عن تلك الحشرات، أجابت: "سيزيد الموظفون بتعليمات في شأن الطرق التي يمكنهم من خلالها التعرف عليها، وكيف يتعين عليهم التصرف في حال اكتشافها. لكن حتى الآن، لم تكن هناك مشكلات في الكتب".

وذكرت المتحدثة أن العاملين في المكتبة أعربوا عن قلقهم من هذا الوضع. وقالت: "قمنا نتيجة لذلك بإغلاق المكتبة موقتاً. ويتعاون المجلس على نحو وثيق مع الفرق المعنية في مجال الصحة والسلامة في مؤسساته، ومع الفرق الداخلية لمكافحة الحشرات. ورغم أن العلاجات المستخدمة آمنة، فقد اختار المجلس المحلي إغلاق المكتبة لفترة موقتة بهدف تهدئة أي مخاوف قد يشعر بها مستخدمو المكتبة والعاملون فيها".

© The Independent

المزيد من متابعات