ملخص
فرق فلسطينية وأميركية ستواصل البحث في الملفات المشتركة وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس
مع أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جاء إلى رام الله لبحث اليوم التالي لانتهاء حكم حركة "حماس" لقطاع غزة، إلا أن السلطة الفلسطينية شددت على ضرورة "الوقف الفوري للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية من دون أية شروط".
وكرر بلينكن خلال زيارته الأولى لرام الله منذ بداية الحرب على قطاع غزة، على مسامع الرئيس محمود عباس رفض واشنطن وقف الحرب الإسرائيلية قبل تحقيق أهدافها، لكنه جدد التزام بلاده تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية للحياة في القطاع.
دور في القطاع
وبينما أكد وزير الخارجية الأميركي للرئيس الفلسطيني التزام بلاده العمل "نحو تحقيق طموحات الفلسطينيين المشروعة لإقامة دولة فلسطينية"، أبلغه بضرورة أن "تلعب السلطة الفلسطينية دوراً مركزياً فيما سيأتي بعد ذلك في قطاع غزة"، وفق مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس عباس "بدا مستعداً للقيام بدور في القطاع".
لكن عباس أكد لوزير الخارجية الأميركي أن السلطة الفلسطينية "ستتحمل مسؤولياتها كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة"، مشيراً إلى أن القطاع "جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين".
وشدد على أن "منظمة التحرير" الفلسطينية هي "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي صاحبة القرار حول كل ما يخص الشعب الفلسطيني".
وتعتبر الإدارة الأميركية أن إرجاع السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة هو "الحل المنطقي" في ظل إصرار إسرائيل بدعم أميركي على إنهاء حكم "حماس" للقطاع والقضاء على ذراعها العسكرية والسياسية.
"خيار غير واقعي"
ومع أن السلطة الفلسطينية فقدت سيطرتها الفعلية على القطاع عام 2007 لمصلحة "حماس"، لكنها تواصل دفع رواتب آلاف الموظفين فيها العاملين في القطاعات الصحية والتعليمية، إضافة إلى توفير المياه والكهرباء.
إلى ذلك أبلغنا مسؤول فلسطيني رفيع رفض الكشف عن اسمه بأن "حماس لن تستيطع بعد هجومها على إسرائيل والحرب الحالية حكم قطاع غزة"، مشيراً إلى أن ذلك أصبح "خياراً غير واقعي".
وأوضح المسؤول أن الحركة كانت تحكم القطاع "بتفاهم أمني وإداري مع إسرائيل، وبغطاء عربي وإقليمي وبرعاية أميركية"، معتبراً أن ذلك "انتهى الآن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع أن المسؤول الفلسطيني استبعد إمكان القضاء على "حماس" من الناحية التنظيمية، لكنه لفت إلى أن القضاء على قوتها العسكرية وتقويض حكمها أمران ممكنان.
"بلينكن جاء إلى رام الله لإيجاد حل يخرجه من مأزقه" تابع المسؤول الفلسطيني، "فالحرب مهما طالت ستنتهي، والحل العسكري لا ينفع، وقطاع غزة نحن مسؤولون عنه".
فالحل وفق المسؤول هو بـ"عودة السلطة الفلسطينية لغزة للقيام بمهماتها كافة في ظل تأديتها مهمات عدة باستثناء السيطرة الأمنية".
ورأى أن واشنطن ليست مع إعادة إسرائيل احتلال قطاع غزة أو اقتطاع أجزاء منه، كما أنه "ليس هناك حل دولي أو عربي لغزة".
"الحديث عن اليوم التالي للحرب ليس معزولاً عن هدفنا بوقف العدوان على القطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف التهجير"، أشار المسؤول الفلسطيني، مضيفاً أن "معظم اللقاء بين بلينكن وعباس خُصص لضرورة وقف الحرب".
حدود 67
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش إن عباس "أًصرّ خلال اللقاء على وقف العدوان على غزة بصورة فورية، فيما أراد بلينكن الحديث عن اليوم التالي لنهاية الحرب".
وشدد الهباش في حديث إلى "اندبندنت عربية" على أن السلطة الفلسطينية "لن تعود لقطاع غزة بوصاية من أحد، ولن تقبل أي مقايضات لعودتها".
وأشار إلى أن رام الله تتولى "مسؤولياتها شبه الكاملة في القطاع منذ سيطرة حماس عليه باعتبار أن ذلك واجب وطني وسياسي وأخلاقي". وأوضح أن "فرقاً فلسطينية وأميركية ستواصل البحث في الملفات المشتركة وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس".
ورجح سياسيون وجود "رفض قطعي من السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي لأخذ أي دور في القطاع"، واحتمال عودتها للقطاع بعد اتفاق على حزمة سياسية متكاملة تضمن الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، مضيفين أن "واشنطن غير قادرة على الاستجابة لذلك الطلب، في ظل وجود حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفاً بزعامة بنيامين نتنياهو الرافض تاريخياً لقيام دولة فلسطينية".
الرغبة الأميركية
واعتبر بعضهم أن واشنطن تهدف من وراء إثارة اليوم التالي للحرب إلى "استعراض البدائل المتاحة لمعرفة كيف ستتعامل مع العملية العسكرية الإسرائيلية".
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن السلطة الفلسطينية "تكون قد خطت خطوة إلى الوراء سياسياً إذا تجاوبت مع الرغبة الأميركية في نقاش اليوم التالي للحرب على قطاع غزة".
وأوضح أن الحديث الأميركي عن مرحلة ما بعد "حماس مخيف لأنه يدل على أن الحرب ستطول وستتواصل"، معتبراً أن سقوط حكم "حماس" يجب أن تتبعه مرحلة انتقالية قبل تولي السلطة الفلسطينية مهماتها.
وتابع الشوبكي أن الحديث عن اليوم التالي يهدف إلى "ممارسة ضغوط سياسية ونفسية على قيادة حركة حماس".
أما المحلل السياسي محمد هواش، فرأى أن زيارة بلينكن إلى رام الله تأتي في إطار "محاولات الإدارة الأميركية ترميم سمعتها باعتبارها الراعية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وقال هواش إن "واشنطن ترغب في التوصل إلى وقف إطلاق نار لساعات قصيرة فقط، واحتواء أي تصعيد ميداني في الضفة الغربية، مع حديثها بشكل إيجابي عن مستقبل الشعب الفلسطيني وحل الدولتين".
"السلطة الفلسطينية موجودة في قطاع غزة وتقوم بمهماتها باستثناء الأمن" أردف هواش، مشيراً إلى أن تطورات الأوضاع في قطاع غزة لن تغير من تلك المسؤوليات إن لم توسعها".