Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يعلن تدمير سفينة روسية وموسكو تقصف متحفا أوكرانيا

اليونسكو تدين هجوم أوديسا ومخاوف من شتاء قارس   

ملخص

صور أظهرت حطاماً وآثار زجاج متناثر على أرضية متحف الفنون الجميلة في أوديسا بعد تعرضه لقصف روسي.

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "تدمير" السفينة الروسية الكبيرة "أسكولد" في حوض بناء السفن في كيرتش بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وذلك بعد يومين من إعلان كييف عن شن ضربات على هذه المنطقة "بنجاح".

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، "أوجه الشكر الى جميع من أسهموا في تدمير السفينة الروسية في حوض بناء السفن في كيرتش".

من ناحية أخرى، أسفر قصف روسي على أوديسا، المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب أوكرانيا، عن إصابة ثمانية أشخاص في الأقل بجروح، وإلحاق أضرار بمتحف ليل الأحد الإثنين، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين.

وأظهرت صور حطاماً وآثار زجاج متناثر على أرضية متحف الفنون الجميلة في أوديسا الذي تحطمت بعض نوافذه، كذلك تصدعت الجدران فيما سقطت بعض اللوحات بفعل قوة القصف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعربت نائبة وزير الخارجية الأوكراني إميني دجبار عن "استيائها العميق" من هذا القصف، مدينة "تدميراً متعمداً للمواقع الثقافية وجريمة ضد التراث الأوكراني". كما طالبت "برد دولي قوي وإجراءات فورية من اليونسكو".

وبعد ذلك، قالت اليونسكو إنها "تدين الهجوم بشدة"، مذكرة بـ"وجوب حماية المواقع الثقافية".

من جهتها، قالت مديرة المتحف بالنيابة كاترينا كولاي، إن تقييم الأضرار جار حالياً.

وقال المسؤول في السلطات الإقليمية أوليغ كبير، إن معظم الأعمال المعروضة "تم نقلها". وأضاف عبر "تيليغرام" أن "الرسوم واللوحات المعروضة حالياً لم تتضرر".

وافتتح متحف أوديسا للفنون الجميلة في أواخر القرن التاسع عشر، وفق موقعه على الإنترنت، فيما اتهمت كييف موسكو بإطلاق أربعة صواريخ، وطائرات مسيرة هجومية من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

وفي منطقة أوديسا، أصيب ثمانية أشخاص بجروح، بحسب ما أفاد وزير الداخلية إيغور كليمينكو، مشيراً إلى أن القصف طاول نحو 20 مبنى ومرافق للبنى التحتية.

شتاء قاس للغاية

وتتصاعد مخاوف في أوكرانيا من شن موسكو هجمات منهجية على منشآت الطاقة مثلما فعلت الشتاء الماضي، ما يترك الملايين من دون تدفئة أو كهرباء.

وأشار رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك اليوم الإثنين إلى أن الشتاء سيكون "قاسياً للغاية"، مضيفاً أن "روسيا تستعد، لذا علينا أن نستعد أيضاً".

وتحض كييف حلفاءها الغربيين على دعم منظومات دفاعاتها الجوية قبل أن تتكثف الضربات الروسية خلال أشهر الشتاء.

وفي منطقة خيرسون الواقعة أيضاً في الجنوب، تعرضت مبان لقصف صاروخي، وفقاً لحاكم المنطقة أولكسندر بروكودين.

وقال إن أحد هذه المباني "قصف للمرة الثالثة من قبل العدو"، مضيفاً أن الغارة أدت إلى إصابة أحد السكان.

في المقابل، أعلنت القوات الأوكرانية أنه "تم إسقاط 15 طائرة شاهد وصاروخ Kh-59 موجه". ونبهت كييف إلى أن صاروخاً روسياً تسبب بمقتل 19 من جنودها الجمعة الماضي.

ووفق وسائل إعلام محلية، فقد جمع هؤلاء الجنود لحضور حفل تقليد وسام بالقرب من خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، وأكد الجيش الأوكراني مقتل جنود، من دون تحديد عددهم.

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيفتح تحقيق في ملابسات هذه "المأساة التي كان من الممكن تجنبها"، بحسب تعبيره.

وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أن إجراءات قضائية بدأت بسبب "الإهمال من جانب مسؤول عسكري في الخدمة".

في هذه الأثناء، أسقطت طائرتان من دون طيار أوكرانيتان في منطقة فورونيغ الواقعة في جنوب روسيا، من دون التسبب بإصابات أو أضرار، بحسب حاكم المنطقة ألكسندر غوسيف.

تحقيقات مع عسكريين أوكرانيين

في الوقت نفسه، أعلنت النيابة العامة الأوكرانية اليوم الإثنين عن أنها أبلغت رسمياً مسؤولين عسكريين اثنين بتحقيق يستهدفهما بتهمة اختلاس ملايين اليورو في إطار صفقة لشراء سترات واقية من الرصاص رديئة الطراز، في قضية فساد جديدة تهز البلاد.

ويتعلق الأمر بنائب سابق لوزير الدفاع وأحد مساعديه، وفق ما أوضحت النيابة العامة، من دون الكشف عن اسميهما.

ويشتبه بتورط الرجلين "في طلب لوازم وقاية فردية ناقصة الجودة من الخارج"، وبأنهما سددا ثمن هذه الصفقة "من دون احترام شروط التحقق من الجودة"، بحسب ما أفاد مكتب الدولة للتحقيقات، وهو هيئة متخصصة في مكافحة الرشوة، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نتيجة لذلك تسلمت القوات المسلحة الأوكرانية سترات واقية من الرصاص "سيئة الطراز" من شأنها تعريض حياة الجنود للخطر أثناء المعارك، بحسب ما أضاف المصدر نفسه، متحدثاً حينها عن اختلاس أكثر من ستة ملايين يورو.

