ملخص
يبدو أن غوردون على وشك تحويل مسيرته من جناح خطر إلى مهاجم شامل لا يمكن السيطرة عليه
نقطة فاصلة تلك التي قرر فيها المدير الفني لنيوكاسل إيدي هاو أنه يتعين عليه تقليل دقائق لعب مهاجمه كالوم ويلسون في مباراة الثلاثاء، وبناءً على ذلك أعاد توظيف الجناح أنتوني غوردون الذي بدأ عام 2023 على مقاعد البدلاء لفريق إيفرتون في خضم دوامة الهبوط التي بدا من المرجح أن تأخذهم إلى دوري الدرجة الأولى "تشامبيونشيب"، ليصبح قلب هجوم في دوري أبطال أوروبا، أمام أكثر من 80 ألف شخص في استاد "سيغنال إيدونا بارك" ملعب المنافس بوروسيا دورتموند الألماني، وهو على الأرجح أكبر حشد جماهيري شاهده في حياته، والأصعب أن مصير نيوكاسل يونايتد على المحك.
من المحتمل أن يستمتع أنتوني غوردون بذلك، إذ إن أحد الموضوعات التي تطرحها قائمة مباريات نيوكاسل المرصعة بالنجوم هو أن غوردون يرفض الخوف من الأسماء الكبيرة أو المباريات الكبيرة.
لقد هاجم باريس سان جيرمان، وأثار الجماهير في استاد "سانت جيمس بارك" في هذه العملية، وقد كان رائعاً ضد ليفربول، حتى لو طغت على هدفه ثنائية داروين نونيز المتأخرة، وقد ازدهر في مركز قلب الهجوم المساعد ضد مانشستر يونايتد في استاد "أولد ترافورد"، وقد سجل هدف الفوز ضد أرسنال، السبت، بعد وقت قصير من خروج ويلسون وتبني غوردون دوره الطارئ كمهاجم صريح.
وكما يمكن أن يشهد عديد من المنافسين، فإن غوردون لا يعرف الخوف على الإطلاق. وقال مدربه هاو "إنها واحدة من أفضل صفاته. أعتقد أنه يلعب اللعبة ولا يهمه الخصم، يريد اللعب في كل دقيقة".
وإذا كان المنافسون الذين يبدو أن غوردون عازم على إثارة غضبهم قد يختلفون مع جزء من هذا التحليل، فقد أصبح لهذا الشاب حضوراً سحرياً في فترة مباريات الخريف.
وهناك طرق كان من خلالها وقت قضاه غوردون في ملعب "غوديسون بارك" بمثابة تدريب مهني، وربما استفاد نيوكاسل من معاناة إيفرتون، فإن الأمر انتهى بشكل غير سعيد حين أضرب غوردون عن التدريب واللعب في محاولة لإجبار ناديه على بيعه بعد أن تلقى عرضاً بقيمة 45 مليون جنيه استرليني (56 مليون دولار)، والذي بدا في البداية مبلغاً مبالغاً فيه، لكن إيفرتون فشل بعد ذلك في التعاقد مع مهاجم في يناير (كانون الثاني)، مما هدد مسيرتهم في الدرجة العليا.
لقد نظر هاو إلى الوراء أكثر في استكشافاته، فهناك بعض أوجه التشابه بين نيوكاسل وإيفرتون - أندية المدن الكبيرة، والبيئات ذات الضغط العالي - وكان نجاة فريق "ميرسيسايد" في نهاية المطاف من الهبوط قبل موسمين أمراً مرهقاً، وكان غوردون محورياً في ذلك الوقت. وقال هاو "أحد التحديات عندما تأتي إلى نادٍ مثل نيوكاسل هو هل يمكنك اللعب في الأجواء الصعبة في الملعب، في ظروف شديدة كهذه، وأعتقد أن تجربته مع إيفرتون ساعدته على التكيف مع الحياة هنا".
