ملخص
دراسة جديدة كشفت عن أن الكبار في السن في أقسام "الحوادث والطوارئ" يواجهون فترات انتظار أطول، غالباً ما تتجاوز الأوقات المحددة
نبه أكاديميون - وفقاً لدراسة حديثة أجريت في المملكة المتحدة - إلى عدم وجود ترتيب مناسب للأولويات في المستشفيات البريطانية، لجهة منح الرعاية الطبية للأشخاص المسنين الضعفاء إذ "لا يتلقون الاهتمام اللازم" عندما يتوجهون إلى أقسام "الحوادث والطوارئ" A&E، ولديهم احتمالات أقل للحصول على معاينة طبية وتلقي العلاج خلال الأطر الزمنية المستهدفة.
ولاحظ الباحثون في المقابل أن المرضى الأصغر سناً الذين يواجهون مشكلات صحية بسيطة، ينتظرون وقتاً أقل في تلك الوحدات لإجراء تقييم لحالاتهم، مقارنة بالمرضى الضعفاء الذين لديهم متطلبات رعاية أكثر تعقيداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً، والمرضى المصابين بحالات مرتبطة بالشيخوخة - المعروفة أيضاً باسم متلازمات الشيخوخة Geriatric Syndromes - هم أقل عرضة لتلقي تقييم أولي لوضعهم المرضي، خلال الإطار الزمني المحدد بأربع ساعات.
وكتب معدو البحث في مجلة "إي كلينيكال ميديسن" EClinicalMedicine: "تسلط دراستنا الضوء على الحاجة إلى تحسين تحديد الأولويات للكبار في السن، الذين قد لا يحصلون على الاهتمام المناسب الذي يستحقونه ضمن نظام الرعاية الحادة" (يتلقى بموجبها المريض علاجاً مكثفاً وقصير الأمد لحالته).
وفي إطار الدراسة عمل الباحثون بقيادة أكاديميين من "جامعة ووريك" البريطانية، على مراجعة بيانات من 152 مستشفى في المملكة المتحدة، تتعلق بـ7248 حالة دخول إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات. وتم جمع البيانات جزءاً من تدقيق سريع أجرته "جمعية الطب الحاد" Society of Acute Medicine (هيئة تمثل الموظفين الذين يقدمون هذا النوع من الرعاية) في الـ23 من يونيو (حزيران) عام 2022.
تظهر بيانات هذه الدراسة اتجاهاً مقلقاً عبر مرافق "خدمات الصحة الوطنية". قد لا تعطي المستشفيات أولوية متساوية لمرضانا الضعفاء والكبار في السن وتفضل المرضى الأصغر سناً ذوي الحاجات البسيطة الذين يمكن تقييمهم وعلاجهم بسرعة أكبر - البروفيسور دانييل لارسون - "جامعة ووريك"
وفي ذلك اليوم، جرى تقييم نحو 76.4 في المئة من المرضى في غضون أربع ساعات من وصولهم إلى المستشفيات.
الباحث الرئيس البروفيسور دانييل لارسون وهو أستاذ الرعاية الإسعافية الحادة في "جامعة ووريك" قال إن "بيانات هذه الدراسة تظهر اتجاهاً مثيراً للقلق يهيمن على مرافق خدمات الصحة الوطنية (أن أتش أس) NHS".
وأضاف "قد لا تمنح المستشفيات الأولوية لمرضانا الضعفاء والكبار في السن على نحو متناسب مقارنة بالمرضى الأصغر سناً الذين لديهم متطلبات رعاية صحية أقل تعقيداً، والذين يجرى تقييمهم وعلاجهم بسرعة أكبر".
ورأى الدكتور تيم كوكسلي الرئيس السابق لـ"جمعية الطب الحاد" أن "هذه الدراسة المهمة تشكل مثالاً آخر على الضغط الهائل الذي تتعرض له ’الرعاية العاجلة والطارئة‘ Urgent and Emergency Care (UEC)".
نحن ندرك أن المرضى الأكبر سناً معرضون على نحو أكبر لخطر تلقي رعاية ما دون المستوى المطلوب في أروقة الوحدات. وتؤيد البيانات هذا القلق، مما يشير إلى أن التأخير الإضافي في الجوانب الحاسمة من علاجهم، يزيد من خطر النتائج السلبية - الدكتور تيم كوكسلي - "جمعية الطب الحاد"
وأضاف "نحن ندرك أن المرضى الأكبر سناً معرضون على نحو أكبر لخطر تلقي رعاية ما دون المستوى المطلوب في أروقة الوحدات الطبية. وتؤكد البيانات هذا القلق، مما يشير إلى أن التأخير الإضافي في الجوانب الحاسمة من علاجهم، يزيد من خطر النتائج السلبية وغير المواتية".
متحدث باسم هيئة "خدمات الصحة الوطنية" رأى أنه "في حين أن هذا التحليل ليوم معين في عام 2022 يقدم منظوراً محدوداً ولا يعطي صورة كاملة عن الوضع، من المهم تسليط الضوء على أن المرضى الأكبر سناً الذين لديهم متطلبات رعاية معقدة، غالباً ما يحتاجون إلى تقييم أشمل ودعم أكبر، مما قد يتسبب في فترات انتظار طويلة".
وخلص إلى القول إن "نموذج الرعاية الطارئة في اليوم نفسه ما هو إلا إحدى الطرق العديدة التي تستخدمها مرافق ’أن أتش أس‘ لتقديم الرعاية المناسبة، في المكان والوقت المناسبين للمرضى. ويساعد هذا النهج في تعزيز تدفق المرضى على نحو فعال، مما يمكن أقسام الطوارئ من التركيز على الأفراد ذوي الحاجات الطبية المعقدة التي تتطلب تقييماً شاملاً وأوسع نطاقاً".