ملخص
الحل معروف ومطروح منذ "أوسلو"، ثم مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 "دولة فلسطينية عاصمتها القدس" ضمن "حل الدولتين"
ساعة الحلول لم تأتِ بعد، ولا أحد يعرف كيف ستكون حين تدق ساعتها، لأن حرب غزة مستمرة ومتصاعدة ومحكومة بأن تكون طويلة، ولأن الذين يتحدثون عن حل كبير في إطار تحولات جيوسياسية استراتيجية واسعة وراديكالية يعرفون أنه لا ينضج إلا على نار حرب أكبر مما يدور في غزة وعلى الجبهات المساندة عبر "محور المقاومة"، إضافة إلى أن الربط بين حرب غزة وحرب أوكرانيا يزيد من تعقيد الأمور ضمن الصراع الإقليمي على نظام أمني والصراع الدولي بين الكبار على نظام عالمي جديد.
وما تدور التحركات الدبلوماسية المكثفة حوله ليس حتى تسوية، بل مجرد سعي إلى "هدنة إنسانية" وتقديم المساعدات لأهالي القطاع المحاصرين بلا ماء وغذاء أو دواء أو وقود تحت قصف تدميري منهجي وحشي.
هي تحركات يقوم بها طرفان، واحد يطالب بوقف نار فوري تمهيداً لإنهاء الحرب، وآخر يريد حصرها في غزة ويمارس كل الضغوط للحول دون توسيعها، وتحولها إلى حرب شاملة، والتطور البارز والمهم الذي حدث هو ردود الفعل الغاضبة على التوحش الإسرائيلي ضد المدنيين، بحيث حصل تبدل في الرأي العام العالمي، واندفعت التظاهرات المؤيدة لفلسطين في عواصم العالم، وباتت الدول الداعمة لإسرائيل محرجة ومستعدة للضغط عليها وإجبارها على التقيد بالقانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين في الحروب.
لكن التخطيط لما بعد الحرب ضروري حتى خلال المعارك المحتدمة، وما يشغل العواصم في هذه الأوقات هو رسم السيناريوهات المتعلقة بإدارة غزة بعد الحرب، فالانطباع السائد هو أنه لا "حماس" وضعت في حساباتها كل ما يجب من أجل "اليوم التالي" بعد عملية "طوفان الأقصى"، ولا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تملك تصوراً عملياً لما سيكون عليه القطاع في "اليوم التالي" للحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والسيناريوهات على اختلافها منطلقة من تصور أحادي هو غزة بلا "حماس" من دون حساب لاحتمال وازن هو نجاح الحركة في المواجهة والصمود بما يعني الفشل الاستراتيجي للغزو الإسرائيلي البري وإعلان "انتصار حماس".
ذلك أن إسرائيل خائفة من احتلال غزة كما من بقاء "حماس" فيها، وهي اصطدمت بالرفض المصري الحازم لمشروع عمره عقود استعادته الدولة العبرية، أخيراً، وهو تهجير أهالي غزة إلى سيناء، والنجدة الأميركية لها تقترح سيناريوهات لا معقولة تصطدم بالواقع.
شيء من "إدارة دولية" غير ممكنة في غزة وغير فعالة، وشيء من نشر قوات عربية وإسلامية في القطاع من دول في سلام، أو على علاقات جيدة مع إسرائيل، ولا مصر تقبل الوقوع في الفخ المعروض عليها، وهو أن تعود إلى حكم غزة كما كانت الحال قبل حرب 1967، ولا السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي من الضعف تستطيع أن تمسك بالقطاع أو تريد أن تعود إليه على ظهور الدبابات الإسرائيلية، أما تقسيم غزة إلى "شمال" يريح إسرائيل و"جنوب" تبقى فيه "حماس"، فإنه وصفة لحرب دائمة في صراع وجود.
وما يعرفه الجميع، وإن لم يعترف به البعض، هو أنه لا حل في غزة وحدها، ولا لغزة وحدها، فلا مهرب من حل لقضية فلسطين، ومن ضمنها القطاع، والحل معروف ومطروح منذ "أوسلو"، ثم مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 "دولة فلسطينية عاصمتها القدس" ضمن "حل الدولتين"، وهما دولة تقودها منظمة تحرير موسعة تضم كل الفصائل الفلسطينية وتحظى بدعم فلسطيني كامل وعربي ودولي، ودولة تضع حداً لإصرار اليمين الإسرائيلي المتطرف على ضم الضفة الغربية ودفع شعبها إلى الضفة الشرقية ضمن مشروع قديم عنوانه "الوطن البديل" واعتبار الأردن هو "الدولة الفلسطينية".
وكما في القاهرة كذلك في عمان ورام الله، رفض حازم للتهجير الفلسطيني من غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، والحق الفلسطيني بسيط في صراع معقد.