ويواجه المتهمان عقوبة السجن تصل إلى 12 عاماً، في حال الإدانة. وبحسب مكتب الدولة للتحقيقات تشكل هذه القضية جزءاً من ملف احتيال أكبر تناهز قيمته 36 مليون يورو، يتصل خصوصاً بعقود اقتناء ذخائر رديئة.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، هزت قضايا فساد عدة وزارة الدفاع الأوكرانية، ما دفع وزير الدفاع السابق أولكسي رزينكوف للاستقالة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

قتلى الأسبوع الماضي

بدوره، قال لواء عسكري أوكراني اليوم الإثنين إن 19 من جنوده قتلوا الأسبوع الماضي في ضربة جوية روسية وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنها "مأساة كان من الممكن تجنبها".

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الجنود قتلوا خلال حفل لتكريمهم الجمعة، في منطقة زابوريجيا على خط المواجهة بجنوب شرقي أوكرانيا.

وأوضح لواء الهجوم الجبلي المنفصل رقم 128 في بيان اليوم الإثنين أن 19 قتلوا في الهجوم دون ذكر تفاصيل أخرى.

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أول من أمس السبت، فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم، فيما ذكر الجيش في بيان منفصل أن روسيا ضربت منطقة زابوريجيا بصاروخ باليستي من طراز إسكندر.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تفاصيل الهجوم من مصادر مستقلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها أطلقت النار على القوات الأوكرانية في المنطقة، وإنها قتلت ما يصل إلى 30 عسكرياً.

وقال زيلينسكي أمس الأحد "الشيء الرئيس هو معرفة الحقيقة الكاملة في شأن ما حدث ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى".

وأضاف "الآن يجب على التحقيق أن يقدم إجابات صادقة لأسر الجنود الذين سقطوا وللمجتمع حول كيفية حدوث هذه المأساة وما إذا كانت قد صدرت أي أوامر غير مناسبة".

وشنت كييف هجوماً مضاداً في جنوب شرقي أوكرانيا في أوائل يونيو (حزيران)، لكن التقدم كان بطيئاً ضد القوات الروسية التي دخلت أوكرانيا قبل أكثر من 21 شهراً.

"غير مستعد"

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد أنه "غير مستعد" لإجراء محادثات مع روسيا قبل أن تسحب قواتها من بلاده، نافياً أن يكون مسؤولون غربيون بحثوا معه مسألة مفاوضات.

وكان زيلينسكي يعلق على تقارير أفادت بأن مسؤولين أميركيين وأوروبيين بحثوا مع حكومته إمكان إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، وبعدما قال ضابط أوكراني كبير إن الحرب دخلت في طريق مسدود.

وقال زيلينسكي خلال برنامج لشبكة "أن بي سي" إن "(الولايات المتحدة) تعلم أنني لست مستعداً للتحدث مع الإرهابيين، لأن كلمتهم لا قيمة لها". وأضاف "حتى الآن، ليس لديَّ أية علاقات مع الروس، وهم يعرفون موقفي"، موضحاً "عليهم أن يخرجوا من أراضينا، فقط بعد ذلك، يمكن أن ينتقل العالم إلى الدبلوماسية". وقال إن الحرب وصلت إلى "وضع صعب"، لكنه نفى مجدداً أن تكون في طريق مسدود. وأضاف "على خط الجبهة، ليس سراً أنه ليس لدينا دفاع جوي. ولهذا السبب تسيطر روسيا على الأجواء. إذا سيطروا على الأجواء بكاملها، حتى اللحظة التي نحصل فيها على دفاع جوي، فلا يمكننا التحرك بسرعة إلى الأمام".

ولم يتغير خط الجبهة بين الطرفين منذ نحو سنة على رغم أن أوكرانيا شنت هجوماً مضاداً في يونيو (حزيران) لاستعادة أراضٍ من الروس.

إنهاء الحرب

ومع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الـ21 بدا أن موسكو وواشنطن تتبادلان الإشارات حول إمكان التوصل إلى سلام ينهي المعارك التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وجعلت ملايين من سكان أوكرانيا لاجئين أو نازحين، وأنهكت اقتصاد روسيا والغرب.

وبعد سقوط نحو نصف مليون جندي ما بين قتيل وجريح خلال حرب أوكرانيا منهم 300 ألف جندي روسي و200 ألف جندي أوكراني وفقاً للتقديرات الغربية، وتحول الانتباه في العالم إلى الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل و"حماس" تبادلت كل من موسكو وواشنطن إشارات حول استعداد كل منهما لإنهاء الحرب المريرة التي يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود وأنهكت الجميع عسكرياً واقتصادياً.

ظهرت هذه الإشارات، الإثنين الماضي، عندما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موسكو مستعدة لإجراء محادثات حول تسوية ما بعد الصراع في حرب أوكرانيا، وترغب في مزيد من التعايش مع الدول الغربية إذا توقفت عن السعي إلى هزيمة بلاده استراتيجياً، وبعدها بأربعة أيام نقلت شبكة "أن بي سي" الإخبارية الأميركية عن مصادر لم تحددها قولهم، إن مسؤولين أميركيين وأوروبيين تحدثوا مع الحكومة الأوكرانية الشهر الماضي حول ما قد تنطوي عليه مفاوضات السلام المحتملة مع روسيا لإنهاء الحرب.

المزيد من دوليات