مع بيع ريتشارليسون في ذلك الصيف، زادت مشكلات إصابة دومينيك كالفرت لوين من جاذبية اللاعب، حيث تم الضغط على غوردون للعب في مركز المهاجم، ويتذكر هاو قائلاً "لقد شاهدناه خلال فترة التعاقد معه، لقد رأيته يلعب على اليسار واليمين في إيفرتون وأعجبني حقاً في كلا المركزين، ولكني أحببته أيضاً كقلب هجوم".
ثم كان غوردون هو تلميذ فرانك لامبارد الجديد، واللاعب الذي شبهه بماسون ماونت، الذي تولى لامبارد تصعيده، وبعد أن تفرقت بهما السبل أصبح لاعب خط الوسط فائزاً بدوري أبطال أوروبا.
ومن السابق للأوان أن نتوقع أن يحظى غوردون بنفس المكانة، فبعد الهزيمة في دورتموند يمكن أن يندفع نيوكاسل نحو الخروج المبكر، ومع ذلك، بعد أشهر قليلة من استبعاد لامبارد له فاز بجائزة أفضل لاعب في بطولة أوروبا تحت 21 سنة في الصيف.
من يذكر أنه عندما كان نادي "ماكبايس" يتفاوض في شأن غوردون، قالت المالكة المشاركة أماندا ستافيلي إن هاو يعتقد أن الجناح يمكن أن يصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في مستواه الحالي، قد يكون كذلك، قد لا يفاجئ ذلك توماس توخيل، الذي أراد التعاقد مع غوردون لتشيلسي في عام 2022، لكنه يمثل تقدماً سريعاً مع ذلك، وإن كان من رجل يفعل كل شيء بسرعة، فقد بدأ غوردون الموسم بمشاركة مركزه مع هارفي بارنز على الجهة اليسرى، والآن أصبح لا غنى عنه، وفي ظل إصابة ألكسندر إيساك، ونادراً ما يلعب ويلسون لمدة 90 دقيقة، يمكن أن تمنحه الواجبات الأكثر شهرة في "تينيسايد"، أي أن يكون قلب هجوم نيوكاسل.
هناك سؤال حول ما إذا كان غوردون يستطيع الاستمرار في ذلك، إذ لم يسبق له أن شارك في أكثر من 30 مباراة مع النادي في موسم واحد وقد وصل بالفعل إلى 13 مباراة الآن. وقال "لقد وصلت إلى الحد الأقصى، ولكني أشعر أنني بحالة جيدة، أنا لا أشكو"، بل هو ينتهز الفرصة.
وأضاف هاو "لا أستطيع أن أثني عليه بما فيه الكفاية، بعد الأشهر القليلة الأولى الصعبة في النادي، حيث كان حريصاً على إظهار مواهبه، كان صبوراً وتعلم كيف نلعب، والآن يجني الثمار".
لقد وصل غوردون إلى أعلى مستوى ممكن حينما سجل هدف فريقه في شباك أرسنال، ليعادل أفضل رصيد له في مسيرته بأربعة أهداف في موسم واحد.
وكان الأمر مثيراً للفضول عندما قال غوردون "كنت مهووساً بالأهداف والتمريرات الحاسمة".
ومع ذلك، لم تكن هذه المواهب موطن قوته أبداً، لقد سجل سبعة أهداف فقط في 78 مباراة مع إيفرتون، بل إن ثلاثة من أهدافه الأربعة في موسم (2021 - 2022) كانوا من كرات مرتدة، ونادراً ما أظهر تميزاً في تحويل الفرص إلى أهداف، وإذا كانت الخطوة التالية هي إضافة مزيد من الأهداف، فإن غوردون سيصبح مصدر إزعاج للمنافسين، بل سيصبح لاعباً لا يمكن السيطرة عليه، وهو ما سيجعله لاعباً مركزياً بأكثر من طريقة.
© The Independent